من كان الأكثر ثراءً جون دي روكيفلر أم جينكيز خان؟ سؤال بسيط ولكن إجابته أكثرصعوبة منه.
هذا الترتيب لأغنى أشخاص في التاريخ قائم على ساعات من المقابلات مع أكاديميين اقتصاديين ومؤرخين.
أما الآن، فيكفي القول إن هذه محاولة دقيقة ولكنها أيضا محاولة قابلة للنقاش لعمل قائمة لأغنى شخصيات في التاريخ تبعًا لنفوذهم الاقتصادي.
من دون شك أن جنكيز خان واحد من أنجح القادة العسكريين في التاريخ، وكقائد للإمبراطورية المغولية والتي امتدت من الصين إلى أوروبا. وكان جنكيز خان هو المتحكم في أكبر إمبراطورية ككتلة واحدة متلاصقة في التاريخ ومع ذلك، وبالرغم من قوته يقول الباحثون أن جنكيز خان لم يخزن ثرواته. وعلى النقيض فإن كرم جنكيز خان كان هو العامل الذي أتاح له نفوذه.
“من أهم عوامل نجاحه هو مشاركته للغنائم مع جنوه وقادته” صرح بهذا موريس روسبي أستاذ التاريخ البارز بـ”CUNY’s Queen college”.
بينما شرح جاك ويذرفورد مؤلف كتابي “جنكيز خان” و “صنع العالم الجديد” اختلاف الجنود المغول عن كثير من الجيوش في مرحلة ما قبل العصر الحديث، في أنهم منعوا من أخذ غنائم شخصية، وكان بعد أن يتم غزو منطقة معينة يتم تسجيل كل غرض يؤخذ من هذه المنطقة عن طريق مسؤول ليعاد توزيعها لاحقا بين العسكريين وذويهم.
ويستلم جنكيز خان حصة من الغنائم، والتي كانت بالكاد تجعله غنيًا.
“لم يبنِ القصور لنفسه أو لعائلته، ولا معبدًا، ولا مقبرة، ولا حتى بيتًا” يقول ويذرفورد. “ولد في خيمة من الصوف ومات في خيمة من الصوف. وعند موته لفُ في لباد مثل أي شخص عادي ودفن”.
المركز التاسع في الثراء: بيل جيتس
كونه أغنى شخص حي، جعل من ثروته أسهل في تحديدها. كما قيمته مجلة “Forbes” بأن ثروة مؤسس شركة “Microsoft” تقدر ب 78.9 مليار دولار. أكثر من ثروة مؤسس “Zara” أمانكيو أورتيجا ثاني أغنى رجل في العالم الآن بحوالي 8 مليارات دولار.
عاش في الفترة ما بين (1040- 1093) في إنجلتر. تقدر ثروته 194 مليار دولار.
ابن شقيق وليم الفاتح، الذي انضم إلى عمه في غزو النورمان لإنجلترا. مات ومعه 11 ألف جنيه إسترليني، وطبقا لفيليب بيرسفورد و وبيل روبينستاين مؤلفا كتاب أغنى الأغنياء أنه امتلك 7% من الناتج المحلي لإنجلترا في ذلك الوقت والذي يقدر بـ 194 مليار دولار في 2014.
بدأ روكفلر الاستثمار في مجال الصناعات البترولية في عام 1863 وفي عام 1880 تحكمت شركته “Standard oil” في 90% من الإنتاج الأمريكي للبترول.
طبقا ل “New York times obituary”تم تقييم ثروة روكفلر بحوالي 1.5 مليار دولار بناء على ضريبة الدخل الفيدرالي عام 1918، وتقدر ثروته بالكامل بما يعادل تقريبا 2% من الناتج الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية لهذا العام طبقا للبيانات المجمعة عن الثروة وحساب قيمتها (لم تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بسجلات رسمية للناتج القومي حتى عام 1932).
ونفس هذه الحصة الاقتصاية تقدر في عام 2014 بما يعادل 341 مليار دولار.
