الاقتصادي- لم يتوقع حاتم فيضي عندما أنهى الثانوية العامة بمعدل 62 أن يتمكن من تحقيق ما كان يحلم به.
فيقول: "كان أبي يقول لي أنه لا يوجد في عالمنا مستحيل، وهذا ما استنتجته، من خلال خبرتي في الحياة، فعندما انهيت مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) بمعدل 62 للفرع العلمي، جاءني شعور بالفشل وأحسست أن مستقبلي قد ضاع، وبت أفكر في إعادة التوجيهي أو الهجرة إلى الخارج".
ويتابع: "كنت أريد أن أكمل مشوار أبي في الهندسة، لذا عندما رأى أنني أصبت بالإحباط، اقترح علي أن التحق بمدرسة تقنية، نظرًا لحاجة السوق الفلسطينية للمهنيين، ورغم أن الفكرة لم تقنعني إلا أنني قررت في النهاية خوض هذه التجربة، والالتحاق بكلية هشام حجاوي التكنولوجية، تخصص الاتمتة الصناعية".
وخلال سنته الأولى حاز حاتم على المرتبة الأولى على الدفعة، ومن هنا بدأ تعلقه بتخصصه وفخره به.
لكن لم يكتف حاتم بهذا الإنجاز، بل بدأ في آخر فصل له في الجامعة بتجميع أفكار حول مشروع تخرج حديث وعصري، يواكب تطورات الحياة التكنولوجية، ويوضح: "جئت بفكرة مشروع منزل ذكي، يتكون من مجموعة من الدوائر الكهربائية المرتبطة مع بعضها البعض لتشكل نظامًا كاملاً يحتوي على تدفئة مركزية، مع تحكم بدرجة الحرارة المطلوبة، وأنظمة التحكم عن بعد، وحماية من السرقة، وإنذار وإطفاء للحريق، وري اوتوماتيكي، وتوفير الطاقة من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية، وحصلت فيه على علامة الامتياز".
تميز دراسي ثم مهني
أنهى حاتم دراسته مستعدًا لاقتحام السوق، وبدأت في المرحلة العملية، حيث كان اول عمل لي في شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا بمسمى وظيفي فني صيانة، ثم في شركة القدس للمصاعد والادراج الكهربائية بالمسمى نفسه، ثم استقر في شركة الشرق الادنى للصناعة والتجارة (زيت صافي)، وشركة الارض للمنتوجات الزراعية احدى مجموعة شركات عنبتاوي، وذلك بوظيفة فني صيانة كهرباء وميكانيك.
ويضيف: "بحمد الله وخلال 3 شهور اثبت كفاءتي وتم تثبيتي والانتهاء من الفترة التجريبية بنجاح، فطورتني الشركة وعززت قدراتي من خلال الدورات المكثفة على كيفية ادارة العمليات الانتاجية، بالإضافة الى ازدياد خبرتي في مجال الميكانيك والنيوماتيك، حتى عينت مسؤول الصيانة بالشركة".
"سأتابع العمل حتى النجاح"
بعد مضي عام على عملي، قررت شراء سيارتي الخاصة، لكن لم تكن تحوي هذه على مكيف للهواء، فبدأت بالعمل على طريقة لتبريد غرفة السيارة دون التدخل في محركها، لذا أجريت بتجارب كثيرة ومعقدة كانت تطلبت أدوات وقطع غير متوفرة في الوطن، لكنني تابعت العمل حتى نجحت... أعتقد أنني أتعامل مع المكيف مثل حياتي، سأبقى أعيد تجاربي حتى أخرج بنتيجة مرضية".