رام الله – الاقتصادي – ريم ابو لبن – " دورا، ولولو كاتي، وسوبرمان، مزينة بأشكال وألوان علقت بجانب ماركات عالمية كا Adidas , Nike، تنتظر من يلتقفها املا بملئها بقرطاسية مدرسية في العام الجديد، موسم العودة للمدارس يفتقر في هذا العام لمشهده المعتاد، بعد ان كان الاطفال يشدون بقمصان آبائهم تجاوبا لرغباتهم بشراء كل ما هو جديد، بعد أن اختاروا حقيبة مدرسية مزينة بألوان يتباهون بها امام زملائهم بالمدرسة، مشهد غاب عن اعين التجار والاهالي في مدينة رام الله، ولكن الواقع يفرض على المواطن دفع ما يقارب 300 شيقل لشراء المستلزمات المدرسية اللازمة للطالب الواحد.
" موسم العودة للمدراس كسرة للجيبة "
" موسم العودة للمدارس كسرة للجيبة " هذا ما عبر عنه المواطن ابو محمد القادم من مدينة طولكرم لشراء الحقائب والقرطاسية المدرسية لأبنائه الخمسة، بعد أن تجول بين المحلات التجارية في مدينة رام الله أملا في الحصول على اسعار تتناسب مع ميزانيته، خاصة وانه يعمل موظفا حكوميا " أسعار البلد بتخوف، لدي 5 ابناء وكلهم يذهبون للمدرسة، وراتبي لا يكفي لسد احتياجاتهم جميعا، وكل فرد منهم يكلفني 300 شيقل لشراء الملابس والزي المدرسي، غير التكاليف الاخرى المرتبطة بالمصروف اليومي، والمواصلات، والكتب المدرسية ".
وأضاف ابو محمد لـ" الاقتصادي": " كيف بدي أدبر اموري؟ اولادي لازم يتعلمو؟ وانا بدبر من هون ومن هون، وبشتري الاغراض على حساب مصاريف العائلة اليومية، وانا اختصر كثيرا على نفسي لدفع التكاليف من اجل تعليمهم".
" الحقائب اشتريها بالتقسيط الممل"
" بشتري لأبنائي الأربعة بالتقسيط الممل شو بدي اعمل ؟" تساؤل طرحته المواطنة ام رأفت بجانب العديد من المواطنين في ظل ارتفاع للاسعار وتراجع في الوضع الاقتصادي مع المحافظة على الدخل الفردي دون زيادة او نقصان يتناسب مع ارتفاع الأسعار، مما شكل هذا الوضع العام الاقتصادي عائقا امام الناس وتراجعت نسبة المشتريات وتحديدا في موسم العودة للمدراس "قرابة الساعتين وانا اتجول بين المحلات التجارية بحثا عن حذاء لأبني ولم اجد سوى الأسعار المرتفعة، سعر الحذاء الجيد يصل 100 شيقل".
" زي المدرسة الحكومي للاناث " المريول " كلفني 45 شيقلا، والحقيبة المدرسية 90 شيقلا، واشترينا على العيد بنطلون بكفي " وبذلك تخصص المواطنة ام دنيا من قرية نعلين الواقعة شمال غرب مدينة رام الله من ميزانية العائلة ما يقارب 160 شيقلا مقابل توفير أهم المستلزمات المدرسية لكل فرد بالعائلة والمكونة من ثلاثة افراد ". اقوم بشراء ما يتناسب مع ميزانية الأسرة، واهتم بجودة البضاعة خاصة في شراء الحقائب المدرسية، فقد ادفع 90 شيقلا مقابل الحصول على حقيبة بقماش جيد تدوم لسنة كاملة و تضاهي حقيبة ذات ماركة عالمية وسعرها يتجاوز 120 شيقلا".
" بائع الخضار في رام الله يبيع الحقائب "
" في هذا العام لأول مرة بائع الخضار في سوق الحسبة يبيع الحقائب المدرسية " وتسببت هذه الفوضى حسب ما ذكر صاحب محل بيع الحقائب المدرسية والاحذية نادر الشرباتي بخسارة التجار واصحاب محلات بيع الحقائب المدرسية الاصليين " انا اعمل في بيع الحقائب المدرسية منذ 30 عاما، ولم اشهد موسما مثل هذا العام، فقد تراجعت الارباح بنسبة 60 % مقارنة بالعام السابق، لاسيما وان كثيرا من التجار اصبحوا يبيعون بالجملة والمفرق وفي البسطات التجارية، وتجد سوق الحسبة في هذه الفترة قد امتلأ بالحقائب، واصبحت (مهنة اللي ما عنده مهنة)، وهذا يتضارب مع مصلحة التاجر الأصلي ".
