تطورت الأفلام في عالمنا مع تطور اهتمامات الإنسان و أصبح العالم حالياً مكاناً تجارياً واسعاً بعد تغلب التجارة على الصناعة بقوة و تحول معظم المناطق من صناعية الى تجارية بعد أن كانت زراعية. التجارة في وقتنا اليوم تختلف عن سابقها وجزء كبير منها يقوم على أساس تبادلات الأسهم و البورصة و التي كما نعلم Wall Street هو أساسها.
لطالما حاولت الأفلام نقل الحقيقة، و حينما يتعلق الأمر بإدارة الأعمال هناك نوعان في هذا المجال: أولهما أفلام يصور بها الأمل، الطموح، تخطي العقبات و المعاناة للوصول إلى النجاح، و الثانية تتضمن النجاح أيضاً و لكن للأسف عن طريق الفساد، الخيانة و السرقة بكل أشكالها. و في الحقيقية النوع الثاني هو الأكثر واقعية و أكثر انتشاراً، فعرض قصة عن إدارة الأعمال تكون الإدارة فيها حكيمة و ذكية، تقدر الموظفين و تحترمهم، لن تكون كافية لإضافة الدراما التي تريدها في الفيلم ويخرج الزبائن مكتفين و مخلصين! هذا لا يعني أن رجل الأعمال لا يستطيع تعلم الكثير من هذه الأفلام بل العكس، كل شيء مفيد في إدارة الأعمال، و هذه لائحة بما اعتقد أنها أفضل 10 أفلام ستفيد المهتمين في هذا المجال:
فساد سوق الأسهم ، التبادل الداخلي و الفشل في الموازنة، أشياء ميزت الفيلم الرائع القوي، و لكن ربما الحقيقة فعالة أكثر من الطريقة التي أوضحها لنا مايكل دوغلاس و تشارلي شين من خلال الفيلم ، و لكن من دون شك لا يوجد فيلم أكد على خطايا الجشع أكثر من Wall Street. تدور أحداث الفيلم حول بود فوكس (تشارلي شين) سمسار بورصة صغير و لا يمتلك الصبر، يريد أن يصبح بالقمة فيتعرف على شخص غني تحت اسم غوردون غيكو (مايكل دوغلاس) الذي لم يحقق ثروته بكونه الرجل الطيب و شعاره “الشجع جيد” يثبت ذلك ، و يبدأ بتعليم بود و دفعه إلى الحد الأقصى في حياته. دراما مالية بامتياز أعطت مايكل دوغلاس جائزة الأوسكار لأفضل أداء في دور البطولة ، و من إخراج أوليفر ستون.
فيلم إدارة أعمال رائع عن دفع استراتيجيات البيع و تعزيز لمبدأ كن دوماً في حالة الإغلاق ، و لكن مضمونه الحقيقي يكمن في عملة الدولار القوية و عن الجهد الذي يبذله الشخص أحياناً لسرقته بأي طريقة. و يحتوي هذا الفيلم على أكثر من قصة مبيعات و قصة أسهم، الفيلم تجري أحداثه عن شاب ترك الجامعة و يجد لنفسه عملاً كسمسار بورصة ، يبدأ عمله ببيع الأسهم و يقوم ببيع صناديق فارغة، الشيء الذي يضعه على سكة النجاح و لكن هذا العمل قد لا يكون شرعياً كما يبدو. الفيلم من بطولة جيوفاني ريبيسي و فان ديسيل و من إخراج بين يونغير.
فيلم لبول توماس أندرسون ترشح لجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2008 يحكي قصة رجل يكتشف قوة النفط و يجبر مالكي الأراضي على بيع أراضيهم في خضام سعيه لبناء إمبراطورية تجارية في مطلع القرن العشرين. فيلم درامي قوي جداً يتحدث عن التجارة قديماً و بدايتها كقوة مسيطرة ، بطل الفيلم داني لدي لويس حاز على جائزة الأوسكار لأدائه المقنع لشخصية دانيل بلاينفيو.
الفيلم يتحدث عن قصة حياة مارك زوكبيرك مؤسس الفيسبوك، أكثر المواقع شعبية في يومنا هذا، و عن كيفية وصوله إلى هذا النجاح حيث جاء في الفيلم ” لن تصل إلى 500 مليون صديق من دون حصولك على بعض الأعداء “. للأسف أعداء مارك هم أصدقائه و شركائه، نجاح الفيسبوك يقدم عرض لخليط من العبقرية ، الحظ و انتهازية لا ترحم فلا يمكنك أخذ هذا الفيلم كدليل للحصول على ثروة طائلة لطالما حلمت بها ، فيلم لم يتوقف الحديث عن نسب الامتلاك و الحصص الأسهمية. وصل زوكبيرك إلى هنا بطريقة ليست بالجميلة فقد قام بسرقة فكرة التوأم ، خيانة صديقه المفضل و الممول الرئيسي لمشروعه، خيانة شريكه الذي ساعد على النهوض بالفكرة العبقرية، هذه بعض الجوانب التي يمكن أن تلقاها في حياتك اليومية و مارك استخدمها جميعها للوصول للقمة. من بطولة جيسي ايزنبيرغ و إخراج دافيد فينشير.
