وكالات - الاقتصادي - بدأً من رقصات الكاميروني روجيه ميلا، وصولاً إلى النسخة البشرية من لعبة «سلانكي»، هذه 6 احتفالات لا تنسى من عرس كرة القدم العالمي، ننقلها عن صحيفة The Guardian البريطانية.
في الآونة الأخيرة، تعاقد ماتيوس أوليفيرا – الابن الثالث لبيبيتو والبالغ من العمر 23 عاماً -، مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي، علما بأنه كان موضوع الاحتفال.
وبالعودة إلى صيف العام 1994، كانت قد مرت ساعة من عمر المباراة قبل أن تصل بيبيتو كرة رأسية يصعب التحكم فيها، ما أحرج المدافعين الهولنديين الأربعة الذين كانوا يتراجعون إلى الوراء ظناً منهم بوقوعه في مصيدة التسلل، ولكن علم التسلل لم يظهر قط.
ركض بيبيتو دون عوائق حتى وصل إلى المرمى، فقام بمراوغة حارس المرمى الهولندي إد دي خوي بلمسة مدهشة ومندفعة، قبل أن يسدد الكرة في الشباك الخالية.
بدأ بيبيتو بالضحك على نكتته الخاصة قبل انتهائها، متجهاً نحو علم الزاوية وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة خادعة. ثم شكل ذراعيه وكأنه يحمل طفلا في المهد، وبدأ يهزه، قبل أن ينضم إليه زميلاه مازينهو وروماريو في لوحة من النعيم الأبوي.
نأمل أن هذه الحركة قد خففت من غضب زوجته، حيث أوضح البرازيلي بخجل أن هذا هو الطفل الوحيد الذي لم يكن حاضرا عند ولادته.
كان روجيه ميلا، الذي يحظى بحياة يحلم أغلبنا بمثلها، بعد شبه تقاعد في جزيرة ريونيون الفرنسية عن عمر يناهز 38 عاماً، منافسًا غير متوقع للفوز بلقب كأس العالم سنة 1990. مع حاجة «الأسود» التي لا تقهر إلى هداف متميز، أجرى رئيس الكاميرون، بول بيا، مكالمة هاتفية مع ميلا يدعوه بشكل شخصي إلى الالتحاق بصفوف المنتخب، محاولاً إقناعه بالعودة إلى كرة القدم الدولية.
وبالفعل، عاد اللاعب وسجل هدفين في مرمى رومانيا، ثم أحرز نفس عدد الأهداف في الوقت الإضافي ضدّ كولومبيا، بفضل هدية رينيه هيغيتا التي لم تجعل اسمه يذكر على شفاه الجميع فحسب، بل كان مصدرا إلهام رقصاتهم أيضا. فقد اعتمد ميلا على علم الزاوية ليكون شريكه في الرقص، حيث يتقلص خطر الرفض. وقد حرك حوضه بالكامل كأنها لمسة عم فاسق في حفل زفاف، ولكن رقصته بدت حينها رائعة وغير متكلفة.
استطاع روجيه ميلا، أن يكرر هذا الإنجاز بعد 4 سنوات في الولايات المتحدة، ليصبح أقدم هداف في تاريخ كأس العالم مع تحقيقه هدف مواساة ضد روسيا.
يرتبط اسم يوليوس آغاهاوا بموسمه السلبي لسنة 2007-2008 مع نادي ويغان الإنكليزي. للأسف، كانت مسيرته الرياضية بلغت ذروتها قبل 5 سنوات فقط في كوبي، عندما سجل هدف نيجيريا الوحيد في كأس العالم 2002. في مباراة انتهت بالخسارة أمام السويد 1-2، التقط المهاجم كرة جوزف يوبو العرضية ووضعها في زاوية بعيدة في المرمى وحاول الاندفاع نحو المرمى، بينما كان محاصراً من قبل اثنين من المدافعين، قبل أن يسقط ورجليه منحرفتين.
وإن كان هبوطه غير صائب، فإن ما جاء بعدها أشبه بالمعجزة، حيث باشر بتنفيذ عدد من الشقلبات المذهلة. وقد استغرق الأمر بعض الوقت لحساب جميع تلك الشقلبات السبعة التي نفذها، في الوقت الذي نفذ فيه أغاهووا أفضل تقليد له للعبة سلانكي في نسختها البشرية.
