وكالات - الاقتصادي - الخوف من المشاعر التي ترتبط بكل ما هو سلبي.. من وجهة نظرنا على الأقل، فهو صفة تلصق «بالضعيف» وبالذي لا يمكنه تحمل الضغوطات، أو أي من الخصال السلبية الأخرى.
الخوف يعرف بأنه الشعور الناجم عن الخطر أو التهديد المتصور، وبالتالي يتسبب في تغييرات في وظائف الجسد وتكون نتيجته تغييرات سلوكية كالهروب أو الاختباء أو التجمد. قد يحدث كردة فعل لشيء يحدث في الزمن الحالي، وقد يكون بشكل توقع لوجود تهديد محتمل في المستقبل. بشكل عام الخوف يدخل العقل في مرحلة تعرف «المواجهة أو الهروب».
الخوف من المشاعر التي تعتبر أنها غير «ممتعة»، وهي كذلك بالتأكيد. والغالبية تفضل عدم اختبار مشاعر الخوف، ولكنه وعلى ما يبدو مفيد لنا على أكثر من صعيد.
يجعلك تعمر أكثر
في الواقع النقطة هذه بديهية. فالخوف هو جهاز إنذار خاص بكل فرد يحذره من أي خطر يحدق به. من دون القدرة على الشعور بالخوف، الإنسان لا يمكنه أن يعيش لسنوات طويلة؛ لأنه لن يتمكن من التعرف على مصادر الخطر والتهديد التي تحدق به.
عندما يشعر الإنسان بالخوف فإن الجسم يقوم بردة فعله تمكنه من التعامل مع الخطر. وعليه من دون الخوف الإنسان لن يملك القوة أو الطاقة أو السرعة أو التركيز للخروج من الموقف الذي يضعه في موقف مهدد للحياة أو حتي مخيف من دون تحديد فعلي للحياة.
الإبينفرين يمنحك القوة والتركيز
يقوم الجسم بإفراز الإبنفرين أو الأدرينالين كردة فعل على التوتر. اللوزة الدماغية تتعرف على مصادر الخطر ثم تحفز الخدة النخامية التي ترسل «إشارة» إلى مختلف أنحاء الجسم.
الغدد الكظرية التي تقع فوق الكليتين تحفز الجهاز العصبي الذي يضع الجسم في حالة من التأهب، ويدخل مرحلة «الهروب أو المواجهة»، وبالتالي ترتفع معدلات الأدرينالين والنور أدرينالين في الدم، وبالتالي يمنح الجسم قوى غريبة من نوعها تمكنه من التعامل مع الموقف الذي يصنف كتهديد.
هذه القوة يمكن الحصول عليها في مواقف مختلفة لا علاقة لها بتهديد فعلي، فكل ما على الشخص فعله هو تخيل نفسه في موقف ما مهدد وسيخدع العقل، وبالتالي يوفر له الاستجابة نفسها، وبالتالي يحصل على قوة كبيرة جداً لتجاوز أي موقف كان سواء يرتبط بالحياة المهنية أو العاطفية أو الاجتماعية.
النور أدرينالين في المقابل يلعب دوره الكبير في زيادة نسبة التركيز، كما أنه يعيد ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية لذلك في المرة المقبلة التي تشعر فيها بأنك لم يعد بإمكانك العمل بسبب الإنهاك وقلة التركيز عوض الاعتماد على مشروب الطاقة..قم بجعل نفسك تشعر بالخوف.
الكورتيزول ينقذ حياتك
الكورتيزول هو هرمرون ستيرودي تفرزه الغذة الكظرية، أما الفص الأمامي في الغدة النخامية في الدماغ فهو الذي يتحكم في إنتاجه. وظيفته عند الشعور بالخوف هي تحقيق التوازن بين الإفرازات في الجسم ووظائفها فيعزز تلك التي يحتاج إليها الجسم ويتحكم بمعدلات أخرى لا يحتاج إليها الجسم في تلك المواقف.
بشكل عام هذا الهرمون أشبه بمهدئ للجهاز العصبي، كما أنه يساعد في عملية تكسير الدهون والبروتينات والنشويات. ولكن حاله حال أي شيء آخر، المعدلات العالية منه وبشكل دوري يمكنها أن تكون مضرة؛ إذ تؤدي إلى اضطرابات الغدد الصماء وإلى السمنة.
وعليه الخوف الذي يؤدي إلى إفراز الكورتيزول يساعد على تحقيق التوازن في وظائف الجسد كعمليات الهضم وجهاز المناعة.
ساعدك على تخطي الفشل والتعلم من التجربة
الخوف مفيد جداً لتجاوز الفشل ولعدم تكرار الأخطاء نفسها مجدداً، خلاصة توصلت إليها دراسة أجراها عدد من الباحثين في جامعة كاليفروينا. في هذه الدراسة تمت مراقبة٢٣٠ طالباً من خريجي كليات الحقوق والقانون الذين كانوا ينتظرون نتائج امتحان الدخول الذي يخولهم ممارسة المهنة.
الطلاب وفق الدراسة انقسموا إلى قسمين: القسم الأول سعى إلى عدم التفكير بالامتحان وتعويض ذلك بأنشطة بديلة أثناء أوقات الفراغ، فيما كان القسم الثاني يفكر بشكل يومي في فرضية الفشل بالامتحان بشكل متساوٍ مع فرضية النجاح.
وأشارت الدراسة إلى أن الفئة التي شعرت بالتوتر والقلق تعاملت بشكل أفضل مع رسوبها، فيما أن الفئة الأخرى التي اختارت تجاهل نتائج الامتحان لم تنجح في ذلك، بل تولد لديها توتر إضافي.
وخلصت الدراسة أيضا إلى أن الأشخاص الذين تقبلوا الفشل في المرحلة الأولى نتيجة لشعورهم بالتوتر الدائم، نجحوا خلال الامتحان اللاحق؛ لأنهم كانوا أكثر استعداداً وتهيُّؤاً وعزماً لعدم تكرار النتيجة الأولى.