وكالات - الاقتصادي - إلى جانب الكوارث الطبيعية تعتبر الأمراض المعدية من بين أهم الأسباب غير المقصودة للوفاة البشرية والمعاناة في جميع أنحاء العالم، وقد تركت بعض هذه الأمراض بصماتها على الجنس البشري بشكل عنيف كاد يمحو البشر من على سطح كوكب الأرض.
فالأمراض الـ10 التي سوف تتعرف عليها من خلال التقرير التالي أبادت بلداناً كاملة! ومن أخطر تلك الأمراض:
- الطاعون الدبلي
أو الموت الأسود كما يطلق عليه الذي انتشر عبر أوروبا من الشرق إلى الغرب خلال القرن الرابع عشر بسبب نوع من أنواع البكتيريا شديدة الخطورة تسمى "يرسينيا بيستيس"، ومن بين أهم الأسباب الذي جعل هذا المرض قاب قوسين أو أدنى من إبادة البشر داخل القارة الأوروبية هو إصابة البراغيث والفئران بتلك البكتيريا الفتاكة، وهي المخلوقات التي مثلت وسيطاً لانتقال المرض إلى البشر.
ولقد وصل المرض إلى القارة العجوز بالأساس بسبب السفن التجارية التي كانت تصل إلى أوروبا التي حملت الجرذان والبراغيث المصابة بالمرض.
ولعل أبرز أعراض المرض المشتق من الكلمة اللاتينية "بوبو" هو ظهور الكثير من البثور المصحوبة بالحمى والتعرق وتغير لون الجلد إلى لون داكن يبدأ من الفخذ ونمو الكثير من الدمامل في جميع أنحاء الجسم؛ ليؤدي تراكم السموم في نهاية الأمر داخل الجسم إلى الوفاة.
ولقد قتل الطاعون ما يقارب الـ200 مليون إنسان في جميع أنحاء أوروبا، كما تسبب في سقوط النظام الاقتصادي الإقطاعي في أوروبا.
وحتى هذا اليوم لا يزال هذا الوباء يعد من أخطر الأمراض التي مرت في تاريخ البشرية، ولحسن الحظ أن تطور إنتاج المضادات الحيوية قد حد من خطورة مرض الموت الأسود.
2- الجدري
عندما وصل الأوروبيون لأول مرة في العالم الجديد خلال أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر استخدموا تقنيات عسكرية متقدمة للسيطرة على أمريكا الشمالية والجنوبية، ولكنهم جلبوا معهم مرض الجدري المميت أيضاً.
فلقد لعب دوراً أساسياً في قتل الأمريكيين الأصليين غير المعتادين على الاختلاط بأجناس اعتادت مخالطة الحيوانات المختلفة من قرب وتناول الطعام من بيئات قريبة من أماكن عيش تلك الحيوانات كالأوربيين في ذلك الوقت.
ومع انتشار الجدري في أمريكا الشمالية والجنوبية عام 1520 حصد هذا المرض أرواح 90% من السكان الأصليين الأمريكيين؛ ليتفوق على الأضرار التي خلفتها جميع الحروب في العصور الوسطى.
وبجانب الطاعون البقري استطاع البشر القضاء تماماً على هذا المرض بعد جهود مختبرية كبيرة أدت إلى صنع لقاح ينهي معاناة البشرية.
3- الإنفلونزا الإسبانية
الإنفلونزا الإسبانية هي إحدى السلالات القاتلة لمرض الإنفلونزا التقليدية، ولقد انتشرت في العام 1819، وتعد من أكثر الأمراض فتكاً في القرن العشرين، وانتشرت في الولايات المتحدة وأوروبا بسرعة رهيبة؛ متسببة في إصابة نحو 500 مليون شخص حول العالم.
ولقد أُصيب بهذا المرض الفتاك الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر، وتعد إسبانيا من أكثر البلدان التي تضررت بسبب هذا الوباء الذي أثر بشدة على مسار الحرب العالمية الأولى حيث أصابت الإنفلونزا الإسبانية العديد من الجنود لدرجة أن الجيش الأميركي فقد الكثير من جنوده بسببها بشكل يفوق عدد الجنود الذين قتلوا على جبهات المعارك.
4- شلل الأطفال
أصبح شلل الأطفال اليوم من أندر الأمراض التي يمكن أن تهاجم البشر، ولكن في السابق تسبب هذا المرض الذي ينتقل عبر الرذاذ والبراز بملايين الإعاقات للأطفال، ولقد كان من بين أشهر المصابين بالمرض هو الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت.
5- مرض الزهري
هناك أربع مراحل من مرض الزهري، وهو مرض منقول جنسياً، حيث يظهر لأول مرة مع قرح حميدة في بقعة العدوى، بينما يتطور الأمر في المرحلة الثانية ليظهر الطفح الجلدي مع انتفاخ واسع النطاق في الغدد الليمفاوية، ثم تعمل البكتيريا في المرحلتين الثالثة والرابعة على الفتك بالجهاز العصبي والعضلات، ومن الممكن أن يسبب مرض الزهري بالعمى والخرف.
