رام الله – الاقتصادي - ريم أبو لبن - "ازالو العلم الفلسطيني حينها شعرت بالحزن "، بعد أن كانت ألوانه تمتد في زاوية بمساحة تتسع للحديث عن قضية شعب في اول مقهى فلسطيني في العاصمة باريس، فلكنة فرنسية اختلطت بعدة لغات أجنبية وعربية وكان اخرها اللهجة الفلسطينية الحاضرة في زوايا مقهى " Hype paries " فهو باريسي المنشأ وفلسطيني الهوية، اذ تمكن رجل الاعمال الفلسطيني عزالدين فياض (43 عاما ) وبعد 15 عاما من مكوثه في فرنسا من امتلاك اول مقهى بنكهة فلسطينية رغم تعرضه للعديد من المضايقات .
"ازالوا العلم.. والمقهى محافظ على هويته "
"عندما ازالوا العلم شعرت بالحزن والألم، كنت فرحان وشايف حالي فيه " هذا الشعور الذي راود الطبيب ورجل الاعمال الفلسطيني عز الدين فياض عندما طلب منه بازالة العلم الفلسطيني من داخل المقهى بعد أن رفعت قضية ضده بحجة ان هذا المقهى "مسيس" وجاء لاحداث بلبلة سياسية، والترويج للقضية الفلسطينية لاسيما وان هذا المقهى شهد العديد من الورشات والمؤتمرات ذات المنحى السياسي، فهو بنظر البعض أمر مخالف ويجب اغلاقه .
" تم ازالة العلم عن الحائط، ولم يفقد المقهى زبائنه " فمالك المقهى فلسطيني، والطعام والشراب بنكهة فلسطينية، والتراث الفلسطيني المغيب حاضر في المقهى، وحتى الارجيلة مذاقها فلسطيني، فكل زاوية في المقهى تتدلى منها قصة فلسطينية قد رويت على لسان فلسطيني وتساءل حولها المغربي والتونسي وحتى الفرنسي، فطاولة المقهى المستديرة كانت كفيلة باسترجاع ما قد حاولت الحكومة الفرنسية ازالته، فالقضية ليست مرتبطة بعلم، وانما في فكر وتخطيط .
" وكان هذا طموحي وقد انجزته حبا بفلسطين "هذا ما تحدث عنه فياض اثناء حديثه للاقتصادي عن بداياته في التفكير في اقامة مقهى فلسطيني هو الاول من نوعه في العاصمة الفرنسية باريس، رغم معرفته المسبقة عن الهجوم المستمر تجاه هذه الفكرة ورغم ذلك فهو مستمر في فتح ابواب المقهى تجاه اي زبون .
وأضاف "عندما يقوم رجل أعمال فلسطيني باطلاق مشروع صغير في الخارج، كل الأعين الفلسطينية تتجه نحو افشاله واحباطه، بينما اذا كان هذا الرجل يهودي ويعمل على نفس المشروع تجد الجميع بجانبه ويقدمون المساندة له " فأين يكمن الخلل حينها؟ عندما اجد عددا قليلا من الفلسطينيين هم من رواد المقهى، ويحاولون اسقاط مشروعي وافشاله تجارياً، ماذا يمكنك أن تقول؟".
وأشار في حديثه عن الشائعات التي كانت تدور حوله والهادفه الى احباطه وافشال مشروعه الخاص بإقامة مقهى بطابع فلسطيني وفي دولة اوروبية، حيث قال في هذا الجانب " في هذا المقهى اقمت العديد من المؤتمرات وكان من ضمنها مؤتمر فتح السادس، اذ كنت عضوا في لجنة اقليم فتح في فرنسا، وحاول العديد من الاشخاص دفعي لتقديم استقالتي واعفائي من عضويتي رغم حصولي على اعلى الاصوات في الانتخابات عام 2013 ، ورغم علمهم التام بأني منتخب ولست معينا، اذ تم اختياري حينها لكفاءتي وعلمي ومهنيتي، وتمت مكافأتي بتعرضي لهجوم كبير من قبل فئة معينة حاولت افشالي، وافشال مشروع المقهى وابلاغ الحكومة الفرنسية بأن هدفي الاساسي من اقامة المقهى هو عمل تكتل وتجمعات سياسية، وكلها اشاعات غير صحيحة، والدليل استمرارية المكان ".
