بيروت - الاقتصادي - ميرنا حامد - ما إن يغلق ملف هجرة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في لبنان، حتى تشعل عوامل وقوانين جديدة مجدداً دعوات لفتح أبواب الهجرة لبعض الدول الأوروبية بشتى الوسائل أمام بعض اللاهثين وراء الهجرة.
وبموازاة ذلك، تنشط هجرة "قوارب الموت"، التي يقف وراءها "حفنة" من السماسرة والتجار الذين يعتاشون على مآسي العائلات المغرر بها.
ومؤخراً، انشغلت المخيمات الفلسطينية في لبنان بحادثة غرق عائلتين فلسطينيتين من مخيمي نهر البارد وعين الحلوة، أثناء توجههما على متن قارب غير شرعي من ليبيا إلى إيطاليا، وتضاربت اأنباء حول مصيرهما بعد نفي السفارة الفلسطينية في ليبيا الأخبار المتداولة، جملة وتفصيلا.
فيما أكدت اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية عدم توصلها لأية معلومات حولهم، محملة المجتمع الدولي المسؤولية عن مصيرهما.
وتعالت أصوات بعض اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لفتح أبواب الهجرة إلى الدول الأوروبية، خاصة بعد أن بات لبنان في المرتبة الثانية بين البلدان المضيفة للاجئين في العالم، في ظل أوضاع معيشية صعبة، زادتها تعقيدا الحملة الأميركية "الإسرائيلية" على وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا.
هذه الحملة التي التي تستهدف إنهاء عملها وإغلاقها، كمقدمة لشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم في فلسطين المحتلة، وبالتالي إلغاء القرار الدولي رقم 194، الذي يؤكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأماكن التي أخرجوا منها وتعويضهم، وبالتالي توطينهم في الدول التي يقيمون فيها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي.
هذه الضغوطات أنهكت كواهل اللاجئين الفلسطينيين، وأثقلت على صدورهم، ما جعل البعض منهم يبيعون بيوتهم وما يملكون، ويرمون بأنفسهم في "قوارب الموت"، فتتحول أجسادهم إلى طعام للأسماك، ومن يصل منهم إلى البر الأوروبي، قد يفقد أثره، أو يعتقل ويذل، أو يحشر في معسكرات مغلقة، وكل ذلك تحت عنوان البحث عن مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.
واستطلع موقع الاقتصادي ردود فعل بعض اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حول ملف الهجرة، والخطر الذي ينعكس عليهم في حال أقدموا على هذه الخطوة المجهولة المصير، وقال الشاب (محمود. س)، وهو خريج جامعي، إنه سعى إلى الهجرة مراراً وتكراراً، في ظل عدم إيجاده فرصة عمل رغم تخرجه منذ ثلاث سنوات، لكنه لا يحبذ طرق باب الهجرة غير الشرعية تحت أي ظرف من الظروف، لأنه لا يعلم المصير الذي ينتظره بـ "قوارب الموت".
فيما قال الحاج أبو وليد، إنه دفع "ما فوقه وما تحته" لكي يسافر إبنه إلى الخارج ليتمكن من تحسين أوضاعه والحصول على عمل، في ظل عدم حصوله على عمل في لبنان لأكثر من عام.
بالمقابل قال الشاب (عبد. خ)، أنه وعلى الرغم مما يتحمله اللاجئون الفلسطينيون، إلا أنه يرفض "الهجرة غير الشرعية حيث يرمي الإنسان بنفسه إلى التهلكة" مؤكدا على "تمسكه بحق العودة".
ويتوجب على المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين؛ أن يعملوا جاهدين وبسرعةً لإيجاد حلول للأزمات المتفاقمة في مخيمات اللجوء في لبنان، قبل أن تنفجر وتؤدي إلى كوارث إنسانية لا تحمد عقباها.