وكالات - الاقتصادي - يعتبر مرض القولون العصبى من أكثر أمراض الجهاز الهضمى شيوعاً فى مصر ودول العالم، حيث تبلغ نسبة المرضى الذين يعانون من القولون العصبى فى الولايات المتحدة 15% وفى اليابان حوالى 7%، بينما ترتفع فى دول مثل المكسيك والبرازيل لتصل إلى 30 و40% من تعداد السكان، وقد عرف هذا المرض منذ منتصف القرن التاسع عشر ويصيب السيدات أكثر من الرجال.
يقول الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس: ترجع أهمية هذا المرض إذا عرفنا أنه مقابل 15% معدل انتشار هذا المرض فى الولايات المتحدة فإن معدل انتشار مرض مثل السكر 3% ومعدل انتشار حساسية الصدر 4% ومعدل أمراض القلب 8% ومعدل ارتفاع ضغط الدم 11%، كما ترجع أهميته إلى تأثيره على كفاءة الإنسان فى عمله فقد فاقت معدلات الغياب عن العمل بسبب هذا المرض معظم الأمراض الأخرى، كما أن تأثير هذا المرض على جودة الحياة التى يعيشها الإنسان قد تزيد عن الإصابة بمرض آخر مثل السكر، وعادة ما يصيب هذا المرض من هم تحت سن 45 سنة ويصيب المرضى الذين لديهم أقارب يعانون من هذا المرض وغالباً ما يصيب الذين يعانون من اضطرابات نفسية ظاهرة أو مختفية مثل القلق النفسى أو الاكتئاب أو تغيرات الشخصية والمرضى الذين تعرضوا لمواقف أثرت على نفسيتهم أثناء فترة الطفولة.
كما لوحظ أن هناك بعض الأطعمة التى تزيد من معدل حدوث المرض مثل الإكثار من الشيكولاته والتوابل والدهون والبقوليات مثل الفول والفاصوليا وبعض الفواكه والكرنب والقرنبيط، وقد تتسبب مشتقات بعض الألبان فى زيادة الأعراض وقد تؤدى المشروبات الغازية أو الكحولية للإصابة بمعدلات المرض، كما يؤدى التعرض للضغوط المتواصلة إلى ظهور أعراض وعلامات المرض لأول مرة أو زيادة معدلات الأعراض السابق حدوثها، ولوحظ أن هناك بعض التغيرات الهرمونية التى قد تتسبب فى ظهور الأعراض أو زيادتها عند السيدات وبالذات فى فترات انقطاع الدورة الشهرية أو اختفائها.
ويضيف الدكتور رضا الوكيل: أرجع العلماء السبب فى حدوث المرض إلى عدة عوامل أهمها التغير فى حركية الجهاز الهضمى سواء بالزيادة أو النقصان وانخفاض عينة الإحساس بالألم، بمعنى أن هناك بعض الأشخاص أكثر حساسية بالألم من غيرهم ويشعرون بالألم عند مستويات متدنية، على سبيل المثال مع تجمع كميات صغيرة من الغازات التى لا تسبب أى إحساس بالألم للشخص العادى فإن مريض القولون العصبى يشعر بها ويحس بالألم.
وقد تكون التهابات الجهاز الهضمى البسيطة والمزمنة أحد الأسباب لحدوث القولون العصبى، وكذلك فإن تغيير أنواع وكميات البكتيريا الموجودة التى تسكن الأمعاء قد يسبب حدوث هذا المرض ويتبقى العامل الوراثى الذى يسبب ظهور هذا المرض فى بعض العائلات أكثر من غيرها، وللمخ تأثير كبير على حركية الجهاز الهضمى عموماً والأمعاء بالتحديد وتم وصف ما يعرف بمحور المخ مع الأمعاء وهو الاتصال المباشر ما بين المخ والأمعاء.
ويشير الدكتور رضا الوكيل إلى أن العلاج يتمثل فى طمأنة المريض وإقناعه بأنه لا توجد خطورة وراء هذا المرض والبحث معه عن وجود أسباب قد تؤدى إلى ظهور هذه الأعراض مع استعراض أنواع الغذاء التى تسبب زيادة الأعراض واستبعاد الأطعمة التى تؤدى إلى زيادتها، ويمكن أن يكون علاج الأعراض بالأدوية اللازمة بمعنى أن الإمساك يمكن علاجه بالملينات الطبيعية مثل الألياف الغذائية التى تمتص المياه فتسبب زيادة حركة الأمعاء ليتم إخراج الفضلات بصورة طبيعية، ويمكن استخدام بعض الأدوية التى تتحكم فى عضلات القولون موضعياً فتتغلب على الألم، كما تساعد عن انبساط هذه العضلات مما يسبب سهولة حركة الفضلات والإخراج الطبيعى، وعلى الجانب الآخر يمكن استخدام بعض الأدوية التى تتحكم فى زيادة حركة الأمعاء وهناك الكثير من المواد الطبيعية والأعشاب التى تستخدم منذ الزمن القديم، ومنها زيت النعناع ولكن يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب لتجنب الأعراض التى يمكن أن تحدث من هذه المواد مثل احتباس البول لدى مرضى البروستاتا وارتفاع ضغط العين لدى مرضى الجلوكوما وقد نلجأ إلى استخدام بعض مضادات الاكتئاب بجرعات أقل بكثير من التى يستخدمها الأطباء النفسيين وقد تؤدى إلى نتيجة.