رام الله - الاقتصادي - عقدت، أمس السبت، شركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدود (باديكو القابضة) اجتماع هيئتها العامة العادي الثالث والعشرين في مدينة عمّان، حيث ترأسه منيب رشيد المصري رئيس مجلس الإدارة، فيما تم نقل وقائع الاجتماع مباشرة مع فندق الكرمل في مدينة رام الله بالصوت والصورة من خلال نظام الاجتماعات المرئي.
وحضر الاجتماع أعضاء مجلس الإدارة والمستشار القانوني لـ "باديكو القابضة"، ومدقق الحسابات الخارجي، وحملة قرابة الـ 69% من أسهم الشركة، وممثلون عن هيئة سوق رأس المال الفلسطينية، وبورصة فلسطين.
وناقشت الهيئة العامة خلال الاجتماع التقرير السنوي لمجلس إدارة "باديكو القابضة" عن عام 2017، وتخلل الاجتماع عرضاً يلخص مسيرة الشركة خلال ثلاث وعشرين عاما من العطاء، والذي جاء كالتالي:
تأسيس "باديكو القابضة" – الرؤية والأهداف
استعرض أمين سر المجلس التنفيذي نهاد كمال خلال الاجتماع مسيرة "باديكو القابضة" من حيث الرؤية والأهداف الكامنة وراء تأسيسها منذ عقدين ونيف، لافتا إلى أنها شكلت حالة استثمارية فريدة من نوعها في فلسطين، إذ شكَل تأسيسها عامودا مفصليا في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز أركان الاقتصاد سعيا نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة اقتصاديا.
وتناول الملخّص، كيف كانت "باديكو القابضة" الأولى في فلسطين التي استثمرت في القطاعات التي ليس بمقدور القطاعات الحكومية أن تستثمر بها، ولا حتى القطاعات الخاصة، وأخذت على عاتقها المخاطرة للاستثمار فيها وجذب الاستثمار المحلي والأجنبي إلى فلسطين.
واستعرض كيف أوجدت "باديكو القابضة" بورصة فلسطين، والتي تعتبر الآن البوابة الآمنة والطريقة الاسهل للاستثمار في فلسطين وجذب الاستثمارات الخارجية إليها، كما كانت باديكو القابضة السباقة للاستثمار في قطاع الاتصالات بشقيه السلكي واللاسلكي، بالإضافة إلى الاستثمار في قطاعات حيوية وتنموية خاصة السياحة، الصناعة والتطوير العقاري.
وأظهر الملخّص مدى التزام "باديكو القابضة" بالعديد من الأهداف التي حققتها وما زالت تسعى لتقديم المزيد فيها، حيث ساهمت في خلق العديد من فرص العمل وعززت العمالة بتدريب الخريجين وتوظيفهم، كما التزمت بالدور الأخلاقي والمسؤولية المجتمعية الملقاة على كاهلها كواحدة من كبرى الشركات في فلسطين، هذا وقد لعبت دوراً مفصلياً في المساهمة في تطوير البنية العمرانية في فلسطين وتعزيز الأمن الغذائي أيضا.
إعادة الهيكلة
وكان عام 2017 قد شهد إعادة هيكلة الشركة وبعض شركاتها التابعة، تنفيذا لقرار مجلس إدارة باديكو القابضة في شهر تموز الماضي المتعلق بتوحيد سياسات شركات المجموعة وضبط النفقات والتكاليف الإدارية، وإجراء ما يلزم من إعادة هيكلة لمواجهة المرحلة والظروف الصعبة، بهدف النهوض بالشركة ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
وجاءت إعادة الهيكلة العامة كنتيجة طبيعية ومباشرة لتراجع وتذبذب أرباح "باديكو القابضة" خلال الأعوام المنصرمة، ومن أجل ضبط وتوجيه النفقات والمصاريف المتزامن مع ضعف الكفاءة والفعالية في العمليات التشغيلية في عدد من الشركات التابعة والحليفة، ولا يمكن تجاهل الأثر الكبير للوضع السياسي الذي انعكس على الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام.
