فرضت لامبورجيني نفسها على مر الخمسين عاما المنقضين واحدة من أهم وأكثر صناع السيارات أصالة بالعالم، فكمنافستها فيراري، لم يكن الطريق ممهدا للامبورجيني، ولكنها واجهت العديد من التقلبات المالية لتستحق مكانتها الحالية بين نظيراتها الأكثر شهرة بالعالم.
فبمجرد ذكر اسم لامبورجيني تتوارد إلى الأذهان السيارات الخارقة الأيقونية التي قدمتها صانعة السيارات الإيطالية لمحبيها .. إلا أن الوضع لم يكن دائما كذلك، فبعد الحرب العالمية الثانية لاقى فيروتشو لامبورجيني في صنع المعدات الزراعية لإعادة بناء أوروبا، فكيف تحولت إنتاج لامبورجيني من معدات زراعية لأفضل السيارات الخارقة في العالم ؟
في الحقيقة، تضاربت الأقوال بهذا الصدد، فهناك من يدعي أن فيروتشو قرر بناء سياراته الخاصة بعد أن سئم إنزو فيراري من تعديلاته المستمرة لسيارات فيراري الرياضية، وهناك من يدعي أن لامبورجيني إتجه لبناء سياراته الخاصة لما رأى أنها ستعود عليه بفوائد هائلة .. وعلى كلٍ، فإن الحقيقة ليست بعيدة عن تلك الإدعاءات.
وحيث أن فيروتشو كان من مواليد برج الثور، ناهيك عن كونه مشجع متعصب لمصارعة الثيران، فقد إستخدم رمز الثور الهائج كعلامة تجارية مميزة لسياراته .. مسميا سياراته تيمنا بأسماء ثيران المصارعة آنذاك.
وقد بأت صانعة السيارات الإيطالية مشوارها في عالم السيارات عام 1963 بعرضها الأول لسيارة 350GT، تلاها عدد من سيارات 350 GT الكشف التي مثلت الأناقة في عصرها.
ولتصميم هيكل 350 الفريد، قام فيروتشو بتعيين فريق مصممين متميز، والذي لم يتوقف عمله عند ذلك فقط، بل قام بتصميم سيارته أستون مارتن الأيقونية DB5 (الشهيرة في سلسلة أفلام جيمس بوند) .. ذلك بالإضافة لتصميم عدة نسخ لهيكل فيراري 166 التي لاقت صيتا ورواجا كبيرا في ذلك الوقت.
بحلول ذلك الوقت قرر فيروتشو بناء محركه الخاص، الأمر الذي جعله يستعين بمدير تطوير فيراري السابق جيوتو بيزاريني، وهو ذات الشخص الذي قام بالإشراف على تطوير عدد من سيارات فيراري الأسطورية كـ 250 GT0.
وبالفعل، قام بيزاريني بتصميم محرك 3.5 لتر 12 سلندر، والذي كان واحد من أقوى محركات عصره، كما قدم لمهندسي لامبورجيني منصةرائعة أمكنهم تحسينها وتطويرها بعد ذلك .. وبمرور الوقت أصبح محرك بيزاريني أكثر قوة وتطورا بتقنيات تكنولوجيه أكثر حداثة.
ثم قامت لامبورجيني بإطلاق سياراتها الأنيقة والجريئة ميورا، والتي يعتبرها البعض أولى السيارات الخارقة للعلامة الإيطالية. وقد تم تدشينها بمعرض جينيف للسيارات عام 1966، لتخطف أنفاس الحاضرين بمستوى أناقتها الغير مسبوق.
وقد أستخدمت ميورا محرك بيزاريني، ولكنه هذه المرة جاء مثبتا في منتصف السيارة خلف مقعد السائق، على عكس التقليد الشائع.