صناعة الحلقوم في الخليل.. أصالة إنتاج وقصة صمود
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 06 تموز 2015

صناعة الحلقوم في الخليل.. أصالة إنتاج وقصة صمود

الخليل-الاقتصادي- بين حواري البلدة القديمة في الخليل، تلتصق بوابة حديدية خضراء في إحدى جوانب الجدران، وفي الشارع المؤدي إلى بوابة الحرم الإبراهيمي، المكدسة بنقاط التفتيش والجنود اللئيمين، يقبع خلف هذه البوابة الخضراء مصنع لإنتاج حلويات " الحلقوم "، هذا المصنع الصغير بحجمه الكبير بقيمته ووجوده يعد أول مصنع أنشئ على أرض فلسطين لصناعة الحلقوم منذ العام 1820، أي من أيام الحكم العثماني.

منتج بلا جلاتين

ادخل على عتبة المصنع المتواضع، ويستقبلني صاحبه عبد المعز طه سدر (70 عاما)، فرغم كبر عمره إلا أن ملامح أبو علاء يبدو عليها أن سنه أصغر من السبعين، بدأ بالتحدث معنا وكان كلامه موزونا ومرتبا، فشرع بالإفادة عن ميزة الحلقوم الذي ينتجه قائلا : "هذا المنتج الوحيد الذي يعمل بالطريقة الأصلية الطبيعية، فلا يوجد فيه جلاتين ولا مواد حافظة أو كيماويات وحافظنا على نفس التركيبة والإنتاج". 

فهذه الميزة للحلقوم جعلت منه نوعا طيبا، ويقبل عليه الأفراد والسواح الذين يقصدون البلدة القديمة في الخليل، فتوزيع المنتج لا يقوم به أصحاب المصنع والمنتجين، بل الزبائن يقصدونه حتى لو كانوا تجارا، ففي هذا الخصوص قال لنا أبو علاء : " نحن لا نقوم بعملية التوزيع او ما شابه، فكل الإنتاج يشتريه الأفراد وأصحاب البيوت والعائلات، والموجود أقل من المطلوب، أما أصحاب المحلات فلا نقوم بالتوزيع لهم، بل هم يأتون ويأخذون المنتج منا، إضافة إلى إقبال الأجانب على المنتج بكميات وفيرة فالمطلوب على مستوى فلسطين وخارج فلسطين كثير، فحجم الإنتاج يتناسب مع الطلب " .

مراحل تصنيع الحلقوم

وعندما سألت أبو علاء عن آلية التصنيع وطريقة الطبخ بدا عليه التململ، وتذمر من السؤال بمرح، لأن آلية التصنيع ليست بالشيء السهل أو البسيط، فطلبت منه الإجابة ولو بإيجاز، فقال بإسهاب لا يلج إلى التفصيل الممل : " تصنيعه يمر بسبع مراحل، الطبخة تستمر من خمس لسبع ساعات، والمكونات هي فقط ماء وسكر ونشا، إضافة لماء الزهر والألوان الطبيعية، وبعد ثلاث ساعات أو في اليوم التالي، نقوم بتقطيعها بعد أن تكون نشفت وبردت بالكامل " .

أكد لنا أن سدر أن الحلقوم الذي ينتجه لا يحوي أي مواد صناعية، إضافة إلى أن هذا الحلقوم تدوم صلاحيته خمس سنوات ولا يتأثر بأية عوامل خارجية، أو بدرجات الحرارة سواء الانخفاض أو الارتفاع .

وعن إنتاجية المصنع في القديم، فقد كان ينتج ما يقارب الـ 140 صنفا، أما حاليا فلا ينتج إلا نوعا واحدا وحيدا، وذلك بسبب الظروف الاحتلالية وبحكم قرب المصنع من بوابة الحرم الإبراهيمي والإجراءات العسكرية حوله.

ففي ظل المضايقات الاحتلالية وظروف العمل الصعبة، فإن المصنع يتلقى عروضا مغرية لنقل عمله إلى خارج فلسطين، وردا على هذه المغريات المادية يقول أبو علاء بلهجة صارمة : " منذ العام 1990م حتى اليوم، استقبلت عدة عروض للذهاب إلى البرازيل لكي أنتج وأبيع، والسعوديين أيضا عرضوا علي عرضا مشابها لكني رفضت، ولم اذهب إلى الأردن ولا إلى الرياض ولا شيكاغو ولا حتى البرازيل، لأن هذه المنطقة مستهدفة ووجودنا فيها يمثل صمود وتحدي للاحتلال .

فأبو علاء الذي يعمل في مهنة التصنيع هذه منذ أن كان عمره 12 ربيعا، ما زال متمسكا بها كمصدر دخل، ورسالة صمود في قلب المدينة القديمة في الخليل، فقد قام أيضا بتعليم أبنائه هذه المهنة، ليحافظ على ديمومتها وبقائها.

وفي الختام قال أبو علاء بنشوة ممزوجة بغصة: " نحن مسرورون لاننا قمنا بواجبنا تجاه الوطن، وما زلنا صامدين هنا، فالوطن غال ".

Loading...