وشملت إعادة الهيكلة اعادة توزيع بعض الاستثمارات من خلال التركيز على المشاريع والاستثمارات ذات المستقبل الواعد والتطور السريع وتعزيز نموها، كما وتستمر إعادة هيكلة بعض الاستثمارات التي تشكل عبئا على الأرباح السنوية للمجموعة خاصة شركات القطاع السياحي، وتحويلها من شركات خاسرة إلى شركات رابحة في الأجل المتوسط.
وتم عرض التوجهات الاستثمارية والخطة المستقبلية التي تتركز على تحسين أداء العمليات التشغيلية في كافة الشركات والمشاريع، وذلك من خلال زيادة الكفاءة وتعزيز الفعالية في كافة مراكز التشغيل والإنتاج من خلال ترشيد النفقات الإدارية وضبط النفقات التشغيلية وتعزيز الإيرادات وتنويع مصادرها، بالإضافة إلى إيلاء الاهتمام الأكبر للمشاريع والشركات العاملة في قطاعات حيوية تستثمر بها حاليا "باديكو القابضة" لا سيما القطاع العقاري والمدن الصناعية والطاقة البديلة، لتكون هذه الاستثمارات رافعة رئيسية للأرباح في المستقبل المنظور والمتوسط والطويل.
انعكاس واضح على أداء الربع الأول من عام 2018
وأظهرت النتائج التي أفصحت عنها باديكو القابضة في الربع الأول من عام 2018 أولى ثمار إعادة الهيكلة حيث ارتفع الربح التشغيلي الموحد من 7.67 مليون دولار في الربع الأول من العام المنصرم إلى 10.33 مليون دولار في الربع الحالي أي بنسبة ارتفاع 34.7%، كما ارتفع صافي الربح الموحد من 4.72 مليون دولار من الربع الأول في عام 2017 إلى 6.53 مليون دولار في الربع الأول من العام 2018 بنسبة 38.4%، فيما ارتفع الربح العائد لمساهمي الشركة بشكل ملحوظ بنسبة 36.2%، من 4.23 مليون دولار في العام الماضي إلى 5.76 مليون دولار في العام الحالي.
وانعكست التغيرات الأخيرة في المجموعة بشكل ملفت على المصاريف الإدارية والمصاريف العامة الموحدة حيث انخفضت بنسبة 23.6% من 5.05 مليون دولار إلى 3.86 مليون دولار، ومن المتوقع أن تستمر هذه الانعكاسات بإظهار النتائج الواعدة في الفترات المالية من العام 2018 والاعوام القادمة.
وخلال الاجتماع، تم الاستماع إلى تقرير مدقق حسابات "باديكو القابضة" للسنة المالية المنتهية في 31/12/2017، وصادقت الهيئة العامة على الحسابات الختامية للشركة للعام السابق 2017، والتي أظهرت تحقيق باديكو القابضة نمواً في الأرباح التشغيلية خلال العام 2017، حيث ازدادت عن 34 مليون دولار بنمو بنسبة 4% مقارنة مع العام السابق. كما حققت باديكو أرباحا اجمالية بقيمة 19.1 مليون دولار قبل اقتطاع المخصصات مما أدى الى تراجع الأرباح الصافية إلى 4.96 مليون دولار، من ناحيته أوضح رئيس مجلس الإدارة ان هذا الانخفاض الملموس في الأرباح ما هو إلا بشكل مؤقت إذ جاء نتيجة المخصصات التي اخذتها الشركات التابعة وعلى وجه الخصوص شركة "بريكو"، حيث بلغ حجم المخصصات حوالي 15 مليون دولار، وشملت مخصصات الذمم المشكوك في تحصيلها، ومخصصات تدني قيمة بعض الأصول والمشاريع العقارية، إضافة إلى خسائر تقييم الاستثمارات المالية وأصول أخرى. وتم انتخاب مدقيقي الحسابات إرنست ويونغ للسنة المالية االجديدة.