وكالات -الاقتصادي - كثيراً ما نستيقظ في الصباح على خيبة أمل كبيرة مرة أخرى نتيجة عدم تذكرنا للأحلام التي أمضينا طوال الليل نحلم بها، ونحزن بشدة لأننا كنا نشعر بالفرح الشديد خلال بعض تلك الأحلام ونريد بشدة تذكرها ولكن دون فائدة.
كل إنسان خلقه الله منحه نعمة الحلم، حتى الإنسان الأعمي يحلم، ولكن تذكر الأحلام قد يختلف خلال فترات الحياة.
ولمعرفة سبب عدم تذكرك لأحلامك في بعض الاحيان، عليك أولاً أن تتعرف على طبيعة الأحلام، وأنماط النوم العادية ونمط الحلم، والربط الذهني بين تذكر الأحلام ونمط نوم حركة العين السريعة.
ما الحلم؟
الحلم هو سلسلة من الأفكار والصور، أو الأحاسيس التي تحدث في العقل في أثناء النوم؛ حيث يعد الحلم وظيفة من وظائف الدماغ، حيث يحدث الحلم بناء على عملية داخل المخ، التي يتم فيها تنشيط مناطق محددة من الدماغ من خلال بعض الأنماط الكهربائية التسلسلية والنشاط الكيميائي للمخ.
الأحلام الحية وهي نوعية من الأحلام تستهلك كمية كبيرة من طاقة المخ، وكأن الإنسان مستيقظ؛ وذلك للمحاكاة العالية التي توفرها تلك الأحلام، فالإنسان يشعر كأنه يقوم بالتمثيل داخل أحد الأفلام تشارك معه كل حواسه المختلفة.
وقد استطاع عالم النفس سيجموند فرويد الوصول إلى تعريف الحلم؛ حيث عرفه على أنه هو الدوافع والرغبات المكبوتة واللا شعورية عند الإنسان، التي يتم تجسيدها بشكل لا إرادي وغير واعٍ داخل الحلم.
ولكن هدف الأحلام ليس معروفاً بدقة، ولكن يساعد في دعم الذاكرة والتخلص من أحداث اليوم، والتعلم وحل المشكلات.
متى يحلم الإنسان؟
يحلم الإنسان خلال مرحلة من النوم تُدعى مرحلة نوم حركة العين السريعة؛ حيث تتميز تلك الفترة بحركة العين بشكل سريع للغاية، وعلى الرغم من سكون الجسم بشكل كامل وعدم قدرته على التحرك، بسبب إصابته بما يدعي "الشلل المؤقت"، وهو تعرض جميع عضلات الجسم للشلل باستثناء العين والحجاب الحاجز الذي ينظم التفس وباقي الأجهزة الحيوية الأخرى.
هذا الشلل المؤقت أمر غاية في الأهمية؛ حيث تكمن أهميته في تقويض قدرة الإنسان على التفاعل المادي مع أحلامه التي يحلم بها في أثناء النوم، وهو ما يفسر محاكاة الإنسان العقلية للجري أو التقلب أو الضرب داخل الحلم، وشعور الإنسان بجميع الأمور داخل الحلم، ولكن في الواقع تظل مستلقياً على ظهرك أو على جانبك دون أن تتحرك إطلاقاً؛ وذلك حتى لا تؤذي نفسك أو من بجوارك وأنت نائم، وهي الحكمة من "الشلل المؤقت" خلال النوم.
كما أن هناك مراحل مختلفة للنوم تظهر بها نوعيات مختلفة للأحلام، فالمرحلتان الأولي والثانية من الحلم يمكن أن يشاهد خلالهما الشخص صوراً متفرقة أو أفكاراً تراوده خلال النوم، ولكن عند دخول مرحلة "REM" وهي مرحلة النوم العميق التي تتزايد خلالها حركة العين كما ذكرنا من قبل، هي مرحلة مشاهدة الأحلام في صورة فيلم متواصل، وتلك الفترة قد تستمر ما بين 90 و120 دقيقة تقريباً، وغالباً ما تأتي تلك المرحلة في الفترة الأخيرة من النوم، التي يقترب فيها الإنسان من الاستيقاظ.
