وكالات - الاقتصادي - هل شاهدت سابقًا أحد المواقف الذي يتلخص في إصابة شخص ما بالخوف والاضطراب الشديد، وكان السبب يبدو شيئًا لا يستحق كل هذا الخوف؟ إذا كان الأمر كذلك، فعليك أن تعرف بأن هذه أعراض فوبيا مَرضيّة حقيقيّة، قد تتحول إلى مرض نفسي مزمن إذا لم يتم مُعالجتها!
في إطار ذلك ظهرت مُؤخرًا حالة فوبيا جديدة تُعرف باسم النوموفوبيا Nomophobia، وهي تعني الخوف الزائد من فقدان الهاتف المحمول، أو تركه في المنزل، وكلمة Nomophobia هي اختصار للمصطلح No-Mobile-Phone-Phobia.
فعندما تلاحظ امرأة شابة أنها نسيت هاتفها الجوال تصاب فجأة بالاضطراب والرعب؛ فهذا لأن المرأة “صاحبة الكارثة” على قناعة ويقين راسخ بأنها -بلا شك- سوف تفوّت مكالمة هامة، وأن هذه المكالمة قد تكون من أجل إنسان بين الحياة والموت. وهذا القلق لا ينفك عنها أبداً، فتشعر أحياناً بالقلق والذعر نفسيهما، حتى والهاتف معها؛ فإن هذه المرأة مريضة وبحاجة للعلاج.
عن هذه الحالة، يقول البروفيسور يورغن مارغراف، من جامعة الرور في بوخوم: “في أغلب الأحوال، تسبق الإصابة بهذه الفوبيا تجربة أساسية حاسمة”.
وذلك لأن هذه التجربة المخزنة بأحداثها كاملة في المخ، هي التي تطلق هذه السلسلة المتتابعة من ردود الفعل بالجسم، في حالة وجود أحد المثيرات المعَينة.
على سبيل المثال، قد تكون تلك المرأة التي تعاني النوموفوبيا قد وجدت نفسها ذات مرة بجوار شخص مصاب بجروح خطيرة، ولم تتمكن من إجراء مكالمة لطلب الطوارئ لإنقاذه؛ لأن هاتفها الجوال لم يكن معها.
في هذه الحالة يجب على الفور استشارة طبيب نفسي؛ إذ يقول البروفسور بيتر فالكاي، مدير قسم الطب والعلاج النفسي بجامعة لودفيغ ماكسيميليانز بميونخ: “يتم التغلب على هذه الفوبيا عادةً بطرق العلاج السلوكي المعرفي”.
في هذه الطريقة، يلعب المعالج على المواقف التي من المحتمل أن تكون الباعث وراء هذا الخوف الشديد. يحللها بهدوء، ويقترح بعض الحلول الممكنة. يضيف فالكاي: “غالباً ما تتحسن حالة المريض بعد بضع جلسات فقط”. ويمكن الاستعانة مع هذا العلاج ببعض مضادات الاكتئاب الخفيفة.
يقول البروفيسور ماركوس بانجر، كبير الأطباء بقسم الأمراض النفسية والمدير الطبي بمستشفى LVR في بون، إن نوع الفوبيا يحدد طريقة العلاج، ففي حال الإصابة بالنوموفوبيا Nomophobia، على سبيل المثال، يجب تدريب المريض على أن يصبح أكثر استغناء عن هاتفه الجوال”.
ويُطلب من المريض مثلاً أن يتوقف عن النظر في هاتفه كل 5 دقائق، ليصبح كل 10 دقائق، ثم 15 دقيقة، كخطوة أولى. ويتم بعد ذلك زيادة هذه الفواصل الزمنية بالتدريج.