الإقتصادي - وكالات - قال خبراء إن التمثال المحطم الذي اكتُشف في موقع المدينة القديمة حاصور، عاصمة مملكة الكنعانيين في شمال فلسطين، هو "بلا شك" فرعون مصري.
وما يزال التمثال البالغ من العمر 4300 عام لغزا، فمن خلال مناقشة الاكتشاف في كتاب جديد، يوضح الباحثون أن النحت المحطم أثار عددا من الأسئلة منذ اكتشافه لأول مرة في التسعينيات، ما ترك علماء الآثار في حيرة حول كيفية انتهائه في حاصور، ويقولون إنه دُمر عمدا بعد أكثر من ألف عام من إنشائه.
وقال الباحثون إن النحت، الذي تم ترميمه، عام 1995، ومناقشته في كتاب "حاصور السابع، حفريات 1990-2012، العصر البرونزي"، ترك العديد من الأسئلة، حيث لاحظ الباحثون أن تركيز التماثيل المصرية في حاصور هو "أمر مستغرب".
وجنبا إلى جنب مع الرأس الغامض، وُجدت أجزاء من التماثيل المصرية الأخرى هناك أيضا، حيث يعتقد أنها تعود لأبو الهول.
ولاحظ المؤلفون أن "جميع التماثيل تبدو كأنها حطمت عمدا إلى قطع"، ولم يكن لـ"الرأس الملكي" الذي اكتشف في حاصور أي أطراف أو جسم يرافقه، وفقا للمناقشة التي ألقاها الباحثان سيمون كونور وديميتري لابوري.
ويقول الباحثون إن الشقوق تشير إلى أن الأنف قد تم كسره وأن الرأس منفصل عن بقية النحت قبل أن يتم تحطيمه.
وتم صنع التمثال من نوع من الصخور المتحولة المعروفة باسم "greywacke"، والتي كانت شائعة الاستخدام في الفن المصري القديم، والتي يعود تاريخها إلى نهاية عصور ما قبل التاريخ.
وهذا ما يوفر أدلة ثابتة على أصلها المصري، وفقا للباحثين، مع خصائص الوجه التي تشير إلى أنه قد يكون من الأسرة الخامسة، واستنادا إلى طبيعة التمثال نفسه، يشدد الباحثون أيضا على أنه يصور أحد الملوك.
وتابع المؤلفون القول إن "الشخص المصور يرتدي قبعة شعر مستعار قصيرة ومثبتة على شكل لولب، ويعلوها كوبرا تتشابه مع تلك التي تتواجد فوق جبهة الفرعون، وبالتالي يمكن تحديد شخصيته كملك مصري بلا شك".
ووفقا للباحثين فإن هناك العديد من الأسرار التي تحوم حول رأس الفرعون المكتشف، وحتى الآن لا توجد إجابات قاطعة حول كيفية وصوله إلى حاصور وتدميره بهذه الطريقة، وهو ما يؤكد أن "تاريخ التمثال كان معقدا جدا".
وتوجد العديد من الفرضيات بشأن وصول التمثال إلى حاصور والتي لم يتم إثبات أي منها حتى الآن، حيث تقول إحداها إنه قُدم كهدية من ملك مصر إلى ملك حاصور، ووفقا لتقدير آخر، فإن التمثال قُدّم هدية لمعبد محلي في الموقع، وغيرها من النظريات التي ما تزال مبهمة وغير مثبتة حتى الآن.