وكالات - الاقتصادي - رُبما، وجدتَ نفسك يوماً في وضع مُحرج عندما تنفد الكلمات منك ومن شريكك في المحادثة، ولا يجد أيٌّ منكما ما يقوله للآخر.
عادةً ما يتبع هذا الموقف الشعور بالارتباك والتساؤل: هل أنا أقل إثارةً للاهتمام مما كنتُ أعتقد؟ هل أنا شخصٌ مُمل؟
بالطبع لا نحاول جعلك تشعر بالشك في نفسك، فكل شخصٍ لديه القدرة على أن يكون مثيراً للاهتمام.
لكن إذا كنتَ تخاف من احتمالية كونك شخصاً مملاً، فربما ينبغي عليك التحقُّق من المعلومات الموجودة في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة The Independent لبريطانية، والمُختارة من موضوعٍ طُرح على موقع Quora بعنوان: "ما الذي يجعل الشخص مملاً؟".
في هذا التقرير ستعرف بعضاً من قواعد السلوكيات الاجتماعية التي تجعلك مملاً، تليها نصائح لكي تصبح أكثر نجاحاً من الناحية الاجتماعية.
1- يتحدثون كثيراً أو صامتون دائماً
يُجري الأشخاص المملون محادثاتهم بشكلٍ غريب، بدلاً من محاولة إحداث توازن بين التحدُّث والاستماع. ويصف جاك بينيت، أحد مُستخدمي موقع Quora، الأمر قائلاً: "لا يوجد لديهم تنسيقٌ في عملية التخاطب (فلسفة الأخذ والعطاء). فإما يقومون بالاستماع الكامل وعدم التحدُّث، أو التحدُّث بشكلٍ متواصل وعدم الاستماع".
2- لا يُمكنهم إدراك مدى اندماج الآخرين في المحادثة
إذا كنتَ شخصاً مملاً بشكلٍ قاطع، فمن المحتمل أنَّك لا تنتبه إلى لغة جسد الطرف الآخر.
ويقول غاريك سايتو، مستخدم موقع Quora، إنَّ ما يجعل الشخص مملاً هو: "التحدُّث المستمر وتجاهل الإشارات ولغة الجسد التي تقول، رُبما بصوتٍ خَفيض، "أنا لستُ مهتماً بما تقوله، لكنَّني أُومِئُ برأسي كل بضعٍ ثوانٍ فقط لأكون مُهذباً".
3- لا يستطيعون إضحاك الآخرين
يُظهِر حس الفكاهة مرونةً في الإدراك لدى الإنسان، وهي القدرة على تقدير فكرةٍ أو حدثٍ ما من خلال مجموعةٍ متنوعة من وجهات النظر، ومن ثمَّ، وبطريقةٍ طبيعية، تحويلها إلى مزحة. ويفتقر الأشخاص المملون إلى تلك المرونة.
وإذا كنتَ شخصاً يستطيع إضحاك الناس، فعلى الأرجح ستمضي وقتاً أفضل أثناء المواعدة.
الشخصُ الفظُّ هو من يتحدث بصوتٍ عالٍ ولا يبالي بالموقف الاجتماعي، لكنَّ الشخص الممل يمكن أيضاً أن يكون حذراً بشكلٍ مبالغ فيه.
وتطرح أليكسا نولز، إحدى مستخدمي الموقع، رأيها قائلةً: "بينما يعتقد الأشخاص الصاخبون أنَّهم أكثر الناس إثارةً للاهتمام، يعتقد الأشخاص الهادئون أنَّه من الأفضل ألَّا يتفوهوا بأيِّ شيءٍ بحجة أنَّه لا أحد يهتم بالاستماع لهم. وأغلب الظن، هؤلاء هم الأشخاص الذين يُجيبون عن كل استفسارٍ بعبارة (لا أعرف) أو ما شابه".
5- دائماً ما يقومون بفعل الشيء نفسه
يشكو آندي وارويك، أحد المستخدمين، من الأصدقاء الذين يذهبون إلى المقهى في نهاية كل أسبوع، وبعدها ينزعجون عندما لا يكون باستطاعته مرافقتهم، لأنَّه يُفضِّل الذهاب إلى المتاحف، أو قراءة الكتب، أو المشي لمسافاتٍ طويلة حول التلال والمساحات الخضراء.
ويقول واريك: "بالنسبة إليَّ ما يجعلُ الشخصَ مُمللاً هو أن يعيش حياةً ثابتةً دون تنوُّع. فالتجارب المتنوعة تُحسِّن من المحادثات التي يُجريها الواحد منِّا في عطلة نهاية الأسبوع عند الذهاب إلى المقهى، إذ يكون لديه بالفعل شيءٌ ما يتحدث عنه".
ومن المُحتمل أيضاً أن تشعر بالرضا حيال نفسك، إذ يميل التجديد في النمط الروتيني والتحديات إلى جعل الناس أكثر سعادة.
