بيت لحم-يترقب الاقتصاديون مخاطر حصول "توترات مالية" في أوروبا والعالم بسبب الأزمة اليونانية، والتي من المتوقع أن تحدث تقلبات على أسعار العملات عالمياً بحيث يتسيدها الدولار في الوقت المنظور، فيما تزداد الخشية من انتقال عدوى الأزمة لباقي دول الاتحاد الأوروبي، تزامناً مع وَضْع اليونان الغارقة في الديون اللمسات الأخيرة على برنامج اصلاحات جديد.
خبراء: الدولار سيكون الأقوى
المحلل المالي لأسواق الأسهم الخليجية والعالمية نايل الجوابرة، توقع أن يبقى الدولار هو الأقوى بين العملات وخاصة أن الأخبار الاقتصادية تدعم الدولار الأمريكي بشكل كبير بعد التصويت بـ(لا) في الاستفتاء الذي اجرته الحكومة اليونانية بشأن المقترح المقدم من طرف مجموعة اليورو في الاتحاد الأوربي.
ويعتقد الجوابرة أنه من الصعب خروج أو اخراج اليونان من منطقة اليورو رغم ما اسفر عنه التصويت؛ جراء الديون الكبيرة على اليونان والتي تتحملها الدول الأوروبية.
وكان صندوق النقد الدولي خفض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2015 وحذر من مخاطر حصول "توترات مالية" في اوروبا بسبب الازمة اليونانية.
ويرى الجوابرة أن خروج اليونان سوف يترتب عليه أزمات اخرى متابعة إلى أزمة اليونان وهي أزمات البرتغال، وإيطاليا، وإسبانيا، لذلك سوف تكون الدول القوية لها كلمة بالخروج من الاتحاد تجنباً لتفكيك اليورو، الذي سيجعل من العملة الخضراء هي الأقوى في العالم على حساب اليورو.
وذهبت دراسة أصدرها قبل أيام صندوق النقد الدولي -أحد أطراف الترويكا- حيث شددت على حاجة أثينا لإعفائها من قسط كبير من ديونها ومنحها فترة سماح عشرين عاما تتوقف فيها عن خدمة دينها العام.
اسواق المال تشهد تقلبات كبيرة
من جانبه، المحلل الاقتصادي د. نصر عبد الكريم اتفق بتوقعاته مع الجوابرة من ناحية أن الدولار سيستمر بالارتفاع خلال الفترة المقبلة، وأن أسواق المال والنقد ستشهد العديد من التقلبات لحين حسم أمر هذه الأزمة.
وقال عبد الكريم لـ معا إن الجزء الأخر من تداعيات خروج اليونان يعتمد على ما ستؤول إليه الأمور في اليونان، وإذا لاح في الافق تسوية جديدة سيعني ذلك أن التداعيات المتدحرجة ستتوقف بانتظار الاحتمالات المقبلة.
وأشار إلى أن الأسواق الأسيوية نزفت بشكل حاد جراء هذه الأزمة وخاصة سوق هونغ كونغ، وتايون، وكوريا.. إلخ.
ويعتقد مراقبون أن معظم اليونانيين يرغبون في البقاء في منطقة اليورو، لكن تصويتهم الغاضب بـ(لا) في استفتاء الأحد يجعل الأمر صعبا.
خبير: خروج اليونان لن يترك أثراً كبيراً على الاتحاد الأوروبي
من ناحيته، الخبير الاقتصادي د. طارق الحاج يرى أن اليونان لم تضف شيء لدول الاتحاد الأوروبي على الصعيد الإقتصادي وعلى العكس كانت عبئ على هذه الدول، من خلال عدم حفاظها على شروط البقاء ما دفع الاتحاد الأوروبي الى تقديم حزمة انقاذ مشروطة بإعادة هيكلية اليونان.
وتوقع الحاج أن لا يكون هناك تأثير على خروج اليونان من منطقة اليورو فهي ليست السبب بتماسك الاتحاد، لكن على المدى البعيد سيوثر ذلك من خلال المخاوف من انهيار جزء من هذا الهرم الاقتصادي.
وبين أنه في حال خرجت اليونان فإن قيمة عملة اليورو ستنخفض وقوة التجارة الدولية ستتأثر، اضافة إلى ذلك فإن الدور الإجتماعي للاتحاد الأوروبي سيتراجع على صعيد دعم المشاريع التنموية والإجتماعية، وكذلك الأمر بالنسبة للدور السياسي لمنطقة اليورو فمن المتوقع أن يتقلص عالمياً من خلال الحد من قدرته على فتح اسواق دولية جديدة.
وحول الدولار يرى الحاج أنه لن يتأثر كثيراً لأن مشكلته قائمة من قبل، وأنه اصبح رهينة صانعي السياسة الخارجية الامريكية، متوقعاً أن يتم الضغط على الحكومة الامريكية لتخفيض سعر الدولار وذلك لمصلحة انتاجها للتمكن من تصدير السلع بكميات أكبر.
وكانت أثينا قدمت رسميا الأربعاء لمنطقة اليورو طلبا جديدا لمساعدة تمتد على ثلاث سنوات وهي الثالثة منذ 2010 في مقابل تعهد اليونان بجهد في مستوى الميزانية. وإذا لم يحصل اتفاق فإن قمة الأحد قد تتحول إلى قمة أزمة مع بداية خروج اليونان من منطقة اليورو.
نقلا عن "معا"