على عكس القول السائد 'الصبر مرّ'، فإن الكثيرين في شوارع نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية يصرخون بصوت عال: 'الصبر حلو.. حلو الصبر'.
في خان التجار وهو سوق تاريخي تباع فيه المواد التموينية والملابس والخضراوات، تعرض أصناف مختلفة من الفاكهة الموسمية، وينخرط الباعة هذه الأيام ببيع الصبر.
مستقرين في المدينة، أو قادمين من خارجها، يمكن في أنحاء متفرقة من الأسواق القديمة أو عند زوايا الأحياء الواقعة خارج البلدة القديمة، معاينه أصناف مختلفة من الصبر موضوعا داخل عبوات مختلفة الأوزان.
يقول صلاح موسى وهو صاحب محل بيع مواد غذائية، إن بيع الصبر مهنة قديمة ورثها عن والده.
ويتحدث موسى عن الموسم الحالي بأنه سيء للغاية مقارنة مع المواسم الماضية بسبب موجات الحر المرتفعة التي ضربت المنطقة، مبينا أنه في الموسم العادي كان متوسط البيع اليومي يصل إلى 15 عبوة. أما الموسم الحالي فالكمية تقلصت إلى أقل من النصف.
يقول مزارعون في القرى إن موجة الحر التي ضربت المنطقة في الآونة الأخيرة أثرت بشكل سلبي على إنتاج الصبر.
ويقول موسى إن المردود المادي لمثل هذه المحاصيل مقبول لكنه ليس بالمطلوب. في المقابل ليس الأمر مشابها بالنسبة لمحمد كنعان الذي يتحدث عن المردود المادي لموسم الصبر الطبيعي، إذ يصل متوسط البيع اليومي في المواسم الطبيعية إلى 200 شيقل، أما الموسم الحالي والذي يعتبره موسما سيئا فالمردود المادي انخفض إلى 150 شيقلا، على حد تعبيره.
ويتحدث كنعان عن أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير قد أثر على كمية الصبر المتاحة في الأسواق والتي انخفضت بشكل ملحوظ .
ويعتبر محمد كنعان نفسه من التجار القدامى في بيع الصبر، إذ أنه يمارس هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
تاجر آخر يدعى داوود الصليبي، يضع بسطته على الدوار الرئيس في مدينة نابلس، كان يعمل في مصنع للصابون لكن بعض المشاكل أجبرته على ترك عمله والتوجه إلى بيع الصبر ولو بالمقابل المادي القليل الذي لا يتعدى 50 شيقلا يوميا.
ويشير إلى أن موسم الصبر عادة ينتهي في منتصف شهر آب، إلا أن الموسم الحالي قد انتهى مبكرا نظرا لموجات الحرارة التي ضربت المنطقة.
وينتشر الصبر في قرى محافظة نابلس، لكن زراعته غير منتظمة. وفي القرى تظهر شجيرات الصبر إما في المناطق البعيدة أو القريبة من المنازل.
في المقابل، فإن الصبر ليس المحصول الموسمي الوحيد في أسواق نابلس، إذ بدأت الأسواق باستقبال التين كمحصول ثان ينضج في الصيف كغيره من الفواكه الصيفية.
يقول عبد السلام عميرة الذي يعمل تاجر خضار، إنه يبع التين منذ عقدين من الزمن، ويضيف أن الموسم الحالي لم تكن بدايته طبيعية كباقي المواسم السابقة، ويتحدث عميرة عن متوسط الدخل اليومي للفرد الذي يتراوح ما بين 50-70 شيقلا.
في السياق نفسه، يقول نور الدين عصيدة، إن سعر عبوة التين في مثل هذا الوقت من كل موسم مرتفع، ويرجع السبب إلى الكمية القليلة المعروضة في الأسواق، مشيرا إلى أن محصول التين في الموسم الحالي أقل جودة من المواسم المنصرمة، نظرا للحرارة المرتفعة التي أضرت كثيرا في المحصول.
وحسب مدير دائرة الخدمات المساندة في مديرية الزراعة في محافظة نابلس عرفات اشتية، فإن 1600 دونم مزروعة بأشجار التين، تنتج سنويا 960 طنا من فاكهة التين.
وتعد قرية تلّ من أشهر قرى نابلس في زراعة التين. في هذه القرية لوحدها وهي أشهر القرى الفلسطينية في هذه الزراعة، نحو 500 دونم مزروعة بـ11 صنفا من التين. في نابلس نحو 16 صنفا من التين وصنفان من الصبر.
خلال الأيام الماضية، وصل تسويق التين والصبر ذروته، لكن في غضون وقت قليل، سينتهي الصبر من شوارع نابلس، فيما يستمر التجار بتسويق أصناف متنوعة من التين.
نقلا عن وفا.