طبيب.. ورجل اعمال بمحض صدفة
" درست الطب العام وتحديدا الامراض الهضمية في سوريا، ومارست عملي في المشافي الفرنسية، ثم اصبحت رجل اعمال في فرنسا من محض صدفة " هذا ما تحدث عنه عز الدين فياض في حديثه للاقتصادي حيث بدأت الفكرة لديه اثناء شراءه البيت من مكتب عقاري " المنازل السكينة هي الاغلى في فرنسا، فقررت ادخل القطاع العقاري في شراء وبيع المنازل، فوجدت ان الامر مجدي ومربح في ذات الوقت، واصبح لدي راس مال جيد قمت بإستثماره في العديد من المشاريع الناجحة، وحينها فتحت اول مقهى فلسطيني في باريس عام 2014 ".
10 ملايين يورو تشجيعا للاستثمار في فلسطين
"فرنسا تشجع الاستثمار في فلسطين، فهي تقدم ما يقارب 10 ملايين يورو لمن اراد انشاء مشروع في فلسطين وتحديدا في بيت لحم وتشغيل الايدي العامله فيه، فهي بذلك تقدم القروض والتسهيلات لرجل الاعمال لتشجيعه من اجل الاستثمار في بلاده، اذ تعتبر فلسطين بيئة جيدة للاستثمار وينقصها الأمن السياسي ". وهذا ما اكده عز الدين فياض حيث اشار الى انه يمكن لاي اجنبي وعربي شراء عقار او الاستثمار في فرنسا دون وجود عوائق، والعائق الوحيد مرتبط ووفق القانون في الحصول على الاقامة السنوية والتي تجبر الفرد بالاستثمار بمبلغ يعتبر الحد الادني بقيمة 300 الف يورو، بعد ان كان يحصل على الاقامة السنوية بعد ان يقيم مشروعا كحد ادنى بقيمة 3 ملايين يورو، وبهذه الطريقة يتم تشجيع الاستثمار في فرنسا .
" وان توفر لديك الطموح ورأس المال يمكنك النجاح " هذه القاعدة التي اعتمد عليها فياض طوال فترة عمله في مجال الطب والقطاع العقاري، " في فرنسا تكلفة استئجار المكان 100 الف يورو، لاقامة المطعم او المقهى، وهذا المبلغ الاولي كفيل بزيادة المردود ليصل إلى الفين يورو شهريا ".
عدم الاستقرار السياسي يضعف الاستثمار
" من ضمن مشاريعي الاستثمارية اقامة مستشفى تجميلي في مدينة رام الله، وهذا المشروع مربح ولكن الاوضاع الامنية في البلاد تمنعني " فالعائق السياسي حسب ما ذكر فياض كان وحده كفيلا بافشال العديد من المشاريع الاستثمارية التي كان من المتوقع ان ينفذها رجال اعمال اجانب داخل فلسطين " هذا المشروع ناجح ولكني متخوف من عدم العودة في يوم ما الى البلاد، والاوضاع الأمنية غير مستقرة في اي لحظة يمكن ان تحدث الحرب والقصف والدمار، فالاستثمار ينقصه الاستقرار السياسي لكي ينجح ".
وأضاف " هناك العديد من رجال الاعمال الفرنسيين رفضو الحضور الى فلسطين واقامة المشاريع الضخمة والهامة، لاسيما وانهم يستمعون للمعاناة والعذاب الذي نواجهه اثناء تنقلنا من فرنسا الى فلسطين والعكس، اذ يتم ايقافنا ما يقارب 5 ساعات في المطار والتحقيق معنا،وهذا يؤثر سلبا في الاستثمار ويقلل من فرص تطوير المشاريع في البلاد، لذلك نجد بأن رجال الأعمال يتجهون لاقامة المشاريع واستثمار اموالهم بالخارج، فهم يبحثون عن الامن والاستقرار وتحقيق الارباح في ذات الوقت، اناشد الجهات المختصة من اجل بذل الجهود في مسألة القيام بالتنسيق لتسهيل دخول وخروج المستثمرين الى دولة فلسطين".