بيروت – الاقتصادي – ميرنا حامد - مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتزاحم الأسر في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي لشراء خزين كافٍ من السلع الغذائية لتحضير موائد الإفطار والسحور لمدة ثلاثين يوماً.
ذلك قبل أن تداهمها الزيادات المرتقبة على الأسعار مع قدوم الشهر الفضيل، الذي يستغله التجار أيما استغلال لجني المزيد من الأرباح ولو كانت على حساب الصائم.
وفي لبنان، تعيش الأسر اللبنانية والفلسطينية والسورية تحت ضغط مالي شديد، بسبب زيادة أسعار السلع الغذائية من حبوب وبقوليات وألبان وأجبان وخضار وفاكهة بمعدلات كبيرة طيلة الشهر الفضيل، وصولاً إلى زيادة أسعار الملابس ومستلزمات العيد مع حلول عيد الفطر السعيد.
وتعود هذه الزيادة الباهظة، نتيجة ارتفاع الطلب على السلع والمنتوجات خلال الشهر، بنسب تصل في بعض الأوقات لنحو 25% مقارنة بالأشهر الأخرى، فضلاً عن استغلال التجار زيادة الطلب على السلع، لرفع الأسعار عالياً، في ظل غياب الرقابة الرسمية المطلقة على الأسعار، ما يرهق ميزانية الأسر ويزيد من أعبائها، خاصة في ظل ارتفاع منسوب الضرائب منذ مطلع العام الجاري، وتفشي البطالة بمستويات مرتفعة.
ويتزامن ارتفاع الأسعار في لبنان عادة مع كل مناسبة، وعلى أبواب كل موسم، كشهر رمضان، ومواسم الأعياد ، الأمر الذي يحرم الأسر ذات الدخل المحدود في لبنان من شراء بعض السلع ساعة حاجتها وفي عز موسمها .
وفي هذا الإطار، تعمل الأسواق التجارية في المخيمات الفلسطينية في لبنان على تسهيل حركة البيع والشراء في المخيمات خلال الشهر الفضيل، من خلال عروضات وتنزيلات تشجيعية لتمكين الأهالي من شراء كل مستلزماتهم، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والخضات الأمنية التي تعصف ببعض المخيمات بين الحين والآخر، وتفتك بالممتلكات والأرواح.
ويعد سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا جنوب لبنان، أحد أهم الأسواق التجارية في مخيمات اللجوء في لبنان كافة، حيث يعد الشريان الحيوي النابض للمخيم، ومقصداً لعشرات الزبائن من الجوار اللبناني.
وفي هذا الإطار، أكد منسق لجنة تجار سوق الخضار في "مخيم عين الحلوة"، سامي عبد الوهاب، في حديث لـ "موقع الاقتصادي" أن "المحلات الصغيرة ليست المسؤولة عن رفع الأسعار في رمضان، إنما أصحاب محلات البيع بالجملة الذين يقومون بذلك، فيضطر صاحب المحل الصغير لرفع أسعاره وفقاً للسعر الذي يشتري فيه البضائع".
وتوقع عبد الوهاب أن "لا يكون هناك غلاءً في الأسعار هذه السنة، لأن المبيع أقل بكثير من السنوات السابقة في ظل هذا الوضع الاقتصادي السيء".
وقال: "هناك توجه من قبل لجنة سوق الخضار في المخيم لإعطاء جو من المرح والفرح في شهر رمضان المبارك، في ظل الوضع الأمني المستتب حالياً، عبر تزيين السوق على الأقل، لأن حي الطيري المتاخم للسوق مازال مدمراً فلا نستطيع فعل أكثر من ذلك".
وأوضح عبد الوهاب أن "السوق ليس بحاجة لإقامة أي عروضات، لأن الأسعار المباعة حالياً هي بسعر الجملة تقريباً، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، خاصة في مخيم عين الحلوة".
وشدد على أن "سوق الخضار في المخيم، يعتبر السوق الشعبي الأول في لبنان، ويحوي بداخله كل ما يحتاجه ذوي الدخل المحدود، كل شيء متوفر لدينا لأهلنا وللجوار إذا كان الأمن مستقراً".
وختم بالقول: "ما دام هناك محسنين وأصحاب أيادٍ بيضاء سيصل صحن الفتوش إلى كل منازل مخيم عين الحلوة والمخيمات الأخرى".