وأضاف "وزارة الاقتصاد لم تقف وقفة جادة امام هؤلاء، اصبح الصيدلاني يبيع الحقيبة، وهذا العام من أكثر الاعوام ضررا بالنسبة لي كتاجر فقد تراجعت نسبة الارباح والمردود المادي لا يكفي لسد حاجات المحل ودفع اجرة العاملين، وبالمقابل لايوجد من يحمينا، فتجد في كل مكان تباع الحقائب عن جنب وطرف ".
وأشار أثناء حديثه إلى المشهد الغائب عن السوق وتحديدا في موسم العودة للمدراس " كل عام كانت الأسواق تهيج بالزبائن ويقبلون على شراء الحقائب بشكل جنوني، اما اليوم فحركة الشراء ضعيفة جدا والأسعار ارتفعت، اذ كنا نبيع في اليوم الواحد ما يقارب 15 قطعة، اما اليوم لا يتجاوز العدد 3 قطع وهذا اذا ما بقيت الحقائب للسنة القادمة ويمسح عنها الغبار".
" اقل سعر حقيبة لدي 15 شيقلا، واغلى حقيبة تصل إلى 80 شيقلا " وهذا العام الأسعار قد ارتفعت فعليا"، هذا ما اشار اليه البائع خليل ابو خديجة في حديثه للاقتصادي " كبار التجار المستوردون للحقائب من الصين تفرض عليهم الضرائب المرتفعة إضافة الى دفعهم لمصاريف الشحن والمواصلات، وكل هذا ادى الى ارتفاع سعر الحقائب المستوردة، وبذلك تجد الزبائن يقبلون على شراء الحقائب الرخيصة".
"4 حقائب بـ 100 شيقل "
" 4 حقائب بـ 100 شيقل " هذا ما ردده وبصوت عال صاحب احد المحال التجارية في مدينة رام الله، ورغم جودة العرض الا أن الاقبال قليل حسب ما ذكر، وعزا سبب هذا التراجع الى ضيق المحفظة التي يحملها الاب والام، وتوالي الاعياد والمناسبات التي اثقلت كاهل المعيل وميزانية العائلة فتجد العائلة الواحدة تشتري لابنائها بالتقسيط حتى لا يخل توازن الميزانية .
" بيع القرطاسية تراجع مع ازدياد المعارض "
" تراجع سوق بيع القرطاسية بسبب تزايد عدد المعارض والعروضات في هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة " وكان هذا سبباً في تراجع نسبة الشراء في المكتبات المخصصة لبيع القرطاسية وهذا ما اكده صاحب مكتبة الجعبة في مدينة رام الله مروان الجعبة " احضرنا بضاعة بقيمة 49 الف شيقل، وبعنا ما يقارب 5 آلاف شيقل، وهذا رقم لا يذكر بجانب البضاعة الكلية وبالتالي هذه البضاعة ستكدس للسنوات القادمة، ومن الملاحظ ان عاما بعد عام حركة السوق تضعف وفي تراجع مستمر ".
وأضاف " الزبون يتم خداعه من خلال هذه العروضات، ويعتقد بأنه قام بالشراء بسعر اقل، فمثلا ربطة الدفاتر تكلف الزبون 11 شيقلا، وضمن العروض يصل سعرها الى 9 شواقل ونصف الشيقل، ومن الطبيعي ان يلجأ الناس لشراء البضاعة بسعر ارخص علما بأن ما تبقى من السعر الاصلي يتم استعادته من خلال شراء قرطاسية مكونة من الاقلام بجانب 9 شواقل ونصف الشيقل من ربطة الدفاتر، وبذلك يكون قد دفع مبلغا اضافيا وهو لا يعلم ".
اما صاحب مكتبة التجهيزات العلمية في مدينة رام الله بلال قرعان فقد كان له رأي مغاير عما ذكره الجعبة " العروضات تجذب الزبائن وتحقق لهم الفائدة الكبيرة في ظل وضع اقتصادي صعب، وبذلك يتمكن الجميع من شراء المسلتزمات بما يتناسب مع الميزانية ".
وأضاف " اذا كانت العائلة مكونة من 3 طلاب، فإن الطالب الواحد يحتاج ما يقارب 100 شيقل لشراء القرطاسية، بالإضافة الى الحقيبة المدرسية، وهذا المبلغ شامل للاغراض المدرسية " المبراي، الممحاة، الاقلام، والدفاتر، وغيرها " ومن خلال هذه العروضات يتمكن الزبون من شراء ما يحتاجه بـ 100 شيقل،مما دعا الى زيادة نسبة الاقبال بنسبة 65 % وهذه النسبة اعلى من السنوات السابقة.