الاقتصادي- يحكى أنه كان هناك فتى صغير اسمه جوني وورد، عاش في أيرلندا الشمالية مع أمه، التي تولت رعايته وتربيته وحدها... عاشا كلاهما فقرًا وأوضاع مادّية قاسية مثل برد أيرلندا.
ومرّت الأيام وكبر الطفل الذي كان يومًا ما مسكينًا، وتقلبت الموازين وبات الولد الفقير الآن مديرًا لشركة جنت منذ نشأتها مليون دولار أميركي.
فكما يبدو ليست النهايات السعيدة حكرًا على قصص الخيال، وجوني المليونير، ابن الواحد وثلاثين عام، خير دليل على ذلك.
لكن كيف انقلبت حياته؟ وكيف بدأ مشواره نحو الثراء؟
عام 2009 انتقل وورد للعيش في أستراليا، حيث حصل على وظيفة ذات أجر عال جدّا، في قسم المبيعات في شركة متخصصة بتنظيم مؤتمرات وفعاليات للمؤسسات المختلفة، وكان مرتبه الشهري يصل آنذاك إلى 20 ألف دولار أميركي.
كانت وظيفته هذه نقطة تحول في حياة وورد، الذي يقول: "لم أعتد امتلاك هذه المبالغ من الأموال، فترعرت في عائلة ميسورة الحال، لذا ما زلت أحافظ كثيرًا على أموالي، فترعبني فكرة الرجوع إلى الفقر".
بعد أن تخرج عام 2006 من جامعة إنجلترا، عمل وورد مستشارًا في مخيم صيفي أميركي، ثم شارك لمدة 5 أسابيع في أبحاث طبية أجراها مشفى إيرلندي، وهكذا جمع بعض الأموال (2000-3000 دولار) للسفر إلى تايلاند، حيث عمل هناك في مجال تعليم اللغة الإنجليزية.
بعد ذلك، حالفه الحظ ليجد وظيفته التي استقر عليها في أستراليا، والتي كانت تؤمّن له مرتبًا عاليًا، ورغم ذلك بدا بالنسبة له أنها غير مرضية على صعيد شخصي. ويقول وورد: "لم تكن الوظيفة، منذ ارتفاع أجرها، مرضية بالنسبة لي... كان عليّ الاستئذان قبل مغادرة مكتبي، أو عند اضطراري لأخذ إجازة، وشعرت كأنني فقدت حريتي، فلم أكن أجيد يومًا الالتزام بالقوانين أو الرضوخ للسلطة".
لم يصمد وورد أكثر من 6 شهور في عمله بالمبيعات، وعندما حاول تقديم استقالته، عرض عليه مديره ترقية براتب مضاعف، وإقامة أسترالية، فما كان عليه لا أن يوافق.
"كما في المرة الأولى، أحسست بأن الوظيفة تقيدني، ولم استمر فيها أكثر من 4 شهور"، يقول وورد.
خرجت من الشركة، وفي جيبي وحسابي البنكي، مبالغ لم أرها او أفكر فيها بحياتي، لذا قرّرت ان أحضر مباريات كأس العالم للعام 2010، التي انعقدت في جنوب أفريقيا، بعد ذلك، فكرت أن أتعرف على زمبابوي، وفعلا حجزت في أول رحلة وذهبت إلى تلك البلد التي لم أعرف عنها سوى اسمها.
قبيل رحلته إلى أفريقيا، كان وورد قد أعد مدونة إلكترونية (Onestep4Ward) خصصها لتوثيق رحلاته وسفرياته واكتشافاته التي كان ينوي المضي نحوها بعد أن جمع أموالا طائلة.
يقول وورد: "التكنولوجيا وأنا لا نتصادق، فنسيان كلمة سرّ حسابي على "فيسبووك"، كان معاناة بالنسبة لي! وعندما كنت أسمع الناس يتحدثون عن جني المال عبر الإنترنت، كنت اعتقد أنهم يهذون، لذا عندما تمكنت من الحصول على مبلغ زهيد جدًا من مدونتي لم أكن أصدق الأمر!".
ويتابع: "أذكر حتى اليوم أول دولارات جنيتها عبر الانترنت، حيث تواصل شخص معي كي ينشر إعلانًا له على مدونتي، ودفع لي مقابل حجز البقعة على مدونتي 80 دولارًا أميركيًا. كان مبلغ تافهًا مقارنة بما جنيته في عملي السابق، إلا أن تأثيره كان كبيرًا عليّ، وغيّر طريقة تفكيري كليًا".
بدأ وورد رحلته نحو التعرف على دول العالم، واستفاد من الرؤى والتغذية الراجعة التي كان يتلقاها على مدونته، في عمل آخر، حيث انشأ شركة إعلام إلكتروني باسم: "Step4Ward Media".
كانت شركته الإعلامية تعمل في مجال الخدمات الإلكترونية، مثل إعداد محتويات ونصوص وإدارتها، ومحركات بحث. ويعمل وورد عن بعد، مع 4 أشخاص، وحصدت شركته منذ انطلاقها قبل 3 أعوام، مليون دولار أميركي، بمتوسط (ألف دولار يوميًا).
مليونير لا يحب الإسراف
ويبيّن وورد أن الحالة الاقتصادية السيئة التي لازمته وأمه لسنوات جعلت منه شخصا محافظا لا يحب التبذير، فمنذ انح حصل على أمواله اشترى بيتًا في بانكوك وآخر في لندن، إلا انه وظف شخصًا ليدير له أمواله بطريقة مثمرة.
ويدعو وورد الأشخاص الذين يحلمون بتحقيق شيء مماثل إلى العمل بجد ودون يأس، قائلاً: "ليس عليك أن تجني مليون دولار في البداية، بل 10 دولاراتن أو 50ن و100... ثم ضعها في حسابك البنكي، واحتفل بهذا الإنجاز الذي سيكون حافزك نحو المزيد".
ويؤكد وورد أهمية أن يتخذ الشخص من المدونات منبرًا لإيصال صوته، حتى وإن لم يسعى لجعل الإنترنت مهنته.
ترجمة: وفاء الحج علي