حصل روكفلر على الشهرة من الصحافة لثرائه، ولكن أندرو كارنجي قد يكون الاكثر ثراءً بين الشخصيات الأمريكية في التاريخ. المهاجر من أصل إسكوتلاندي باع شركته “U.S. Steel” لـ جون بيربونت مورجان مقابل 480 مليون دولار عام 1901. وكان هذا يعادل تقريبا حوالي 2.1% من الناتج المحلي للولايات المتحدة الأمريكية مما أعطى لكارنجي قوة اقتصادية تمثل في 2014 ما يعادل 372 مليار دولار.
إن شخصية ستالين شخصية نادرة في التاريخ الحديث وذلك بسبب:
أنه كان ديكتاتورًا بقوة مطلقة، والذي تحكم في أحد أكبر الأنظمة الاقتصادية في العالم. بينما أنه من المستحيل فصل ثروة ستالين عن ثروة الاتحاد السوفيتي، فإن مزيجه الفريد بين القوة الاقتصادية والسيطرة الكاملة على قيادة الاتحاد السوفيتي الذي تضمن عدة أنظمة اقتصادية رشحته ليكون من أكثر الأشخاص ثراءً عبر التاريخ.
يمكنك أن ترى المنطق هنا بسهولة. فالبيانات من “OECD” تبين أنه في عام 1950 قبل موت ستالين بثلاثة أعوام، كان إنتاج الاتحاد السوفيتي 9.5% من الناتج الاقتصادي العالمي. وفي 2014 يعادل هذا المستوى من الإنتاج ما يقارب 7.5 تريليون دولار.
وبينما لم يكن يمتلك ستالين كل هذا المال بطريقة مباشرة، إلا أنه كانت لديه القدرة على التأثير في قوة الاتحاد السوفيتي الاقتصادية لأي سبب يختاره.
“كان لدية قوة هائلة، وعبر هذه القوة كان يمكنه أن يمتلك أي شيء يريده” جورج ليبر أستاذ التاريخ في جامعة ألاباما في برمنجهام.” لقد تحكم في سدس سطح الأرض دون أي شيكات أو أرصدة”.
ولكن هل يجعل ذلك من ستالين غنيًا مثل الأغنياء التقليديين؟ ليبر ليس واثقًا من هذا.”هل هو من ضمن أغنى الرجال؟” يتساءل أستاذ التاريخ. “أنا افترض لو أنك تريد التمديد من تعريف الثروة، ولكنها لم تكن ثروته لأنه قد تحكم في ثروات البلاد”.
وحتى مع ذلك، فإنه من الصعب ألا تشمل قائمة بأقوى الأشخاص اقتصاديا في التاريخ اسم ستالين. قد تكون ثروته غير مؤكدة، ولكن لا يوجد شك بنفوذه الاقتصادي الذي لا مثيل له في التاريخ الحديث.
هو أعظم أباطرة المغول الذين حكموا الهند. تحكم أكبر في الإمبراطورية التي مثلت ربع الناتج الاقتصادي العالمي. ويستشهد كريس ماثيوز في مجلة “Fortune” بالاقتصادي والمؤرخ أنجوس ماديسون، والذي يتكهن بأن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للهند كان مماثلًا لنصيب الفرد في فترة حكم الملكة إليزابيث الأولى في إنجلترا، ولكن مع ” طبقة حاكمة بنمط حياة مترف تفوقت على التي كانت في المجتمع الأوروبي”.
وهذا الزعم أن النخبة الحاكمة في الهند كانت أغنى من نظرائها في الغرب مدعومة بالبيانات من الاقتصادى برانكو ميلانوفيتش، والذي يظهر بحثه أن السلالة المغولية كانت واحدة من أكثر الإمبراطوريات نجاحًا في التاريخ في استخراج الثروات من عدد السكان.
عاش في الفترة ما بين (1048-1085) في الصين. تكمن ثروته في حكمه لامبراطورية يمثل الناتج المحلي الإجمالي لها 25% إلى 30% من الناتج العالمي.
