وكالات - الاقتصادي - لا يعلم الكثيرون أن الحديث إلى النفس له تأثير قوي على الذات؛ حيث إنك تقوم من خلاله بالتواصل مع الذات الداخلية لك، سعياً لخلق الشعور الداخلي لك تجاه العالم من حولك، سواء كان هذا الحديث إيجابياً أو سلبياً.
فالحديث الإيجابي له فوائد عديدة أبرزها خفض مستويات التوتر والإجهاد، كما إنه يعمل على تحسين حياتك، أما إذا كان الحديث الذاتي الخاص بك سلبياً بشكل عام، قد يجعل إدراكك لتفاصيل وأحداث حياتك سلبياً؛ الأمر الذي يشعرك بالإرهاق والاكتئاب بل يخلق المزيد من القلق غير المبرر، بالإضافة إلى أنه يقلل عزيمتك على مواجهة التحديات التي تواجهها في حياتك، وسترى أن السلبيات أصبحت أكثر بكثير من الإيجابية.
وما لا يعرفه الكثيرون أن الحديث إلى الذات سواء إيجابياً أو سلبياً يحدث منذ نعومة أظافرنا؛ الأمر الذي أثر بالفعل سواء بالإيجابية أو السلبية على حياتنا، وسيؤثر في المستقبل.
لذلك سنقدم لك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في التوقف عن استخدام السلبية خلال مرحلة الحديث الذاتي واستخدام عقلك لتعزيز الإنتاجية واحترام الذات وتخفيف التوتر.
إدراك الحديث السلبي
الخطوة الأولى نحو التغيير هي أن تصبح أكثر وعياً بالمشكلة؛ حيث إنك بالتأكيد لا تدرك عدد المرات التي قد تحدثت فيها مع ذاتك بالأمور السلبية للغاية، ومدى تأثير هذه الأحاديث في حاضرك، وبالتالي فأنت تستسلم بشكل لا إرادي لهذه الأحاديث؛ لأنك لا تدركها، لذلك فإن الإستراتيجيات التالية يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر وعياً خلال الحوار الداخلي ومحتواه.
1- تدوين نقاط التفكير
أول خطوات تحليل الحديث الذاتي لك ومعرفة نمطه سواء إيجابياً أو سلبياً هو تدوين تلك الأحاديث، من خلال الاحتفاظ بدفتر صغير وتقوم فيه بتدوين التعليقات السلبية عند التفكير بها، وكتابة ملخص عام لأفكارك في نهاية اليوم، يمكن أن يكون هذا الدفتر الصغير اليومي أداة فعالة لفحص العملية الداخلية.
2 – إيقاف التفكير
عندما تلاحظ أنك تحدث نفسك بشيء سلبي في عقلك، فعليك التوقف عن التفكير في منتصف التيار قائلًا لنفسك بصوت عالٍ "توقف"، قول هذا بصوت عالٍ سيكون أكثر قوة وقدرة على إيقاف الحديث السلبي، كما إنه سيجعلك أكثر وعياً لعدد المرات التي فكرت فيها بشكل سلبي ومتى وأين.
3- الضربة المطاطية المفاجئة
خدعة علاجية أخرى ستساعدك على الإدراك الفعلي لمشكلة التفكير السلبي لديك، وعلى التخلص منها، ألا وهي أن ترتدي دائماً شريطاً مطاطاً حول معصمك، وعندما تلاحظ نفسك تتحدث لنفسك بطريقة سلبية، كل ما عليك فعله هو أن تقوم بسحب الشريط المطاطي عن يدك وتركه ليضربك، قد يؤلمك هذا الأمر قليلاً، ولكنه سيجعلك أكثر وعياً لأفكارك السلبية وسيساعد على التوقف التفكير فيه.
استبدال الحديث السلبي
عندما تقوم بكل الإستراتيجيات السابقة فأنت الآن على دارية كاملة بمشكلتك التي تكمن في الحديث السلبي للنفس؛ لذلك يأتي الآن دور الخطوة الثانية ألا وهي تغيير تلك العبارات بعبارات أفضل منها.
1- صيغة أخف
هل سبق لك أن ذهبت إلى المستشفى ولاحظت كيف تتحدث الممرضات عن "عدم الراحة" بدلاً من "الألم"؟ يتم ذلك بشكل عام لأن "الألم" هي كلمة أقوى بكثير، ومناقشة مستوى "الألم" يمكن أن يجعل تجربتك في الواقع أكثر وجعاً مما لو كنت تناقش مستوى "عدم الراحة".
يمكنك أن تجرب هذه الإستراتيجية في حياتك اليومية؛ ففي الحديث الذاتي عندما تقوم بتحويل الكلمات السلبية الأكثر قوة لتلك الأكثر حيادية يمكن أن يساعد ذلك في الواقع على تخفيف وطأة تأثير هذا الحديث السلبي، فبدلاً من استخدام كلمات مثل "الكراهية" و"الغضب" (كما هو الحال في "أنا أكره حركة المرور! يجعلني غاضباً جداً!")، يمكنك استخدام كلمات مثل "لا تحب" و"إزعاج".
2 - حوِّل السلبيات إلى إيجابيات
عندما تجد نفسك تشكو لعقلك من شيء ما بطريقة سلبية، فإننا ننصحك بإعادة النظر إلى الموقف مرة أخرى، وأن تحول تلك النظرة السلبية أو الموقف السلبي إلى آخر إيجابي، فعلى سبيل المثال: "إذا ألغيت رحلة في آخر دقيقة، فأنت بالتأكيد ستحزن وتبدأ في الحديث السلبي عن هذا الموقف، ولكن لماذا لا تبدأ بالتفكير في المشاريع الأخرى التي يمكنك القيام بها خلال هذه المدة التي أصبحت فارغة في جدول عملك، لعلك ستجد ما هو أمتع بالنسبة لك من الرحلة التي قد ألغيت".