حسونة : عالمية بنكهة فاتن
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(1.72%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.75%)   AZIZA: 2.48(3.33%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.80(1.81%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.19(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.70(2.86%)   JPH: 3.63( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.95( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(0.00%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 29 كانون الثاني 2014

حسونة : عالمية بنكهة فاتن

رام الله – الاقتصادي- "المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن"، ساهمت في ايصال موهبتي إلى العالمية، فلم يكن باستطاعتي تحقيق حلمي بصناعة سيارة تسير باستخدام ضغط الهواء، وصناعة كرسي متحرك يعمل بضغط الزيت يمكن صاحبه ذوي الإحتياج الخاص من صعود الدرج ونزوله بكل سلاسة".

بهذه الكلمات بدأ المخترع الشاب عماد حسونة حديثه عن المساعدات والقروض التي قدمتها له مؤسسة "فاتن"، مشيرا إلى أنه حصل على القرض الأول من أجل تطوير السيارة التي كان يجري عليها تجارب وبالفعل استفاد من القرض لبناء نظام هوائي للسيارة يجمع الهواء بكميات كبيرة، بحيث يعمل على تحريك السيارة لمسافة 300 متر في المرحلة الأولى.

ولد عماد في عام 1975 وهو من مخيم الجلزون القريب من رام الله، ويعمل في مجال صيانة محركات الشاحنات منذ نحو عشرين عاما.
وأوضح حسونة أن الفكرة بدأت قبل أربعة أعوام حين كان يفحص محركا عن طريق ضغط الهواء بداخله، فتحركت الشاحنة مسافة قصيرة فاستنتج أن للهواء المضغوط قدرة على دفع المحرك للدوران، ويؤكد أنه وبينما كان يقوم بفحص محرك شاحنة عن طريق ضغط الهواء داخله، تحركت الشاحنة مسافة قصيرة، لأنها كانت متوقفة بالصدفة باستخدام نظام الغيار وليس الفرامل اليدوية.

ونال حسونة شهادة براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الوطني في رام الله، ويتحفظ عن ذكر الإضافات أو التعديلات التي أجراها على محرك يعمل بالسولار بحيث أصبح يدور عن طريق ضغط الهواء؛ كون ذلك جزءا من براءة الاختراع، لكنه يؤكد أنه ليس بالامكان تحويل أي محرك يعمل بالوقود بواسطة الهواء المضغوط.

ويؤكد حسونة أن المحرك الذي طوّره منتج صديق للبيئة بحيث” لو تم تشغيله في مكان مغلق، بوجود عدد من الأشخاص، فإن تنفس الإنسان يؤثر سلبا على المحرك وليس العكس ؛وذلك لأن الإنسان يأخذ الأوكسجين ويخرج ثاني أوكسيد الكربون، بينما يأخذ المحرك نفس تركيبة الهواء من المدخل ويخرجها ذاتها أثناء دورانه”. هذا عدا عن أن المحرك الهوائي لا يحوي مواد قابلة للاشتعال كالسولار أو البنزين كما هو الحال في المحركات العادية.

وحسب أقوال حسونة، فإن اختراعه سيثبت فعاليته في السنوات المقبلة، حيث سيصبح هناك محطات لتعبئة الهواء المضغوط للسيارات التي تستخدم محرك الهواء، مشابهة تماما لمحطات الوقود الموجودة حالياً.

وتجميع الهواء في الخزان يتم عن طريق ضاغطة هواء “كومبرسر” تعمل بالطاقة الكهربائية، لكن المخترع حسونة يشدد على قدرة المحرك على تعبئة الخزان بالهواء من تلقاء نفسه، مضيفا" لكن ذلك بحاجة إلى أنواع خاصة من ضاغطات الهواء بحيث يزيد انتاجها في حال الحاجة إلى زيادة سرعة المحرك والعكس صحيح، ولا إمكانيات متوفرة لدي في هذه المرحلة لأتمكن من توفير ضاغطات متطورة”.
ويتابع حسونة أن دعم مؤسسة فاتن لم يتوقف عند هذا الحد بل أنه حصل على قرض آخر قيمته عشرة آلاف دولار استخدمه لصناعة كرسي متحرك يعمل بضغط الزيت "الهيدروليك"، يمكن المعاقين حركيا وذوي الاحتياجات الخاصة من صعود الدرج ونزوله بكل سهولة ويسر دون الحاجة لمساعدة أحد.

ويضيف حسونة:" عن طريق القرض الذي حصلت عليه من مؤسسة فاتن قمت بتصميم نموذج لهذا الكرسي، وتطبيق الفكرة التي طالما  راودتني وحلمت بها، وبعد صناعة هذا النموذج، تلقيت عروضا لتطويره وعروضا للعمل في شركات عالمية، ولعرض ما توصلت إليه من اختراعات في معارض عالمية.

ويقول حسونة إن الكرسي المتحرك هو نموذج أولي أنتجه بمساعدة "فاتن"، ويمكن تطويره ليصبح عالميا ويدخل عليه تحسينات كبيرة في حال قيام إحدى الشركات العالمية بتبنيه، ويمكن أن يسهم أيضا في تقديم فلسطين بأبهى صورة، مشددا على أهمية أن تحذو بقية المؤسسات في الوطن حذو مؤسسة فاتن للإقراض الصغير من أجل تشجيع الإبداع والمبدعين، فلولا الدعم والتشجيع والمتابعة المستمرة من مؤسسة فاتن والقروض الميسرة التي حصلت عليها لكان من المستحيل عليّ أن أخرج  بهاذين الاختراعين إلى حيز الوجود والتعريف بهما إلى العالم.