تعتبر سونج في الصين (960-1279) إحدى أقوى الإمبراطوريات اقتصاديًا في التاريخ. طبقا للاستاذ رونالد إدوارد المؤرخ الاقتصادي الصيني لسلالة سونج الحاكمة في جامعة تامكانج. مثلت الأمة ما بين 25% إلى 30% من الناتج الاقتصادي العالمي في وقت ذروتها.
وجاءت ثروة الإمبراطورية من الاختراعات والمهارة الشديدة في جمع الضرائب، والذي يصرح إدوارد أنها كانت متقدمة عن الحكومات الأوروبية بمئات السنوات، وقد لاحظ الأستاذ أيضا أن حكومة سلالة سونج كانت مركزية للغاية، بمعنى أن الإمبراطور كان لديه قدر كبير من التحكم في الاقتصاد.
لم يكن فقط أغسطس هو المسؤول عن إمبراطورية يمثل الناتج المحلي الإجمالي لها من 25% إلى 30% من الناتج الاقتصادي العالمي ولكن أيضا وطبقا لأستاذ التاريخ بجامعة ستانفورد إيان موريس، أن أغسطس في مرحلة ما كانت له ثروة تقدر بما يعادل خمس اقتصاد إمبراطوريته. وهذه الثروة ستكون معادلة لحوالي 4.6 تريليون دولار في 2014. ويضيف موريس بأن أغسطس كانت مصر ملكية شخصية له ولهذا من الصعب أن يفوقه أحد.
عاش في الفترة ما بين (1280-1337) في مالي. وثروته أكثر مما يمكن أن يصفه أحد.
مانسا موسى ملك تمبكتو، يشار إليه في الغالب كأغنى شخص في التاريخ. وطبقا لأستاذ التاريخ بـ “Ferrum College” ريتشارد سميث، كانت مملكة موسى في غرب أفريقيا أكبر منتج للذهب في العالم في وقت كان الطلب على الذهب كبيرًا.
ولكن إلى أي مدى كان موسى غنيًا؟ في الحقيقة لا توجد طريقة دقيقة لتحديد ثروته بالأرقام. السجلات مخيفة ومصادر معاصرة تصف ثروته بأوصاف مستحيلة في ذلك الوقت.
بعض الروايات عن رحلته للحج لمكة أنه أثناء الرحلة كان سخيًا بدرجة كبيرة مما أدى لحدوث أزمة للعملات في مصر فكان معه العشرات من الجمال المحملة بمئات الجنيهات من الذهب. ويقول سميث أن إنتاج عام من الذهب في مالي من المحتمل أن يكون تقريبا طنًا واحدًا. ويقول آخرون إن جيش موسى كان عبارة عن 200000 رجل، منهم 40000 من رماة الأسهم، وأرقام القوات هذه وحتى بالنسبة للقوى العظمى في العصر الحديث ستشكل صعوبة في إحضارها إلى جبهة القتال.
ولكن حتى لا ننشغل بتحديد ثروة موسى وكما وضح أستاذ التاريخ بجامعة ميتشجن رادولف وار: “إن ثروة موسى كانت هائلة إلى حد أن الناس كانوا يعانون لوصفها”.
“هذا هو أغنى رجل عرف في التاريخ، وهذا هو أهم شيء هنا” كما يقول رادولف. “إنهم يحاولون إيجاد كلمات لوصف هذا. هناك صور له وهو يحمل صولجانًا من الذهب، جالس على عرش من الذهب، ويحمل باليد الأخرى كأسًا من الذهب، وفوق رأسه تاج من الذهب. تخيل قدر ما يمكنك أن تتخيل كميات من الذهب يمكن لإنسان أن يملكها وضاعف هذه الكمية، هذا ما تسعى كل الحسابات للتوصل إليه”.
عندما لا يستطيع أي شخص أن يدرك ثروتك، فإن هذا يعني أنك ثري ثراءً فاحشًا.