بيروت – الاقتصادي – ميرنا حامد - لم يغب شبح التهجير لحظة عن أبناء تجمع الشبريحا للاجئين الفلسطينيين الواقع شمالي مدينة صور جنوب لبنان، وغير المعترف به من وكالة "الأونروا"منذ تأسيسه في العام 1952.
فالسلطات اللبنانية لطالما هددت مراراً وتكراراً بجرف البيوت وإلغاء التجمع، بدافع بناء "الأوتوستراد" الغربي للتحسين العمراني في منطقة الجنوب.
مؤخراً، بدأت السلطات اللبنانية تنفيذ تلك التهديدات عبر توجيه إنذارات للأهالي للتوقيع على قرار إخلاء البيوت ومغادرتها في غضون 48 ساعة، الأمر الذي وضعهم في حالة من التوتر والذعر والغضب خوفاً من المصير المجهول الذي يهدد مستقبل 76 عائلة فلسطينية تقطن التجمع.
هذا الإجراء سيودي بها إلى افتراش الطرقات، كملجأ لا بديل عنه، في ظل عدم اكتراث "المسؤولين" اللبنانيين والدوليين والفلسطينيين كافة، في إيجاد بدائل سكنية تحفظ كرامة الإنسان وتوفر له المسكن اللائق الذي هو حق من حقوقه المشروعة، إلى حين تحقيق العودة الحرة الكريمة إلى أرضه في فلسطين.
إن شق "الأوتستراد" الغربي، من شأنه أن يحل نكبةً جديدةً على تجمع الشبريحا الذي يحوي حوالي 5 آلاف لاجئ يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، خاصة في ظل تهرب الدولة اللبنانية من واجبها تجاهه بحجة أنه تجمع فلسطيني لا تشمله الرعاية البلدية، وتراجع خدمات "الأونروا" على الصعد الإجتماعية والاقتصادية والمعيشية!.
فوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تتهرب من واجبها تجاه تجمع شبريحا، بحجة أنه ليس مخيماً ولا تشمله خدماتها الأساسية، وما يزيد الطين بلة، هو غياب الفصائل الفلسطينية عن لعب الدور المطلوب منها في مثل هذه الظروف المِأِساوية التي تحل بهذه العائلات المنكوبة.
عضو اللجنة الأهلية في "تجمع الشبريحا"، رشيد عوض قال في حديث لموقع "الإقتصادي" إن "التعويضات التي قدمتها بلدية العباسية غير كافية لشراء منزل في ظل ارتفاع أسعار المنازل".
عوض أكد أنه "لا نية للمواجهة والصدام مع السلطات اللبنانية رغم أننا لم نصل حتى اللحظة إلى أيّة حلول، ونتمنى أن تتمدد المهلة أكثر لعلنا نجد حلاً يلبي مطالب الأهالي".
موقع "الاقتصادي" استمع لشكاوي ومطالب بعض الأهالي، فقالت الحاجة أم لؤي التي تجاوزت الثمانين من عمرها: "طول ما فيني نفس ما بطلع من البيت، ما رح أقدر أعمر بيت جديد، وين أروح بحالي؟".
اللاجئ الفلسطيني أبو وليد اعتبر أن "التوقيع على قرار إخلاء البيوت هو بمثابة إقرار بالإعدام لن نوقع عليه"، متأسفاً لما وصل إليه الأهالي في التجمع، فمئات الأفراد متضررة من هذه الأزمة، والسلطة الفلسطينية والفصائل لم ينهز لها جفن لمساعدتنا!".
وبحرقة قلب ولوعة قال الشاب يوسف دهشة: "تعويضات البلدية غير كافية، بحثنا في مخيمات صور عن بيوت للبيع ولم نجد أقل من 60 ألف دولار، فمن أين لنا بالمال وتعويضات البلدية لا تصل للنصف؟"، مؤكداً: "نحن لسنا ضد مشاريع الدولة، لكن أنصفونا!".
الأهالي في تجمع الشبريحا يناشدون المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين بالتدخل العاجل والفوري لوقف قرار هدم منازل تجمع الشبريحا، الذي ينذر بكارثة إنسانية تطال مئات اللاجئين الفلسطينيين، أو توفير مسكن ملائم إلى حين عودتهم إلى وطنهم فلسطين.
فهل يتم تبديل القرارات المجحفة، بأخرى تتلاءم مع الشروط الإنسانية والأخلاقية المناسبة؟