الاقتصادي - (العربي الجديد) - كان عام 2017 جيداً بالنسبة لمنصة تبادل مقاطع الفيديو "يوتيوب" ، إذ استمرت في توسيع سيطرتها، باعتبارها أكبر منصة فيديو في العالم، لكن صورتها اهتزت بطرق عديدة، ما جعلها تتأثر على مستوى الصورة، لكن ليس على مستوى النمو. وفي يونيو/حزيران، أعلنت أن مستخدميها الشهريين بلغوا ملياراً ونصف المليار، لكنها نفس السنة التي عرفت فضائح عدة تتعلق بالرموز والأطفال.
وتمتلك "يوتيوب" قاعدة المستخدمين الثانية مباشرة بعد عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بينما لا تزال تحظى بثقة المبدعين. ووفقاً لتحليل "فوربس"، فقد حققت القنوات العشر الأولى على "يوتيوب" 127 مليون دولار في عام 2017، أي بزيادة قدرها 80 في المائة عن العام السابق.
الصورة تضررت
من حيث صورتها العامة، كان عام 2017 أيضاً الأسوأ بالنسبة لـ"يوتيوب"، إذ تأثرت بخطأ أبرز نجومها PewDiePie الذي رصد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" استخدامه للصور النازية والنكت المعادية للسامية، وهو ما تسبب في إلغاء صفقة مع "ديزني"، كما ألغت "يوتيوب" مسلسله من قائمة أعمالها الأصلية.
ومع ذلك لم يتأثر نمو هذه الخدمة إلى حد كبير بهذه المشاكل، إذ نقل موقع "ذا فيرج" عن المحلل في "بيفوتال ريزارتش"، براين فايزر، قوله إن سلسلة الفضائح لم تؤثر على حماس المستثمرين في أسهم "غوغل"، ولم يكن هناك أي تأثير على أرباح الشركة، وعادت العلامات التجارية الكبرى بسرعة، كما تخطط لرفع الأسعار التي تفرضها على المعلنين في العام المقبل.
سبب الشهرة والمشاكل
يُعدّ جمهور الشباب وصغار السن السبب الرئيسي لنجاح "يوتيوب"، كما أنه أحد أكبر مشاكلها، إذ تحظى المنصة بشعبية كبيرة، ليس فقط بين المراهقين، بل حتى بين الأطفال الذين لم يتعلموا القراءة بعد، فمحتوى الأطفال هو الآن واحد من الأنواع الأكثر شعبية.
ومنذ طرحه عام 2015، تم تحميل نسخة الأطفال من يوتيوب عشرات الملايين من المرات، وجمعت أكثر من 70 مليار مشاهدة، وأظهرت البيانات الأخيرة أن خمساً من أفضل 15 قناة في أنحاء العالم هي مخصصة لمحتوى الطفل، بحيث تعتمد العديد من قنوات الأطفال الأكثر شعبية على الإشارات ما قبل اللفظية والألوان الزاهية والأصوات المضحكة والرسوم الكاريكاتورية البسيطة، مما يمنحها تأثيراً أكبر.
لكن في نوفمبر/شرين الثاني، أُجبرت "يوتيوب" على الاعتذار، بعد عرض مقاطع فيديو غير ملائمة ومزعجة على تطبيق الأطفال، وتعهدت الشركة بالقضاء على الجهات الفاعلة السيئة. وبعد أسبوع، تحول التركيز إلى أشرطة الفيديو الموجهة للأطفال والتي تتضمن تعليقات جنسية، وبعد أسبوع اشتعلت حملة مقاطعة إعلانية. وفي هذه الأيام، أثارت التقارير الجديدة أسئلة عن تعرّض الأطفال للخطر واستغلالهم في مقاطع فيديو تبدو ظاهرياً صديقة للطفل والأسرة.
أزمة المعلنين
في نوفمبر الماضي، قامت شركات كبيرة كـHP وMars بسحب إعلاناتها عن الموقع، بعدما كشفت تحقيقات لـ"باز فيد" و"تايمز" أنّ إعلانات تلك الشركات تظهر إلى جانب أشرطة فيديو استغلالية للأطفال، أو بريئة ومليئة بالتعليقات المتحرشة جنسياً بهم (بيدوفيليّة). وتعهّدت شركات كـ"مارْس" و"دياجيو" و"ليدل" بعدم العودة إلى "يوتيوب" إلا بعد تقديم الشركة "ضمانات مناسبة".
وأواخر مارس/آذار الماضي أيضاً، خسر "يوتيوب" الملايين، بعدما سحبت شركات عالميّة إعلاناتها من موقع الفيديوهات الأكبر، بعد خرقه مبادئ الدعاية في الأسواق، عبر سماحه بظهور إعلانات بجوار لقطات مصورة تتضمن رسائل معادية للمثليين وللسامية.
وحينها، أوقفت شركات أميركيّة، كـAT&T وفيريزون وGSK وولمارت وجونسون آند جونسون وغيرها، دعاياتها في "غوغل"، بعد سحب شركات بريطانيّة الإعلانات إثر تحقيق أجرته "ذا تايمز".