وكالات - الاقتصادي - يستنفد البشر فعلياً المقدار المسموح به من الماء والتربة والهواء النقي، وغيرها من الموارد على كوكب الأرض لسنة 2017. ويوافق يوم 2 أغسطس/آب من سنة 2017، "يوم تجاوز موارد الأرض"، وذلك وفقاً لما ورد عن مجموعات البيئة العالمية؛ على غرار الصندوق العالمي للطبيعة، وشبكة البصمة العالمية.
وقد تم رصد "يوم تجاوز موارد الأرض" هذه السنة في وقت سابق لأوانه مقارنة بسنة 2016. ويعني هذا الأمر أن البشرية ستعيش في وضعية "مديونية " إلى حد 31 ديسمبر/كانون الأول، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وفي هذا السياق، أفادت مجموعات البيئة العالمية بأنه بحلول 2 أغسطس/ آب من سنة 2017، سيكون البشر قد استهلكوا مقداراً من الموارد الطبيعية أكثر مما تستطيع الأرض إعادة إنتاجه خلال سنة كاملة. كما قالت هذه المجموعات في بيان صادر عنها، إن "هذا الأمر يعني أن كمية انبعاثاتنا من الكربون، خلال 7 أشهر، فاقت الكمية التي يمكن للمحيطات والغابات امتصاصها خلال سنة واحدة. فقد استهلكنا من الثروة السمكية والمائية والأشجار والمحاصيل أكثر مما تستطيع الأرض إنتاجه خلال الفترة نفسها". ووفقاً لما ذكره مناصرو البيئة، سيحتاج البشر لما يعادل إنتاج 1.7 كوكب من الموارد الطبيعية؛ ليتناسب مع معدلات استهلاكهم وتزايد عدد السكان.
وقد انطلق احتساب "يوم تجاوز موارد الأرض" سنة 1986. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ هذا اليوم لم يتراجع إلى وقت مبكر جداً مثلما حصل سنة 2017. ويتم احتساب هذا اليوم من خلال النظر في التوازن بين البصمة العالمية، التي تمثل استهلاك البشر للموارد الطبيعية، والقدرة البيولوجية التي تمكننا من إنتاج الموارد واستيعاب مخلفاتنا. وخلال ثمانينات القرن الماضي، تراجع "يوم تجاوز موارد الأرض" إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ثم انتقل إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1993، ليتحول إلى شهر سبتمبر/أيلول بعد حلول الألفية مباشرة. في المقابل، تم تحديد "يوم تجاوز موارد الأرض" في 8 أغسطس/آب سنة 2016. من جانب آخر، قد يكون لهذه العلامة القاتمة انعكاس طوال التقويم السنوي، لكن مناصري البيئة أشاروا إلى أن نسق هذه العلامة قد تباطأ. ويقوم العلماء أيضاً باحتساب "يوم تجاوز الموارد" في كل بلد؛ مما يوفر أداة قياس لتحديد "يوم تجاوز موارد الأرض" إذا ما استهلك العالم بأكمله الكمية نفسها من الموارد التي تُستهلك في بلد واحد. فعلى سبيل المثال، تم تحديد "يوم تجاوز الموارد" في المملكة المتحدة يوم 4 مايو/أيار. وفي هذا الشأن، نصح مناصرو البيئة والجمعيات الخيرية الأفراد بتقديم المساعدة لعكس تأثير هذه الظاهرة، من خلال استهلاك كميات أقل من اللحوم والوقود لتقليص النفايات الغذائية. علاوة على ذلك، أفادت "شبكة البصمة العالمية" بأن الغذاء يشكل 26% من البصمة العالمية. وفي ضوء هذا المعطى، قد يسهم التقليص من كمية النفايات الغذائية إلى النصف، وتناول كمية أقل من الأطعمة التي تحتوي على كمية مكثفة من البروتين، واستهلاك كمية أكبر من الفواكه والخضراوات، في تراجع البصمة العالمية إلى نسبة 16%. وفي الأثناء، تحمل البصمة العالمية للكربون تأثيراً أكبر، حيث بلغت 60%. يُذكر أن هناك مقياساً آخر يُعرف باسم "ساعة القيامة"، أُعدت لتكون ساعة رمزية تعبر عن يوم واحد من عمر البشرية، تتأثر بالعوامل البيئية والأحداث السياسية المحيطة، وتَضبَط عقاربها لتبقى على منتصف الليل في ساعة اليوم الواحد؛ ما يبقى رمزياً على نهاية العالم في زمننا الحقيقي. ولأن التغيرات والتهديدات كثيرة ومتغيرة، فإن ضبط عقارب الساعة يختلف من فترة إلى أخرى، وقد تراوحت بين 17 دقيقة عند انتهاء الحرب الباردة، ودقيقتين عندما صنعت الولايات المتحدة القنبلة الهيدروجينية. ولربما من أهم أحداث عام 2017، تسلّم دونالد ترامب للرئاسة الأميركية وإدلاؤه بتصريحات مثيرة للقلق بخصوص الأسلحة النووية، وتشكيكه في الإجماع العلمي على تغير المناخ؛ مما دفع مجموعة علماء إلى تحريك ساعة القيامة بعد عامين من الجمود.