وكالات - الاقتصادي - أعلنت اليوم وسائل إعلام في بريطانيا، أن سلسلة محلات بريمارك، المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة، قرَّرت بشكل طارئ سحب ثلاثة نماذج من النعال، التي يرتديها الرجال، والتي يتم تسويقها في بريطانيا.
وهذا بعدما تم الكشف عن أن المادة التي صُنعت منها هذه النعال تحتوي على كميات تفوق المسموح به من مادة الكريسين، وهو مركب كيميائي ينتج عن عملية الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري، بحسب صحيفة El Espanol الإسبانية.
وعلى الرغم من أن مادة الكريسين موجودة بشكل طبيعي في دخان البراكين والنيران، إلا أنها تتشكل أيضاً في مخارج عوادم السيارات، وحتى في دخان تبغ السجائر. وخلال سنة 2015، تم بشكل رسمي تصنيف الكريسين على أنها مادة مسرطنة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة بريمارك ليست الأولى التي تسحب منتجاتها من الأسواق بسبب احتمال تسببها في مرض السرطان، أو تشكيلها لنوع آخر من الأخطار على صحة الإنسان.
من أبرز المفاجآت التي جدَّت في الفترة الأخيرة، فيما يخص المنتجات التي تحتوي على مواد مسرطنة، كانت سحب العديد من البضائع التي تحمل ماركات غير معروفة، من رفوف كبرى سلاسل المحلات في إيطاليا، لأن تركيبتها تحتوي على زيت النخيل.
ويأتي هذا القرار على خلفية دراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي لسلامة الغذاء، في شهر مايو/أيار 2016، حذَّرت في إثرها من المخاطر السرطانية المرتبطة باستهلاك زيت النخيل، الذي يمكن أن يتسبب حتى في حال استهلاكه بطريقة معتدلة في مخاطر صحية كبيرة.
وبحسب هذه الدراسة، فإن العامل الذي يقف وراء اكتساب هذا المنتج لصفات مسرطنة هو مرحلة التكرير التي يخضع لها زيت النخيل من أجل التخلص من طعمه ورائحته، عبر تسخينه في حرارة تصل إلى 200 درجة مئوية.
وبسبب هذه الدراسة، قررت شركة فيريرو، وهي المنتجة لشوكولاتة الطلي الشهيرة "نوتيلا"، إصدار بلاغ تؤكد فيه للمستهلكين أنها تقوم بتكرير زيت النخيل المستعمل في النوتيلا بطريقة مختلفة، لا تشكل أي خطر على صحتهم.
ونبقى فيما يتعلق بشركة فيريرو، فقد أعلنت المنظمة المستقلة لمراقبة سلامة الغذاء "فوود ووتش"، في يوليو/تموز من سنة 2016، أن شوكولاتة كيندر يمكن تصنيفها ضمن قائمة الأغذية التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد جاء هذا التحذير على أساس الأدلة التي تم إثباتها، حول احتواء هذه الشوكولاتة على مستويات مرتفعة من الهيدروكربونات العطرية، المصنوعة من زيوت معدنية، وهي مواد تستخرج من الزيت المكرر.
في المقابل، رفضت مجموعة فيريرو جروب، المسؤولة عن إنتاج شوكولاتة كيندر والعديد من المنتجات الأخرى الموجودة في قفص الاتهام، سحب هذه المنتجات من السوق، وتمسكت بكونها لا تمثل أي خطر على صحة المستهلكين.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى قضية شركة جونسون آند جونسون، التي أثيرت في سنة 2014 بسبب منتجاتها الموجهة للأطفال. فقد قررت عدة بلدان من بينها الدنمارك، وفنلندا، وهولندا، وسويسرا، والمملكة المتحدة الأميركية، وجنوب إفريقيا، واليابان والنرويج، وقف بيع منتجات جونسون آند جونسون.
وادعت هذه الدول أن منتجات الشركة تحتوي على مادة تسمى الفورمالديهايد أو الفورمالين، ومادة الديوكسين 1.4، التي ثبت علمياً ضررها على الأطفال، إثر أبحاث أجريت في سنة 2012.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الشركة أُجبرت على ضوء هذه المعطيات على مراجعة تركيبة أكثر من مائة من منتجاتها، بسبب الضغط الذي مارسه المستهلكون.
وقد أكدت الصحيفة الأميركية أن كلتا المادتين، الفورمالين والديوكسين 1.4، تم إدراجهما على قائمة المواد المسببة للسرطان، والمؤدية إلى تسمم بعض أعضاء الجسم مثل الدماغ والكليتين والكبد.