بعد مضي 4 سنوات على الاستعراض الذي قدمه اللاعب بيبيتو، كانت البرازيل خلال هذه المباراة الطرف المتلقي للاحتفال من أحد المصادر غير المرغوب فيها، ألا وهو اللاعب الدنماركي برايان لاودروب الذي لم يكن مشهوراً مثل أخيه مايكل حينها.
وعندما نجح لاودروب في تذليل الفارق وتسجيل هدف لصالح فريقه، لم تكن جهوده أقل شهرة من المحاولة الانتحارية، التي كان من الصعب تفسيرها، التي نفذها اللاعب روبرتو كارلوس لإبعاد الكرة عن شباكه والاحتفالية اللطيفة التي تلت ذلك.
في آخر مباراة دولية له، قرر لاودروب تحقيق أقصى قدر من الاستفادة من ظهوره الأخير، مدفوعاً بتعليق من ابنه قال فيه «أبي أنت ممل للغاية عند احتفالك بالأهداف».
ويكمن جمال الاحتفال في اللحظة التي انزلق فيها لاودروب تعبيراً عن الفرحة، وكانت تلك الطريقة في الاحتفال أيقونية. وعند تحول نظرنا إلى الزاوية الأمامية، يظهر لاودروب متمدداً مثل ملهمة الرسام الإيطالي كارافاجيو، حيث كانت ملامح وجهه الخالية من التعبير تتناقض مع بريق عينيه.
صنفت لقطات احتفال اللاعب فينيدي جورج ضمن قائمة «أكثر اللحظات إثارة للدهشة في كرة القدم»، لتكون حدثا مميزاً في إحدى البطولات التي لم تشهد فقط تغييرات على مستوى القوانين التي تخص حراس المرمى، بل على مستوى الاحتفالات أيضاً.
مكنت التمريرة التي نفذها اللاعب إيمانويل أمونيكي من الجانب الأيسر اللاعب النيجيري جورج، الذي لم يكن معروفاً حينها، من تسجيل هدف. وإذا كان هدفه الذي سجل عن بعد 25 متراً يصعب التقاطه، فإن ردة فعله التي تلت ذلك كانت ضرباً من العبثية.
ظهر اللاعب وهو يزحف على يده وساقه لبضعة أمتار، وعند وصوله إلى خط التماس رفع ساقه اليمنى وتظاهر بأنه يقضي حاجته؛ وربما عنى بحركته تلك تقليد كلب يتبول على صنبور الحريق. وعلى نحو محير، بات العديد من اللاعبين يقلدون حركة جورح الشهيرة، من أبرزهم لاعب جناح المنتخب البلجيكي دريس ميرتنز الذي لجأ لهذه الحركة احتفالاً بتسجيله لهدف لصالح نابولي ضد روما.
أما الجزء الذي لم يسلط عليه الضوء من الاحتفالية، فكانت الحركة الغريبة التي كان يقوم بها جورج بمفرده بابتسامة عريضة.
في الأسبوع الذي سبق المباراة، تسلل مساعد مدرب المنتخب الألماني آنذاك، بيرتي فوغتس، إلى الحصص التدريبية للفريق الإسكتلندي كبائع مشروبات، بعد أن قام برشوة البائع لاستعارة مئزره وقبعته مقابل قميص الفريق الألماني، من أجل مراقبة اللاعب الأساسي ستراكان. لكن كان ذلك دون جدوى، إذ تمكن ستراكان من إحراز هدف التقدم، الذي سدده نحو الزاوية البعيدة من زاوية غير متوقعة، مجتازا حارس المرمى هارالد شوماخر.
ساهم استعمال الكاميرا المكبرة في إظهار ستراكان، الذي بدا وكأنه أقصر من طوله الذي يتراوح بين خمسة وستة أقدام، عندما كان مسرعاً نحو لوح الإعلانات المتواجد في الميدان محاولا تجاوزه لكنه أخفق. وقد كان حماس ستراكان للقفز على اللوح شبيها بحماس طفل يتوسل من أجل المثلجات. ربما كانت تلك اللحظة التي صاغت نظريته في علم الجينات.