وكالات - الاقتصادي - هل تعلم أن المتدربين في النوادي الرياضية من أجل تحسين صحتهم يتركون النادي بعد ستة أشهر في المتوسط لأحد سببين: إما عدم وجود وقت كاف أو عدم رؤية أي نتائج إيجابية للتمارين، وللأسف يترك معظم الناس أداء التمارين قبل أن يروا نتائج حقيقية.
لا داعي للتعجب من هذا، إذا أخذنا بعين الاعتبار كثيراً من الأخطاء التي يقع فيها المتدربون أثناء ممارسة الرياضة، سواء كانت في نوعية التمارين نفسها أو في الطريقة العامة للاهتمام باللياقة، وإليك طائفة من هذه الأخطاء التي يجب أن تتجنبها تماماً:
1- عدم التركيز
إذا كنت مشتركاً في صالة رياضية (جيم) فألق نظرة على من حولك من ممارسي التمارين، ستجد أن كثيرين يتجولون بلا هدف، أو يستخدمون جهاز المشي لشغل الفراغ وقراءة كتاب، أو يحملون أثقالاً خفيفة للغاية لا تتحرك لهم شعرة أثناء رفعها أو يشعرون بالملل وفقط، وإذا كنت أنت واحداً من هؤلاء الناس، فعليك أن تتوقف لتسأل نفسك: "ما الهدف وراء فعل ذلك؟".
إذا كنت تريد نتائج جادة فعليك بممارسة جادة، وهذا بالطبع لا يعني ألا تستمتع بوقت أداء التمارين، أو أن تشرح بمزيد من المرح والبهجة، ولكنه يعني أن تركز على التمارين التي تؤديها وأن تحاول زيادة كفاءة كل حركة تقوم بها، وبمجرد أن تبدأ التدريب بهدف حقيقي واضح وبدأت قوتك في التحسن، فستجد أن أداء نفس التمارين أصبح يحتاج نصف الوقت ويؤدي إلى نتائج أفضل.
2- المبالغة في التقديرات
يميل معظم الممارسين للرياضة إلى المبالغة في تقديراتهم بشأن شدة التمرين والوقت الذي يستغرقه ومقدار الوزن الذي يفقدونه ولتجنب هذا الأمر يمكن الاحتفاظ بمفكرة خاصة بالرياضة لتدوين هذه الأمور ومتابعتها، ومن جهة أخرى، نجد بعض الأشخاص يعتقدون أنهم إذا تدربوا لمدة 30 دقيقة بوتيرة متوسطة فإنهم سيحرقون كميات هائلة من السعرات الحرارية الدهون، وهذا خطأ واضح؛ فالأمر ليس بهذه السهولة المفرطة.
وعلى الرغم من أن التمارين بالفعل تحرق الدهون بمرور الوقت، كما أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم يعد واحداً من أفضل الأساليب لخسارة الوزن، ولكن ينبغي ملاحظة أنه من الصعب جداً خسارة هذا الوزن عن طريق التمارين وحدها، فلابد من نظام متكامل، يشمل التمارين كما يشمل نظام الطعام.
3- التقليل من قيمة الأكل
يتنكر كثير من الناس لما يأكلونه، وخصوصاً كمية الطعام التي يتناولونها، فإذا كنت تريد فعلاً أن تفقد من وزنك، فلابد أن تكون صادقاً مع نفسك وتحاسب نفسك عن كل ما يدخل فمك وهل يساعدك أم يعيقك في تحقيق هدفك، ومن الأفضل أن تدوّن هذا الهدف، ثم تتابع نوعية الطعام التي تأكلها عن طريق استخدام مفكرة خاصة، فهذا سيساعدك في التخلص من هذا النكران، ولا تنسَ أنك الشخص الوحيد الذي يعنيه هذا الأمر.
4- ممارسة التمارين الخطأ
ما هي التمارين التي تمارسها الآن؟ أو كيف توصلت إلى نوعية التمارين التي تؤديها الآن بصورة يومية؟ أليس من الممكن أن تكون خاطأة؟ بالتأكيد هذا ممكن، فإذا كنت تدرك أن نوعية التمارين التي تمارسها تؤثر إيجاباً أو سلباً على النتائج التي تصل إليها، فلن تتردد في التخطيط الجيد للتدريب عن طريق تدوين أهدافك بشكل واضح ثم الذهاب إلى مدرب محترف؛ كي يصمم لك خطة تمرين مناسبة وتتوافق مع أهدافك، ولا تنس أن التمرين العشوائي يؤدي إلى نتائج عشوائية.
5- عدم تغيير التمارين
عندما تفعل الشيء نفسه يوماً بعد يوم تشعر بأنك أصبحت ماهراً وكفئاً في عمله، وهذه العملية تسمى بالتكيف أو التأقلم، وهي مفيدة للأداء الرياضي، لكن فيما يخص خسران الوزن أو زيادة قوة الجسم أو الوصول إلى اللياقة البدنية فهي ليست مفيدة على الإطلاق؛ لأنك إذا قمت بنفس التمارين بنفس الطريقة وفي نفس مقدار الوقت فستصل إلى مرحلة ترى فيها أن لا تحرز أي تقدم إضافي.
لكي تتخطى هذه المرحلة عليك أن تبدأ في تعديل التمارين التي تمارسها كل عدة أسابيع أو أشهر، ومن الممكن أن تغير نوع التمرين أو طول مدته أو عدد مرات تكراره أو وزن الأثقال الذي تحمله، وهذا يفسر السبب وراء تغيير الرياضيين المحترفين برنامج تمرينهم خلال موسم التوقف.
6- أداء التمارين بشكل خاطئ
يعد تعلم كيفية أداء التمرين بصورة صحيحة من أهم العوامل في الحصول على نتائج إيجابية ومُرضية، فليس الكَم وحده هو المهم، الكَيف أيضاً ضروري جداً، خصوصاً عندما تمارس تمارين القوة؛ لأن أداء التمرين بشكل خاطئ قد يؤدي إلى آلام وإصابات، والطريق الأفضل والأضمن لتعلم كيفية أداء التمرين هو الذهاب إلى مدرب محترف.
7- وضع أهداف غير واقعية
تحديد الأهداف وتدوينها مهم في حد ذاته، ولكن ليس كافياً، فلابد أن تكون هذه الأهداف واقعية وقابلة للتطبيق، فإذا كنت لا تملك سوى نصف ساعة يومياً لأداء التمارين، فمن العبث أن تفكر في أن تفقد 30 كيلوجراماً خلال شهر واحد، وهنا نأتي مرة أخرى إلى أهمية الصدق مع النفس بشأن أهدافك وقدراتك والتزاماتك وأسلوب حياتك، فعليك إذن أن تضع أهدافاً تتناسب مع هذه المتغيرات، بحيث تبدأ من الوضع الراهن ثم تحرز تقدماً بمعدل معقول، وإلا ستصاب بالإحباط وتترك التمرين تماماً.