سارعت شركات غربية لاستغلال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مع ايران من خلال الرغبة بالعودة الى عقد الصفقات مع الدولة الايرانية. فقد افاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" ان شركات اميركية قد بدأت فعلا في دراسة السوق المحتمل، والذي كان خارج نطاق عملها على مدار عقود. فعلى سبيل المثال فإن شركة "ابل" اتصلت مع موزعين محتملين في ايران، في حين ان بوينغ بدأت في بيع مرشدين جويين لشركات الطيران الايرانية. – وهي عملية البيع الاولى لها في هذه الدولة من اكثر من ثلاثة عقود. يقول متحدث باسم شركة بوينغ للصحيفة" اننا نمر على الاتفاق وطالما لم تعطينا الادارة الاميركية المزيد من التوجيه، من المبكر جدا ان نعلق على ذلك".
كما ان شركات اوروبية تأمل في استغلال الاتفاق الجديد. فعلى خلاف الاميركيين، فإن الشركات الاوروبية كانت على علاقة مبكرة مع الشركات الايرانية والحكومة. عمليا، فإن شركات كثيرة تركت ايران فقط في السنوات الاخيرة على ضوء تشديد العقوبات. بسبب هذه الميزة، فإن الشركات الاوروبية من شبه المؤكد انها ستكون السباقة في الكسب من لحظة تطبيق الاتفاق. مجموعة صناعية المانية (BDI) تقدر ان التصدير الالماني الى ايران سيصل الى اكثر من 10 مليار يورو (11.3 مليار دولار) على المدى القريب والمتوسط، في حين كان حوالي 2.4 مليار يورو في العام الفائت.
التقديرات هي ان شركات تصدير التجهيزات ستتعاون مع صناعة النفط الايرانية. "هذا يوم جيد لصالحنا، والذي انتظرناه لسنوات طويلة". هكذا رد مايكل توكوس، مدير عام وزارة التجارة الالمانية – الايرانية "المانيا هي شريك اعمال ذو افضلية لدى الايرانيين". ووفقا للاتفاق فإن الشركات الغربية بإمكانها العودة الى ايران فقط بعد تنفيذ الاتفاق، لكن على ما يبدو ان هذا البند لا يزعج الالمان من البدء منذ الان للتسابق على السوق الايراني. محطة البث الالمانية (DW) افادت ان شركات متوسطة المانية كثيرة قد بدأت بالفعل بدراسة امكانية التطوير في ايران. يقول توكوس "في الاسابيع وربما في الاشهر الاخيرة، الطائرات التي وصلت الى طهران كانت تعج برجال الاعمال الالمان" .
وفي المقابل، وسائل الاعلام الايطالية تفيد عن اهتمام من جانب الشركات الايطالية المحلية. وزيرة التطوير الاقتصادي فدريكا جويدي افادت بعد التوقيع على الاتفاق ان الهدف هو العودة الى "مستويات الماضي" من نشاط الاعمال في ايران. وفي الوزارة يدرسون ان تقوم خلال الاسابيع القليلة القادمة بعثات اقتصادية وتشغيلية مختلفة بتنظيم وضع الاسس للتوسع المحتمل. "الصفقة مع ايران تمثل بالنسبة الى ايطاليا امكانية للعودة الى سوق هام جدا يحتوي اليوم على حوالي 80 مليون زبون محتملين" هكذا اضافت جويدي.
وايران من جانبها تتوقع ان تتوجه الشركات الاجنبية الى مساعدتها في تطوير حقول النفط الموجودة لديها. شركات الطاقة الاوروبية مثل (Eni), ستيت اويل وتوتول، عملتا بصورة موسعة في ايران قبل فرض العقوبات عليها، وهي معنية اليوم بالعودة اليها. احتياطيات النفط الكبيرة الموجودة في ايران تعتبر جاذبة ايضا لشركات مثل (BP) ورويال دتش شل. في الشهر الفائت التقى مدير عام شل "بن وان بوردان مع وزير النفط الايراني في فيينا، وطار طاقم من خبراء الشركة الى طهران من اجل بحث التعاون المحتمل بعد رفع العقوبات.
--------
عن موقع "كالكاليست" الاسرائيلي