وكالات -الاقتصادي - لا أحد يعرف بالضبط متى بدأ سكان ياب، وهي جزيرة صغيرة في ميكرونيزيا، باستخدام أقراص الحجر الجيري العملاقة كعملات مالية، لكن أموالهم الحجرية الفريدة كانت موجودة منذ قرون ولا تزال قيد التداول اليوم.
تستخدم جزر ميكرونيزيا الدولار الأمريكي كعملة رسمية لها، ولكن في جزيرة ياب يستخدم الناس أيضاً شكلاً غير عادي من النقود يتمثل في أقراص ضخمة من الحجر الجيري، يعادل وزن بعضها وزن سيارة متوسطة الحجم.
هناك المئات من هذه الأقراص المنتشرة في جميع أنحاء الجزيرة، بعضها يقع خارج الفنادق، والبعض الآخر مُخزن في الغابة، لكن معظمها محفوظ في بنوك من الأحجار تقع في كل قرية تقريباً.
هناك ما يقدر بـ 13000 قرص من الأحجار المتداولة في ياب، يتراوح قطرها بين 30 سم و3.50 متر، ويتم تحديد قيمتها بحسب حجمها.
يقول الدكتور سكوت فيتزباتريك، أستاذ علم الأنثروبولوجيا في جامعة أوريغون: "ليس من الواضح حقاً متى حدث ذلك، لكن الأساطير تتحدث عن ملاح مشهور قام بالتجول في بالاو ووجد الحجر الجيري هناك. وطلب الملاح من رجاله نحت الحجر على شكل سمكة، ثم نظر إلى القمر، وذكّره الحجر بالألوان البراقة المشرقة للقمر. لذا أمر رجاله بنحت الحجر على شكل قرص القمر وثقبه من المنتصف حتى يتمكنوا من نقله".
لم يستغرق الأمر وقتا طويلاً حتى أصبحت الأقراص الحجرية شكلاً من أشكال العملات في الجزيرة. في البداية، كانت تُقدم كهدايا، ومع مرور الوقت، بدأت الأقراص الحجرية تستخدم كعملة، وكان الحجم هو العامل الرئيسي في تحديد قيمتها، ولكنه بالتأكيد لم يكن المعيار الوحيد.
ومن الخصائص المميزة لهذه العملة الفريدة من نوعها، حجمها الكبير وثقل وزنها الذي يجعلها صعبة النقل وعصية على السرقة، إضافة إلى إمكانية بقائها في مكانها حتى لو تغير مالكها، وفق ما ورد في موقع "أوديتي سنترال" الإلكتروني.