بيروت - الاقتصادي - اسراء لداوي - من المتعارف عليه بأن المخيمات الفلسطينية تمتاز بالازقة و الشوارع الضيقة التي لا تسمح مساحتها سوى بمرور دراجة نارية واحدة، ويصعب على سيارات الطوارئ من المرور في حالات الازمة .
فماذا لو شب حريق هائل في احدى هذه الازقة وكان من الصعب اخماده؟
وبناء من هذا المنطلق بدأت هيئة الدفاع المدني الفلسطيني، بالتحرك وتداول الموضوع ومناقشته، وعملت على خلق اساليب وطرق مبتكرة سهلت من الوصول الى تلك الازقة عبر دراجة اطفاء تسمى" الترسيكل ".
ما هو الترسيكل؟
كان للاقتصادي لقاء مع مسؤول مشروع الدفاع المدني في المخيمات "حسين ديماسي"، حيث افادنا بأن مشروع "التريسكل" بدأ في مخيم عين الحلوة قبل سنتين، ثم تم تطوير الفكرة بعد المطلب الشعبي داخل المخيمات الفلسطينية بوجود فرق دفاع مدني .
و نجح طاقم الدفاع المدني بتمويل المشروع من قبل شركة آرك البريطانية، وتم شراء المعدات بناء على الجولة التي قام بها فرق الدفاع المدني المتواجد في كل من مخيم البداوي و برج البراجنة حتى البرج الشمالي داخل المخيمات للبحث عن نقاط الضعف لديهم.، والتي كان من بينها عدم قدرتهم الوصول الى الازقة الضيقة.
وعلى أساسه قامت هيئة الدفاع بشراء معدات تساهم بتخفيف الضرر في حال نشوب حريق او أي طارئ داخل المخيم، ومنها التريسيكل.
والتريكسل عبارة عن آلية اطفاء تحمل ١٢٠٠ ليتر ميا، ولديه القدرة على الوصول بسرعة للمناطق والاحياء السكنية الضيقة، اما المضخات الإضافية النقالة فهي تصل لكل المخيم كونها توصل مباشرة الى اي خزان على الأرض أو على اسطح المباني.
ومن جهته قال بديع الهابط، الذي عمل في التطوع المدني لمدة ٣٥ سنة: "بأن عمل رجل الإنقاذ لا يقتصر على الجسد، بل يمتد ليطال الجانب الإنساني والنفسي لدى الأشخاص العالقين في الخطر.
وأضاف: أحاول الإبقاء على التواصل الدائم مع هؤلاء الأشخاص لأنهم يعلموننا الكثير من المعاني الإنسانية، وأهمها ثقافة الصمود، التي مكنتهم من احتمال ساعات الانتظار الطويلة والصعبة، وقد أمدت هذه الثقافة عناصر الدفاع المدني الفلسطيني الإصرار على المطالبة بتثبيتهم كموظفين بدل نظام التطوع الحالي و كنت انا واحد منهم ".
واضاف الى حديثه بأن آلية الاطفاء الحديثة كان لها دور كبير في انقاذ حياة اسرة كاملة في مخيم برج البراجنة، حيث تمكنوا من الوصول في الوقت المناسب، واخماد الحرائق بمساعدة التريكسل.
ويشار أن الدفاع المدني الفلسطيني، هو الجهاز المختص بخدمات الطوارىء العاملة لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم في زمن الحرب والسلم.
ويتلقى الدفاع المدني حوالي ٦٠٠ بلاغ في يوم واحد، وما زال مستمر في خدمته لابناء وطنه ويسعى نحو تأمين خدمة افضل واسرع لمجتمعه.
فهل سيتمكن من الوصول الى معدات مشابهة كالتريسكل؟ وهل سينفذ مشاريع جديدة في المستقبل القريب في سبيل الحد من الاضرار الجسيمة ؟وهل ستبقى شركة آرك الداعمة الاولى لمشاريعه المستقبلية؟