رام الله-الاقتصادي-استعادت أسواق الذهب في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، الحياة من جديد خلال الشهر الماضي، بعد تراجع أسعار المعدن الأصفر، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وبلغ سعر جرام الذهب الواحد، اليومين الماضيين، في السوق الفلسطينية، 22 ديناراً أردنياً (قرابة 31 دولارا)، مقارنة مع 29 ديناراً أردنياً (40.9 دولار)، خلال الفترة المناظرة من العام الماضي.
ويباع الذهب منذ عقود في الأراضي الفلسطينية، بعملة الدينار الأردني، لأسباب مرتبطة بانخفاض نسبة تغير سعر صرفه أمام سلة العملات الأخرى، ولأن العملة الأردنية مرتبطة صعوداً وهبوطاً بالدولار الأمريكي.
واعتبر مدير مديرية المعادن الثمينة في وزارة الاقتصاد الفلسطينية، يعقوب شاهين، أن هذا الإقبال يترافق مع موسم الأعراس، والذي جاء لمصلحة المقبلين على الزواج، "كما أن العديد من المستثمرين بدأوا بادخار الذهب كملاذ آمن بدلاً من الأموال".
وأضاف في تصريح هاتفي مع الأناضول، أن "ثقافة جديدة لم يتجاوز عمرها العام الواحد، بدأت تظهر في السوق الفلسطينية، تتمثل في شراء الأونصات أو الليرات الذهبية الخالصة من قبل الزبائن، بهدف الاستثمار، على أن يعاودوا بيعه لاحقاً مع ارتفاع الأسعار".
ووفق أرقام صادرة عن مديرية المعادن الثمينة، فإن إجمالي مبيعات الذهب خلال العام الماضي، في السوق المحلية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بلغت 10 أطنان (7 في الضفة الغربية، و 3 في غزة).
وقدر شاهين، مبيعات الذهب حتى نهاية العام الجاري، بنحو 12 طناً، مشيراً إلى أن "إجمالي مبيعات الذهب، خلال النصف الأول من هذا العام، قاربت 6 أطنان".
وتعرضت مببعات الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى تراجع غير مسبوق، بسبب الأزمة المالية التي تعرضت لها حكومة التوافق الفلسطينية، بسبب حجز إسرائيل لإيرادات المقاصة الشهرية، والبالغ متوسط قيمتها 170 مليون دولار أمريكي، بحسب حديث لعدد من صاغة الذهب مع الأناضول.
وإيرادات المقاصة هي الأموال التي تجبيها إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين على البضائع الصادرة والواردة من وإلى فلسطين، وتستخدم الحكومة الفلسطينية هذه الأموال بشكل رئيسي لتوفير فاتورة رواتب الموظفين العموميين.
وفي تصريحات متطابقة، ذكر صاغة الذهب الذين التقاهم مراسل الأناضول في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أن مبيعاتهم للعام الجاري، خاصة في موسم الصيف الحالي، ارتفعت بنسبة 40٪، مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الماضي.
والأراضي الفلسطينية، حالها كحال العديد من الدول العربية والإسلامية، والذين يرون في المعدن الأصفر، نوعاً من الهدايا التي تقدم في المناسبات الرسمية، وخاصة مناسبات الزواج والخطوبة.