وكالات - الاقتصادي - تُعد «السبح» باختلاف أنواعها وتباين أسعارها، أحد أهم الهدايا التي ينقلها حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن والزوار والمعتمرون من المشاعر المقدسة إلى أقاربهم وأحبائهم من الأزواج والأبناء والأقارب حين عودتهم بعد تأدية فريضة الحج إلى ديارهم سالمين غانمين.
أنواع السبح
ومن السبح ما هو ثمين ومنها ما هو رخيص الثمن حيث إن سبح الأحجار الكريمة كالزمرد واللؤلؤ والمرجان والياقوت والزبرجد والزفير والألماس فضلا عن سبح العقيق والفيروز والذهب والفضة واليسر والكوك والأبانوس المطعم بالذهب والفضة والكهرمان تشهد رواجا لدى الحجاج الميسورين أما السبح الرخيصة الثمن المصنوعة من مواد بلاستيكية وزجاجية وأخشاب عادية أو تلك المصنوعة من مواد حجرية عادية أو من مادة الفيبرجلاس فإنها تشهد رواجا لدى الحجاج متوسطي الدخل، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
هواة السبح
وللسبح هواتها الذين يبحثون دائما على المزايا والأوصاف لمعرفة الثمين من الرخيص ويفرقون بين الأصلي والتقليد حيث يكثر حاليا تقليد الأحجار الكريمة المنتشرة في الأسواق وقليل هم من يعرفون الثمن الحقيقي للسبحة وفقا لمواصفاتها.
والأحجار الكريمة مثل اللؤلؤ والمرجان والزمرد والياقوت والفيروز والزبرجد والزفير وشبه الكريمة مثل اللازورد والكهرمان والأماتيست وعروق اليسر والصندل والأبانوس والكوك وخشب العنبر ذو الرائحة الذكية منها ما هو مصنع ومنها ما هو عضوي حيث اهتم العرب والمسلمون بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادي النيل ووادي الرافدين والإغريق والهند والصين التي هي بدورها اهتمت بها واستعملتها في بناء قصورها كما استخدمتها شعوبها آنذاك للتزيين.
مقاسات السبح
وقياسات مسبحة الأحجار شبه الكريمة متنوعة منها ما هو شائع حيث يبلغ عدد حبات السبحة 33 حبة زائدا المنارة والفاصلتين ويكون معدل قطر الحبة بشكل عام هو 6 ملم مع وجود استثناءات في الحجم أو القطر بطبيعة الحال ومعظم أشكال الحبات هي الأشكال الكروية التامة الملساء وبعضها ذات شكل بيضاوي حيث يكون طول الحبة الواحدة يقل عن 8 ملم ويكون معدل قطرها بشكل عام يتراوح ما بين 5 إلى 6 ملم ومعظمها تكون منارتها وفواصلها من نفس المادة الخام لحبات المسبحة، وقد تكون أحيانا من المعادن الأخرى كالذهب والفضة أو المعادن المطلية.
أما القياس الثاني أي الحديثة هي قياسات للمواصفات التي طرأت حديثا حيث تتألف المسبحة من 45 حبة أو 66 حبة زائدا المنارة والفواصل ويكون معدل قطر الحبة الواحدة أحيانا منطبقا مع النوع الأول الذي أشرنا إليه أعلاه مع انطباق الأشكال البيضوية أيضا وتصغير حجم الحبة الواحدة أحيانا بحيث يقل معدل قطر الحبة الكروية الواحدة عن 5 ملم وذلك لملائمة الوزن النوعي الإجمالي للمسبحة.
ويشكل القياس الثالث نمط المسابح الدينية حيث تتألف من 99 حبة زائد المنارة والفواصل والملحقات الأخرى ليصبح مجموع القطع بحدود 101 قطعة ومعظم حبات هذه الأنواع تكون من النوع الكروي الأملس ويندر وجود الحبات ذات الشكل البيضاوي في هذه الأنواع من الأحجار نظرا لوزنها النوعي المحتمل وعموما يقل قطر حباتها عن 5 ملم ولا يحظى هذا النوع من المسابح الحجرية الأصل بالطلب الكثير.
خامات السبح
أما عن خامات الصبح فهناك العقيق وهو يوجد في مجموعة ألوان بتدرجات مختلفة من اللون الأحمر الداكن إلى الرائق الرماني والألوان الشائعة من العقيق الأحمر والأصفر أو البرتقالي والعقيق غير الكامل ومنه الأبيض المشرق والأخضر من نوع كارنلين أو ما يسمى بعقيق البلازما والعقيق المطحلب ويكون عديم اللون أو شفافا أبيضا به لون رمادي أحيانا تتداخل فيه شوائب نباتية الشكل أقرب إلى اللون الأخضر أو الأسود أحيانا.
والعقيق المعين حيث توجد فيه خطوط دائرية بشكل عين وتكون قاعدته بألوان متعددة أحيانا والعقيق الأسود أو الداكن، والعقيق السليماني هي لفظة عراقية عامية ولم نجد لها لفظة حديثة مقاربة والمسبحة منه تسمى بـ "المسبحة السليمانية " وهو نوع منقرض من العقيق يتشكل من خطوط سوداء وبيضاء أو بنية اللون أو داكنة.
أما بالنسبة لمسابح اللازورد المسمى " اللابيس لازوليه " فقد دخل خامه في صناعة المسبحة منذ فترة قصيرة من الزمن إلا أن استعمالاته ومنذ أيام فجر الحضارات الأولى كانت شائعة في العقود والقلائد والأختام وغير ذلك وتعني كلمة اللازورد في الفارسية هو اللون السماوي أو الأزرق أما العرب فقد أطلقوا على هذا الخام الثمين لفظة " العوهق " نسبة إلى لون طائر أسود اللون لريشة بريق أزرق وفي فترة لاحقة غلبت كلمة اللازورد في الاستخدامات اللفظية الدالة على هذا الحجر وهذا الحجر دهني الملمس ويتواجد في الصخور الكلسية في مواطن تعدينه القديمة في أفغانستان.
وبالنسبة لحجر الزركون بمصطلح إنجليزي والزرقون بمصطلح عربي فهو ما يدل على اللون القرمزي، ولحجر الزرقون ألوان عديدة منه الأخضر والبني ويكون أحيانا شفافا يشبه أحجار الماس ويستخدم بكثرة في الحلي التزيينية على أساس أنها ماس حقيقي ويتواجد في تايلاند وكمبوديا وفيتنام.
ومسابح البلوريات الصخرية هي من المرو وتشمل هذه المجموعة من حيث استخدام أحجار بعضها في صنع المسابح مثل الجمشيت وأمشست والمرو الوردي والمرو السماوي اللون والمرو المدخن والمرو الأصفر ودرّ النجف وعين النمر أو عين الهر والجاسبر الأحمر وفيه الجاسبر العادي وحجر اليشب وقد صنعت المسابح من جميع هذه البلوريات بحيث أن بعض حباتها هي بحدود 5 ملم وعدد الحبات يكون 33 حبة أو 45 وحتى 66 حبة أحيانا مع صناعة الفواصل.
أما الفيروز فإنه يدخل في صناعة المسابح، والفيروز حجر نحاسي يتكون من ترسب فوسفات النحاس الألومنيوم القاعدية وقد تدخل في تركيبه عناصر أخرى تسبب أحيانا اختلاف في ألوانه، حيث أن اللون الأساسي هو الأزرق السماوي والذي يرجع إلى وجود مكونات ومركبات النحاس