ولا يعرف بشكل قاطع كيفية انتشار المرض، ولكن يرجح أنه ظهر عام 1508، ولا يزال موجوداً حتى الآن، وإن كان تمكن السيطرة عليه بواسطة البنسلين.
6- الإيدز
يعتقد العلماء أن الفيروس انتشر من أفريقيا خلال أوائل القرن الـ 20، ولكنه لم يتوحش إلا مع بداية الثمانينيات عندما تعرض العديد من الرجال المثليين في نيويورك وكاليفورنيا إلى حالات غريبة من الالتهاب الرئوي والسرطان.
وحتى تلك اللحظة لم يصل العلماء حول العالم من إنتاج مصل أو لقاح يعالج فيروس الإيدز بشكل نهائي، وكل ما استطاع العلم الوصول إليه هو أدوية تطيل من عمر المريض وتجعله قادراً على التعايش مع المرض لوقت أطول.
7- مرض السل
هو عدوى الجهاز التنفسي القاتلة التي يمكن أن تأخذ شكلين: السل الكامن والسل النشط، ولا يعد السل الكامن أو الخامل معدياً، ويمكن لجهاز المناعة داخل جسد الإنسان التغلب عليه، وفي الواقع فإن ثلث سكان العالم مصاب بالسل الكامن أو الخامل.
أما السل النشط فهو الأخطر؛ ففقد تسبب في قتل الكثير من البشر في الماضي، خصوصاً في القرن الـ19، ولقد انتشر هذا المرض بين البشر بسبب منتجات الألبان غير المعقمة أو غير المبسترة.
8- الملاريا
الملاريا هو مرض منقول بالبعوض تسببه الطفيليات التي تتشابه أعراضها مع أعراض الإنفلونزا، ولا تزال الملاريا واحدة من أخطر الأمراض والأوبئة في العالم، وتسببت في إصابة أكثر من 200 مليون في عام 2016 وقتل ما يقرب من 500,000.
وهناك العديد من المعلومات التاريخية عن موت الإسكندر الأكبر بسبب الملاريا، التي تعود أسباب انتشارها في أوروبا وأميركا إلى تجارة الرقيق الوحشية عبر المحيط الأطلسي، حيث تم نقل العبيد الأفارقة الذين يمتلكون مناعة طبيعية من الملاريا للعمل في المزارع داخل أميركا وأوروبا؛ وهو ما تسبب في انتشار الملاريا عبر العالم كالنار في الهشيم.
ولعل انتقال الملاريا من الحيوان إلى الإنسان كان من بين أبرز الأسباب التي عجلت بالانتشار الكبير لهذا المرض.
9- الإيبولا
لم يكتشف مرض الإيبولا إلا في أفريقيا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وهو عبارة عن فيروس يؤدي إلى نزيف شديد في البشر والرئيسيات الأخرى من الحيوانات.
وقد يستغرق تطور الأعراض وظهورها عدة أيام إلى أسابيع، وتشمل التهاب الحلق وآلام العضلات والتقيؤ، والإسهال والنزيف الداخلي والخارجي، وفي نهاية المطاف الوفاة.
وانتشر وتفشى فيروس إيبولا الأكثر فتكا مرة أخرى في غرب أفريقيا في مارس / آذار 2014، وقتل خمسة أشخاص أكثر من جميع حالات التفشي السابقة مجتمعة؛ لينتشر بعد ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا (بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا).
ولم يحدث احتواء كامل للفيروس حتى عام 2016 بعدما توصل الأطباء إلى لقاحات وأمصال ساعدت في القضاء على هذا المرض الفتاك الذي ينهي حياة 90% من ضحاياه.
10- الكوليرا
في أسوأ حالاتها يمكن للكوليرا أن تنتقل من مجرد أعراض إلى إحداث الوفاة في أقل من ثلاث ساعات فقط! والكوليرا هي مرض يسبب الإسهال الناجم عن البكتيريا التي تنتشر عادة من خلال المياه أو نظم الغذاء الملوثة.
وعلى الرغم من أن جذور المرض كانت في دلتا الغانج في الهند فإن الكوليرا منذ ذلك الحين، وهي منتشرة في جميع أنحاء الكوكب؛ فلقد تسببت في إصابة 4 ملايين إنسان حول العالم، وأدت إلى مقتل 100.000 حالة.
وكان للكوليرا العديد من الهجمات المميتة في جميع أنحاء العالم سواء في جنوب آسيا عام 1961، وأفريقيا عام 1971، والأميركيتين في عام 1991.
ولقد جعل هذا المرض منظمة الصحة العالمية تهتم بمحاولة توفير مياه نظيفة إلى جميع البشر حول العالم للحد من الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة.
- المصدر