بيروت – الاقتصادي – ميرنا حامد - حين تدخل مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت خلال ساعات الظهيرة، تستقبلك صيحات أطفال المخيم الذين يملؤون الشوارع والأزقة بهجة وفرحاً، وهم يتراقصون بمكانس التنظيف، ويملأون العربات بما تجمع من نفايات، وغناءهم وتصفيقهم الحار يصدح في أرجاء المخيم كافة.
رقصات الأطفال هذه تندرج ضمن "مشروع بسمة" الذي أطلقه الناشط المتخصص في علم النفس أحمد الصالح، في مخيم برج البراجنة ضمن مشاريع "لجنة حي التراشحة" في المخيم.
وفي حديث لموقع "الاقتصادي"، يقول صالح: "انطلقت الفكرة من وجوه أطفال المخيم التي لم تعد تبتسم كما كانت من قبل؛ بسبب غياب الملاعب والمساحات الواسعة في المخيم منذ 10 سنوات، إضافة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي يشهدها المخيم".
ويضيف صالح: "بدأت الفكرة بعينة صغيرة من أربعة أطفال سوريين، يكنسون الطرق بحماس واستمتاع، حينها توسع النشاط ليشمل عدداً كبيراً من أطفال المخيم يكنسون الأحياء يومياً وسط التصفيق والغناء والمرح".
ويزيد: "بعد الانتهاء من تنظيف الطريق نذهب إلى الدكان لشراء هدايا بسيطة للأطفال، وهي عبارة عن مشتريات وحلوى وألعاب رمزية".
وعن الهدف من مشروع "بسمة"، أوضح أنه لتعبئة وقت الأطفال بأعمال مفيدة لهم، ولتشجيع الأهالي على مساعدتهم في الحفاظ على نظافة المخيم، خاصة أن النفايات تتراكم بشكل كبير في الأحياء منذ ساعات الصباح.
ولفت صالح إلى أن المشروع حاز على تشجيع ودعم من قبل الأهالي والأطفال في المخيم، حيث يضم حالياً 42 طفلاً، إضافة لطلبات الأهالي وخاصة الشبان في مساعدتنا بالتنظيف.
الطفل أحمد سليم قال لموقعنا: "نقضي أوقاتاً ممتعة خلال كنس الطرقات، نتعلم النظافة ونتحمل المسؤولية ونحافظ على بيئة المخيم وصورته".
فيما وصف الطفل فادي خليل فرحته بالحلويات اللذيذة والمشتريات التي يحصل عليها لقاء تنظيفه للطرقات.
بدورها، اعتبرت أم وائل أن "المشروع ناجح وفعال، فهو يشغل أوقات الأطفال في عمل مفيد يعلمهم النظافة ويدمجهم مع أطفال المخيم الآخرين، وينمي لديهم حس المسؤولية، كما يستمتع الأطفال ويفرحون في أجواء الأغاني والرقص".
وقال الحاج أبو وليد إن "تنظيف الأطفال للطرقات يقلص من أزمة تراكم النفايات في أحياء المخيم، فنحن نعاني منذ مدة، وناشدنا المعنيين دون جدوى، لذا أتمنى أن يستمر هذا المشروع".