إدارة أعمال من ناحية مختلفة في هذا الفيلم فيتم الثناء على إمبراطورية المخدرات التي أسسها فرانك لوكاس (دينزيل واشينتون) و التنظيم الإداري الذي تحلى به نظامه المالي الناجح جداً، مستعيناً باستراتيجيات معينة يطبقها في وقت واحد. يتحدث الفيلم عن عمل محقق يدعى ريتشي روبيرتس (روسيل كرو) لهدم هذه الإمبراطورية بأي ثمن. بالرغم من أن هذا الفيلم يتحدث عن تجارة المخدرات و لكنه يحتوي على حكمة في إدارة الأعمال لا مثيل لها ، و الكثير من الأمور التي يمكن تعلمها و طبعاً استثمار هذه الأفكار بعيداً عن المخدرات. فيلم رائع “مقتبس عن أحداث حقيقية” و أداء استثنائي لا يعلى عليه ، ومن إخراج رايدلي سكوت.
بعيداً عن كل المشاكل و الانحطاط في مجال تبادل الأسهم ، هذا فيلم يتحدث بالمجمل عن الأمل، الأمل الذي يجب التحلي به للوصول إلى أهدافك في هذه الحياة و القدرة على تخطي العقبات التي ستتواجد لا محالة في طريقك لأحلامك و طموحاتك، كريس غاردنر رجل مبيعات في وضع سيء جداً يصبح الوصي الوحيد لأبنه بعد ترك زوجته لهما ، لم يقضي بيل وقته في التفكير بحياته السيئة و اليأس بل قرر دخوله لفترة تدريبية قدرها 6 شهور من دون راتب قد تمنحه في النهاية وظيفة أحلامه ، السلوك الطيب ، العمل الجاد المخلص و التفاني الكبير جعله يحظى بالعمل في النهاية. الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية من بطولة ويل سميث و إخراج غابرييل موتشينو.
الأعمال السيئة هي الأكثر ربحاً هذا ما يؤكده يوري اورلوف (نيكولاس كيج) في هذا الفيلم الرائع الذي يشرح حياة و عمل تاجر أسلحة اغلب زبائنه قوات أفريقية متمردة. عقبات عديدة تجاوزها يوري ليحتكر جزء كبير من تجارة الأسلحة بالإضافة إلى ما اتبعه للوصول لغايته والتفاني الذي تمثل به لعمله الإجرامي و لكن مع ذلك إبداعي. فيلم موضوعه الرئيسي ربما الأسلحة و لكن دهاء يوري الاقتصادي و خططه الإدارية الناجحة جعلته من أفلام إدارة الأعمال المهمة. الفيلم من إخراج اندرو نيكول.
فيلم يتحدث عن بنك خيالي داخل في الأزمة المالية الحقيقية، و يعرض الأبعاد الخلقية للتمويل عالي المرتبة و العمل الذي يجب فعله لتجنب السقوط المدوي الذي ستلقاه الشركات المالية و البنوك. فيتابع الفيلم عدة موظفين في بنك لمدة 24 ساعة عند بداية ظهور أول عوامل الأزمة. رؤية رائعة لجانب معين من الأزمة المالية المدوية التي أصابت العالم وكيف تتعامل معها الشركات الكبرى، من بطولة كيفين سبيسي و ستانلي توشي و من إخراج ج.سي.تشاندور.
فيلم عن تاريخ الشركتين العملاقتين مايكروسوفت و أبل موفراً وجهة نظر مثيرة عن التنافس و التحالف بين الشركتين الأكثر إبداعا في التاريخ ، و كيفية الارتقاء للأفضل لكل من الشركتين نتيجة إبداع الأخرى. هذا الفيلم يستحق وجوده في هذه اللائحة بسبب النوع الاستثنائي من التفاني ، التضحية ، المثابرة و الابتكار التي يجب أن يمر بها الشخص ليصبح فاحش الثراء ، من إخراج مارتين بيورك.
فيلم جديد عن إدارة الأعمال و الول ستريت تحت عنوان The Wolf Of Wall Street يتحدث عن قصة حياة جوردان بيلفورت سمسار بورصة يرفض التعاون في قضية احتيال كبيرة لشركات الأمن تتضمن الفساد في وال ستريت وعالم الخدمات المصرفية للشركات و تسلل العصابات، بالإضافة إلى وجود جانب الحفلات و هذه الأمور التي تشرح الطمع و الطريقة التي كان يصرف المال بها عبر لمحة كوميديا سوداء. الفيلم من بطولة ليوناردو ديكابريو و من اخراج مارتن سكورسيزي، سيعطي لمحة عن خياة شخص من أكثر الوجوه المألوفة و القوية في عالم الأسهم و إدارة الأعمال.