إذا لم تكن قد فكَّرت بطريقةٍ متأملة في العالم من حولك، فلن يكون لديك الكثير لتقدمه في أثناء إجراء محادثة مع أي شخصٍ آخر.
وتقول ماراندا مارفن، إحدى مستخدمات الموقع: "الأشخاص الذين لا يتجاوز إدراكهم ما أخُبِروا به وطُلِبَ منهم تصديقه هم الأشخاص المملون حقاً. فهؤلاء الأشخاصِ يُمكنهم فقط عرض وجهات نظرهم القاصرة في مختلف المواضيع".
7- يفتقرون مهارات رواية القصص الجيدة
يقول ديف تشينغ: "كي تحصل على الاهتمام وتُشارك الآخرين بشكلٍ فعلي، عليك أن تتحلَّى بالقدرة على حكيّ قصة. وعليك أن تهتم بتلك القصة".
وفي الواقع، وجدت دراسةٌ أُجرِيَت في العام 2016 أنَّ الرجال الذين يُمكنهم حكيّ قصةٍ جيدة هم الأكثر جذباً للنساء. والأكثر من ذلك، يقول تشينغ: "عليك أيضاً محاولة الحصول على الحكايات من الآخرين، والاهتمام بها".
كشف بحثٌ أُجرِيَ على أدمغة البشر أنَّنا نبحث في الأساس عن الابتكار وابتداع الأشياء. وهذه هي الحاجة التي أسهمت بشكلٍ كبير في عملية التطور البشري منذ 800 ألف عام. وفيما يخص عمليات المحادثة السريعة، إذا لم تُقدم شيئاً جديداً للمستمع، فلن تستطيع جذب انتباهه.
وقال ستان هايوارد، أحد مستخدمي موقع Quora في نسخةٍ سابقة من إجابته: "بالنسبة إليَّ، الشخص الممل هو الشخص الذي لا أستطيع معرفة أي شيءٍ جديد منه. وقد يستغرق الأمر وقتاً لأقرر ما إذا كان شخصٌ ما مملاً أم لا، ومع ذلك، يُظهر بعض الناس إشاراتٍ في وقتٍ مُبكر جداً في العلاقة".
يقول درو وستن، أحد مستخدمي الموقع: "الأشخاص المملون هم عادةً من لا يستطيعون (أو لن يستطيعوا) فهم ما تبدو عليه المحادثة من وجهة نظر الشخص الآخر. فالقدرة على وضع نفسك في محل الشخص الآخر تجعلك شخصاً مثيراً للاهتمام والرغبة في التحدُّث معه".
وبهذا الشكل، الذكاء العاطفي يكون ضرورياً للغاية لإجراء المحادثات.
تقول المُستخدمة ماري هولاند: "ما يجعل شخصاً ما مملاً هو عدم القدرة على جعل الآخرين مندمجين باهتمامٍ في أثناء المحادثة، وهو عادةً ما أرى أنَّه يحدث عندما يُريد الشخص المُمل التحدث بخصوص نقطةٍ معينة مع ذكر الكثير من التفاصيل غير وثيقة الصلة".
يشبه هذا القدرة على فهم مشاعر الآخرين: فإذا لم تتمكَّن من معرفة ما إذا كان شخصٌ ما يشعر بالضجر في أثناء حديثك، فأنت شخصٌ مُمل.
بالنسبة إلى فيبهاف خاطري، إحدى مستخدمات الموقع، فإن شَريك المحادثة الذي يتحدَّث بنبرة صوتٍ رتيبة يُوضع تلقائياً في قائمة الأشخاص "المملين".
وإذا لم يكن هذا أمراً سيئاً بما يكفي، فالتحدث بصوتٍ رتيب يمكنه جعلك تبدو أخرقَ.
12- أشخاصٌ سلبيون على الدوام
يعتقد ديلان وون أنَّ الأشخاص المليئين "بالسليبة" هم الأكثر مللاً. وقسَّم السلبية إلى ثلاث فئات:
- عقلية الضحية: "أنا مُحاصر! لماذا أنا شخصٌ غير محظوظ؟ لماذا أنا بالتحديد؟ لماذا".
- العقلية المؤمنة بنقص الفرص: "لقد سلبني الناس هذه الفرصة!"
- عقلية اللوم: "كل ما يحدث بسبب الحكومة! بسبب الرئيس! بسبب المُنافسين! حدث هذا بسببه! كل هذا خطأهم".
هل سمعتَ من قبل عن المُتحدث الأكثر مللاً؟ هو الشخص الذي يُعيد نفس القصة مراراً وتكراراً.
ومن جانبها تقول فاطمة نديم: "تكرار نفس الأشياء مراراً وتكراراً أثناء الحديث يجعل الشخص مُملاً للغاية".
حاول قراءة الأخبار أو مراجعة ما حدث في الساعات القليلة الماضية في بعض الأمور الجديدة.