أسباب عدم تذكر الإنسان لأحلامه
هناك بعض الأسباب التي تؤثر في تذكر الأحلام بعد الاستيقاظ من النوم، بعض تلك الأسباب قد يعود لتناول عقاقير خاصة بالاكتئاب التي تقلل من النشاط العقلي، فتخفت الإشارات الكهربائية والعصبية في المخ؛ ولذلك تصبح الأحلام كمن يكتب على مرآة الحمام المغطاة بالبخار، ولكن قد يتذكر الشخص بعض أجزاء الحلم وذلك خلال اليوم، عند عودة النشاط لبعض أجزاء الدماغ التي نشطت خلال الحلم.
ولكن هناك سببين أساسيين أبرزهما العلماء وراء نسياننا لأحلامنا عند الاستيقاظ، ورغم عدم التأكد التام من أن هذه الأسباب تكمن وراء هذا النسيان فإنهم السببان الأقوى حتى الآن.
1- عدم إفراز هرمون النورادرينالين
إن دماغ الإنسان دائماً ما يفرز هرمون يُدعى النورادرينالين، وهو الهرمون المسؤول عن الوعي والفكر والذاكرة واللغة، ولكن عند دخول الانسان لمرحلة نوم "حركة العين السريعة" فإن الدماغ لا يقوم بإفراز هرمون النوردادرينالين فيتم التأثير بشكل كبير في ذاكرتنا، وبالتالي عدم تذكرنا لتفاصيل الحلم الذي كنا نحلم به خلال مرحلة النوم حركة العين السريعة "REM".
2- نشاط المخ الزائد
ولكن توصل بعض العلماء إلى تفسير آخر يبرر هذا النسيان لتفاصيل الحلم؛ حيث قاموا ببعض الدراسات على بعض الأشخاص مترصدين لنشاط موجات ألفا الموجودة في المخ خلال عملية النوم في أثناء مرحلة حركة العين السريعة.
حيث وجدوا أن الأشخاص الذين يستطيعون تذكر أحلامهم يكون نشاط مخهم أقل من أولائك الذين يتمتعون بنشاط مخ أكبر بكثير.
فبرر العلماء علاقة ذلك بتذكر الأحلام قائلين: "إن الأشخاص الذين لا يستطيعون تذكر أحلامهم يكون مخهم نشطاً للغاية ومنشغلاً بأداء مهام أخرى أو التفكير في كثير من الأمور الحياتية الأخرى؛ لذلك فإنهم يرون أن الحلم أمر لا يستدعي التفكير فيه فيتم وضعه بشكل لا واعٍ في الذاكرة قصيرة الأمد، على عكس أولائك الذين يتذكرون أحلامهم، حيث يكون نشاط المخ أقل؛ فيتم التركيز في جميع تفاصيله، وبالتالي وضعها بشكل لا واعٍ في الذاكرة طويلة الأمد".
هكذا يمكنك تذكر الأحلام:
على الرغم من بساطة الأمر، فإن البعض يحتاجون لتذكر أحلامهم بشدة، فكما قلنا الأحلام قد تكون تخاطر للأفكار التي قد تساعد البعض في حل مشكلاتهم؛ لذلك عليك اتباع النصائح التالية لتذكر الحلم إذا لزم الأمر.
فيمكنك عمل ملخص للحلم، وكي تتمكن من ذلك اجعل بجوار الفراش ورقة وقلماً؛ لتقوم بتدوين كل ما تذكره من الحلم فور استيقاظك مباشرة، هذه العملية قد تكون أنسب وسيلة لجمع أهم نقاط الحلم قبل أن يتلاشي، وطوال اليوم يمكنك أن تقوم بتسجيل الأفكار التي تروادك من الحلم؛ لتقوم بتجميع أكبر جزء من الحلم قد يفيدك في تذكر باقي الأجزاء.