وكالات - الاقتصادي - قامت شركة "جوجل" بتطوير نظام ذكاء اصطناعي، والذي قام بإنشاء ما يمكن تسميته بالذكاء الاصطناعي الابن.
وقالت صحيفة الاندبندنت في الخبر الذي نشرته، إن "نظام الذكاء الاصطناعي الأصلي قد قام بتدريب عملية إنتاجه لتبلغ هذا المستوى العالي، وليتفوق على جميع الأنظمة الأخرى التي أنشأها البشر".
وكشفت شركة جوجل عن مشروعها "AutoML" في شهر أيار/ مايو، والذي يهدف إلى تسهيل تصميم نماذج التعلم الآلي من خلال أتمتة-جعلها أوتوماتيكية- العملية.
وقالت الشركة: "من خلال النهج الذي نتبعه، فإنه بإمكان وحدة تحكم الشبكة العصبية اقتراح "نموذج بناء ذكاء اصطناعي وليد"، والذي يمكن بعد ذلك أن يتم تدريبه وتقييمه لأداء مهمة معينة بعد ذلك".
وتابعت: "يتم استخدام هذه التغذية الراجعة لإبلاغ وحدة التحكم عن كيفية تحسين مقترحاتها للجولة المقبلة، ونكرر هذه العملية آلاف المرات - لتوليد نماذج مصغرة من الذكاء الاصطناعي جديدة، واختبارها، وإعطاء ردود الفعل إلى وحدة التحكم للتعلم منها".
وتم استخدام خطط مشروع "Automl" في تشرين الثاني/ نوفمبر لإنشاء "Nasnet"، وهو "منتج" بنظام ذكاء اصطناعي مصمم للكشف عن الكائنات، والذي تفوق على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا أساليب بناء آلات التعلم التي بُنيت للمسابقات الأكاديمية من قبل البشر.
وقامت جوجل لاختبار "Nasnet" بتجربته على تصنيف الصور "ImageNet" ومجموعة بيانات الكشف عن الكائن "COCO"، واللتان تم وصفهما بأنهما "اثنتين من مجموعات البيانات الأكاديمية الكبيرة الأكثر احترامًا في منظور الكمبيوتر".
وحقق "Nasnet" في تصنيف الصور"ImageNet" دقة تنبؤ بنسبة 82.7 في المائة، وهي أفضل بنسبة 1.2 في المائة من جميع النتائج المنشورة السابقة.
بينما حقق "COCO"، نسبة 43.1% وهي أفضل بنسبة 4% من التكنولوجيا السابقة "تنبؤ الأداء في مهمة الكشف عن الكائن".
وقال الباحثون الذين يملكون نسخة NASNet مفتوحة المصدر: "نأمل أن يتمكن مجتمع التعلم الآلي الأكبر من بناء مثل هذه النماذج لمعالجة العديد من مشاكل أنظمة رؤية الكمبيوتر التي لم نتخيلها بعد".
هل أصبحت المخاوف مبررة
يذكر أن رئيس شركة تسلا "أيلون ماسك" كان قد حذر هو وعلماء آخرون من سيطرة الذكاء الاصطناعي على الحياة، وأبدو مخاوف من أن يتمكن من الهجوم والقضاء على البشر، فهل أصبحت مخاوفهم مبررة الآن؟.
يصعب علينا أن نقاوم وجود الذكاء الاصطناعي فهو موجود منذ سنوات طويلة وتقوم عليه العديد من الصناعات والتكنولوجيا الحديثة بحسب ما قال أستاء الأمن الالكتروني احمد حسين العمري.
وتابع العمري في حديث لـ"عربي21": "أن تتم مقاومته فهذا ضرب من الجنون، لأن معظم التقنيات الحديثة قائمة عليه، وهناك منتجات وبرمجيات تستطيع القيام بوظائف البشر المعقدة، حتى أنها تسير مركبات الفضاء والأسلحة المتطورة وتتخذ القرارات نيابة عن الإنسان".
وأضاف: "لكن المهم كيف نستغله لصالح البشرية، فإن لكل منتج ضريبة واستغلال هذا المنتج للإضرار بالآخرين هو موجود وقائم، ولا يمكن مكافحته بمعزل عن النظرة الشاملة لأمن المعلومات والقرصنة الإلكترونية".
وأشار العمري إلى أن جوجل تنوي من خلال هذا الاختراع بأن يصبح الذكاء الاصطناعي قادر على توليد ذكاء اصطناعي آخر، وهذا ما تعمل عليه مراكز الأبحاث العالمية وخصوصا البنتاغون.
وخلص بالقول إن "الحروب القادمة ستعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولهذا أجد لبعض هذه المخاوف تبرير منطقي".