ويشير حسونة إلى أن دعم مؤسسة فاتن لم  يتوقف عند هذا الحد، فقد حصل على قرض ثالث من أجل المساهمة في شراء جرافة صغيرة يعمل عليها ويعتاش منها هو وعائلته، فهو رجل بسيط لم يكمل تعليمه الثانوي، وكان يعمل في صيانة الشاحنات قرب مخيم الجلزون ولا يزال، وهذه الجرافة الصغيرة أسهمت في تحسين دخله.
ويضف حسونة: " إنني أدعو كل من لديه فكرة ريادية مبدعة ذات مردود اقتصادي في فلسطين أن يتوجه إلى مؤسسة فاتن للحصول على قرض ميسر من أجل تطوير فكرته ونقلها إلى العالم، وأدعو مختلف المؤسسات الوطنية أن تقف إلى جانب المخترعين كما فعلت مؤسسة فاتن للإقراض، فهي التي فتحت لي الباب للوصول إلى العالمية وليشاهد الجميع ما قمت باختراعه".

من جانبها، قالت السيدة إنعام زقوت – مساعد مدير فرع رام الله، إن مؤسسة فاتن تقدم التمويل اللازم لكافة شرائح المواطنين حسب حاجتهم، وهي تأخذ بعين الاعتبار الاهتمامات المختلفة لهم، وتدعم بكل قوة فئة الشباب الرياديين الذين يسعون للحصول على قرض من أجل دعم فكرة متميزة لديهم وتطويرها، بهدف تمكينهم من خلق مشاريع مستدامة وذات عائد اقتصادي يساهم بتوفير حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.

وأشارت زقوت إلى أن عماد حصل على عدة قروض من مؤسسة فاتن، وكان من الملتزمين بالسداد، وعليه طلب الحصول على قرض أكبر وقامت فاتن بتوفيره له، ضمن سياستها لدعم الإبداع والمبدعين.

وأضافت بأن عماد هو أكبر أخوته وبالرغم من أنه إنسان متميز وذكي إلا أن ظروفه لم تسمح له بإكمال تعليمه، تقدم بالحصول على قرض من مؤسسة فاتن بعد أن أعجبته طريقة عملها والفئات التي تستهدفها، وخلال أيام قليلة حصل على قرض ساعده بشكل أساسي في استكمال وتطوير اختراعه الأول، كما بدأ باختراعه الثاني وهو كرسي للمعاقين حركيا وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت " نفخر في مؤسسة فاتن بوجود المتميزين الرياديين من مقترضينا، فأساس رسالتنا هو احتضان الرياديين المبدعين، ونحن من أوائل المؤسسات التي اهتمت بالرياديين وخصصنا منتجا للشباب الذين لديهم أفكار ريادية خلاقة، فنحن في مؤسسة فاتن نؤمن بدور الشباب وحرصا منا على حياة أفضل لهم فإننا نشجعهم على التقدم بأفكارهم ومبادراتهم للبدء بمشروعهم الخاص على طريقة عماد، وبهذا تساهم فاتن في مساعدتهم على العيش بكرامة والتخفيف من حدة الهجرة والاحباط خاصة أن السوق الإسرائيلي مغلق أمام هؤلاء الشباب".

من جانبه، قال أنور الجيوسي مدير عام 'فاتن'، إن المؤسسة غير ربحية  وهي مختصة بالقروض الصغيرة، كما أنها فعّلت ستة صناديق كآلية لتقديم الدعم في قطاعات مختلفة، أبرزها التعليم والصحة والتدريب والتوفير، إضافة إلى مسؤوليتها المجتمعية، ودعم المبدعين وعلى رأسهم عماد حسونة يقع ضمن اهتمامات مؤسسة فاتن.
وأضاف أن 'فاتن' هي الأكبر بين مؤسسات الإقراض الصغير في فلسطين، بمحفظة قروض تتجاوز 45 مليون دولار موزعة على نحو 25 ألف مقترض، وقد أنشأت "فاتن" صندوقا للمنح الطلابية وهو مخصص لأبناء وبنات المقترضين الملتزمين بالسداد، حيث يوفر الصندوق تغطية تصل إلى 70% من الأقساط الجامعية.
وأضاف أن المؤسسة أطلقت بالتعاون مع المجلس الأعلى للإبداع والتميز الذي شكله سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس شخصيا، مشروعا يركز على مفهوم الريادية، ستخصص ضمنه 15 جائزة.

وقال: نأمل أن يتحول هذا المشروع إلى تقليد سنوي، حيث يجري حاليا وحتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي، استقبال أفكار ريادية كفكرة عماد حسونة نتطلع إلى تحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع، وبالتالي فإن صاحب المركز الأول سيتم منحه قرض مجاني 'منحة'، أما أصحاب المراكز من الثاني حتى الرابع فسيمنحون قروضا حسنة أي بلا فائدة، والبقية سيمنحون قروضا بفائدة مميزة.
ودعا الجيوسي كافة المخترعين الفلسطينيين الراغبين في تطوير اختراعاتهم إلى الحصول على قروض ميسرة من المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن"، مشيرا إلى أن الهدف هو تقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني أولا وأخير 
Loading...