وكالات - الاقتصادي - إن كُنت في زيارة إلى الدنمارك أو اسكتلندا أو النرويج، فأنت مُلزم على مواجهة الحشرات المُزعجة الماصة للدماء! لكن يختلف الحال إن كُنت تنوي زيارة آيسلندا. هذا البلد الجميل يمتاز بميزة إضافية إلى جانب طبيعته الآسرة، وهو أنه بلدٌ خالٍ تمامًا من البعوض! فما هو السر بذلك؟
رغم أن البعوض يتواجد في كل مناطق العالم تقريبًا، الباردة والدافئة على حدٍ سواء، لكن آيسلندا الواقعة في شمال أوروبا تخلو من البعوض على الرغم من من تمتعها بطقسٍ بارد مشابه لطقس بعض الدول الأخرى المجاورة كالنرويج، الدنمارك، وإسكتلندا.
وعلى الرغم من اختلاف التفسيرات حول ذلك، إلا أن العلماء الطبيعيين رجَّحوا أن طبيعة المياه والتربة الكيميائية في البلاد هي ما يمنع البعوض من النمو.
أضف إلى ذلك أن البعوض بحاجة إلى برك ضحلة لتمنح الدفء لبيضه ليفقس، لكن الطبيعة الآيسلندية تخلو من هذه البرك الملائمة. إذ أن وتيرة ذوبان جليد البحيرات وتشكله مرةً أخرى أسرع بكثير من الفترة التي يحتاجها بيض البعوض ليحصل على الدفء ويفقس، ما يجعل من المُستحيل أن تفقس بيوض البعوض إن وُجدت.
الطريف في الأمر أن بمقدورك العثور على بعوضة واحدة فقط في آيسلندا يُحتفَظ بها داخل مرطبان زجاجي في متحف التاريخ الطبيعي الآيسلندي. إذ عُثر على البعوضة مُختبئة في طائرة في فترة الثمانينيات الماضية وبقيت كشاهد على حياة حشرة منقرضة من آيسلندا!
إلا أن بعض العلماء يتوقعون أن آيسلندا لن تبقى خالية من البعوض طويلًا. فمع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري على الكوكب، وتحوّله إلى كوكب دافئ، يُعتقد أن تسقط البلد من قائمة البلدان الخالية من البعوض، وهي إضافةً إلى آيسلند، كاليدونيا الجديدة، بولينيزيا الفرنسية، وسيشل.