رام الله - الاقتصادي - عقد مركز التجارة الفلسطيني بال تريد ورشة عمل تدريبية في بيت لحم ، بعنوان بناء قدرات المجتمع الفلسطيني في مجال الإقتصاد الأخضر وقد استهدفت هذه الدورة مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات والجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمصرفية الفلسطينية حيث بلغ عدد الحضور نحو خمسة وثمانون مشاركا ومشاركة ، وذلك ضمن مشروع خلق بيئة ممكنة لأعمال الأقتصاد الاخضر في فلسطين والممول من الاتحاد الاوروبي ، وقد هدفت الورشة الى توجية الرأي العام المحلي نحو الإقتصاد الأخضر والتوعية بأهمية تطبيق هذا المبدأ وتبنيه ليتسنى للاقتصاد الفلسطيني ان يواكب الاقتصاد العالمي وكذلك مراعاة الاعتبارات البيئية والمناخية والاجتماعية.
وفي بداية الورشة أكدت السيده حنان طه مدير عام مركز التجارة الفلسطيني على أن هذا اللقاء يعتبر من الخطوات المهمة في هذا المشروع ، حيث ان مفهوم الإقتصاد الاخضر يعتبر مفهوم جديد على فلسطين ويقتضي العمل بكثافة وبطريقة ممنهجة ، وعلى صعيد الصادرات على وجه الخصوص فلا يمكن الحديث عن تنمية صادرات بمعزل عن مواكبة التطورات ومتطلبات الأسواق ، وحاليا هناك العديد من الدول التي تعمل بشكل موسع الى تطبيق هذا المفهوم ، وحيث ان مركز التجارة الفلسطيني يعمل بشكل مكثف على مواكبة كافة التطورات على الصعيد العالمي لا سيما ما يتعلق بتنمية الصادرات الفلسطينية وبحث السبل التي تعمل على تمكين الشركات الفلسطينية لتطوير صادرات خضراء. وأيضا أكد السيد سميح ثوابتة على اهمية تناول هذا الموضوع على صعيد تنمية الصادرات بشكل خاص وتنمية الأقتصاد بشكل عام منوها الى أهمية وضع السياسات اللازمة لتمكين الوصول الى اقتصاد أخضر يعمل على تعزيز القيمة التنافسية لشركاتها الفلسطينية والمصدرة على وجه الخصوص كما حث الحضور على أهمية الحوار والنقاش البناء من أجل تطوير حملة التوعية التي يقوم عليها المركز وتستهدف كافة المحافظات الفلسطينية .
وقد طرح المدرب الدكتور فوزي عبدو مادة تدريبية متخصصة تهدف الى توعية المجتمع المحلي الى أهمية تبني هذا المبدأ محليا واهمية تكامل العلاقة القطاعات المختلفة في فلسطين والتي يمكن تخضيرها كالسياحة البيئية وقطاع الحجر والرخام والبناء الاخضر والقطاع الزراعي وقطاع الطاقة وغيرها. وكذلك العمل على تطوير السلوك العام تجاه الحفاظ على مواردنا المتاحة وتطبيق مبدا العدالة الإجتماعية والإستدامة بما يحفظ حق الاجيال القادمة. وكذلك أهم المعيقات التي تواجه الاقتصاد الاخضر ضمن الواقع الاقتصادي الفلسطيني .
وقد إعتمد التدريب على طرح العديد من التساؤلات وكذلك استعراض العديد من التجارب العالمية في الممارسات الخضراء وأثرها على البيئة والأنسان ، وكذلك تسليط الضوء على واقعنا الفلسطيني والممارسات الحالية الخاطئة والتي تضر بشكل مباشر في البيئة وصحة الإنسان وتستنزف مواردنا المتاحة عند الحديث عن الإدارة السليمة والذكية لهذه الموارد آخذين بعين الإعتبار الواقع الفلسطيني والفيود التي يفرضها الإحتلال على هذه الموارد، علما بأن الموارد هي جزء مركزي ضمن هذا المفهوم ولكن ليس كل شيء.
وفي نهاية التدريب تم عقد نقاش موسع حول الأساليب التي من شانها تفعيل هذا المفهوم وتعزيز ثقافة المواطن باهميته، كما سيتم العمل على إيجاد الآلية لإدخال بعض الأفكار الخلاقة بما يساهم في تغيير الممارسات الحالية قدر الإمكان. حيث أكد المشاركون على أهمية تطوير السياسات لتتماشى مع السياسات العالمية الداعمة للاقتصاد الاخضر وكذلك الاستفادة من التجارب العربية والاوروبية المتطورة في مجال الاقتصاد اوكذلك تطرق بعض الحضور من الطلاب خاصة الى اقتراح بعض المشاريع التي تهدف الى تطوير القطاع الزراعي وخلق فرص عمل وقد أثنى المتدربون على محتويات الورشة واهميتها والمواضيع التي سيتم تناولها مستقبلا للفت نظر المجتمع المحلي الى اهمية تبني الاقتصاد الاخضر، مؤكدين إدراكهم لهذا الموضوع وانه إحتوى تفاصيل لم تكن مفهومة ومعروفة مما يقتضي نشر هذه الثقافة قدر الإمكان مؤكدين حرصهم التام على إستمرار التعاون في هذا المجال.