أطلقت مجموعة من خبراء أسواق المال وكبار المستثمرين،أجراس الإنذار، حيال خطر وشيك تمثله الأوعية الاستثمارية المستحدثة في أسواق المال التي تجاوزت قيمتها 1.5 كوادريليون دولار أو 1500 تريليون دولار.
ووصفت شركة "غلوبال ريسيرتش" للأبحاث، تلك الأوعية التي تشمل التداول في العقود الآجلة والخيارات والضمانات وصفقات تبادل الدين، بأنها قنبلة موقوته وشيكة الانفجار، لتذهب بالحضارة الغربية المعاصرة.
وقدر بنك التسوية الدولي حجم هذه الأوعية المسمومة في أسواق العالم بنحو 700 تريليون دولار أو ما يفوق حجمها قبيل أزمة عام 2008، بنسبة 20٪. وانضم كل من بول كريغ روبرتس ووارن بافيت إلى بوب تشابمان في التحذير من تحويل وول ستريت إلى كازينو لممارسة اللعب بأسواق المال، بدون قوانين تضبط آليات اقتناص الأموال، ما يعني أن الفشل الكارثي هو النتيجة الحتمية لهذا الفلتان وما هي إلا مسألة وقت فقط.
وتكمن مشكلة الأوعية المسمومة في كون قيمتها تعتمد على صدقية الأطراف، وأنها بدون ضمانات، كما أن أرباحها مبالغ فيها. ويقول وارن بافيت "يعتمد تقدير أرباحها على مغالطات حسابية قد لا تنكشف لعدة سنوات".
وعندما يسأل رؤساء الشركات مديري الحسابات عن نتائج شركاتهم في فصل من الفصول يكون الجواب: "كم تريدها؟" ثم يعمدون للتلاعب في الأرقام، بما يناسب هذا النهج الفاسد من الإدارة.
وبات مجلس الاحتياطي الفيدرالي ألعوبة في يد القوى المالية في وول ستريت، رغم ما تحاول بعض أشهر الصحف، ومنها "واشنطن بوست" من تزيينه.
ولا يقتصر التزوير على الصحافة، بل إن مراكز بحث متخصصة أفادت في تقارير مدفوعة الأجر بأن البنوك الأمريكية في وضع مالي أفضل بكثير مما كانت عليه بعد عام 2008، وأنها اجتازت اختبارات الشدة بنجاح، إلا أن المخفي أعظم. فقد تجاهلت اختبارات الشدة وأبحاث الباحثين الحمل الثقيل من الأوعية المسمومة الذي تنوء تحت ثقله كبريات البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية، ما يهدد بانفجار القنبلة قريباً.
وهكذا تسود ثقافة الكازينو في أسواق المال. وعندما يكشف اللاعبون فيها عن جيوبهم الفارغة، وعجزهم عن تسديد التزاماتهم حيال تلك الأوعية المسمومة، تبدأ الفقاعة فبالانفجار، وما هي إلا مسألة وقت حتى تنتهي صرعة أسواق المال المعاصرة.
وكالات