ارتفعت أعداد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ، للمرة الأولى منذ ديسمبر/كانون الأول من العام 2014 لتؤثر في أسعار السلعة، وتذكّر بالمخاوف من زيادة العرض التي يمكن أن تؤثر في السعر المستهدف في نهاية العام.
وانخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي وخام برنت للشحنات تسليم أغسطس/آب كلاهما بما يقرب من 2.5 في المئة ليجري تداولهما عند 55.60 و 60.40 دولار للبرميل على التوالي في يوم الجمعة، على الرغم من وجود عدد من التوقعات بحدوث زيادة أكبر في سعر الخام في الأشهر الأخيرة.
كان هذا بعد أن أظهرت بيانات من "بيكر هيوز" ارتفاع أعداد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 12 إلى 640 منصة في الأسبوع الماضي وهو ما وضع حداً لانخفاضها على مدى 29 أسبوعاً على التوالي، وتراجع عدد المنصات بنحو 60 في المئة منذ بلوغ الحفارات ذروتها عند 1609 منصات حفر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقالت أمريتا سين، المحللة النفطية الرئيسية لدى "إينرجي آسبيكتس" إن أرقام الأسبوع الماضي كانت "مشوهة" بسبب الفيضانات وإغلاق قناة هيوستن للسفن، وهي إحدى أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم، وأشارت إلى انخفاضات الأسعار الثابتة التي شهدها العام الجاري.
ومع ذلك فقد ضربت مخاوف فرط العرض أسعار النفط يوم الأربعاء الماضي، بعد أن ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت في الأسبوع الماضي للمرة الأولى في تسعة أسابيع، وجاء ذلك في أعقاب بيانات أظهرت انحداراً حاداً في إنتاج الولايات المتحدة في إبريل/ نيسان الماضي إلى مستويات لم تشهدها منذ عقود.
وفي الأسبوع الماضي أصبحت "يو بي إس" أحدث شركة ترفع مستوى توقعاتها لسعر خام برنت إلى 61.59 دولار للبرميل من 56.25 دولار للبرميل بناءً على دلالات تشير إلى تباطؤ إنتاج النفط من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
ويعد هذا هو الجزء الصغير خلاف توافق واسع في الآراء بين مراقبي السوق حول بلوغ خام برنت 60 دولاراً للبرميل في نهاية العام.
ولكن عدداً من التوقعات الصعودية لشركات مثل بوتيك الاستثمار "أوبنهايمر آند كو" وقطب النفط الملياردير بون بيكنز رفعت بعض التوقعات في الأشهر الأخيرة إلى 70 دولاراً للبرميل بحلول نهاية عام 2015. وعلى المدى القصير تقول سين إن المخاوف المحيطة باستفتاء اليونان المقرر اليوم قد تضرب أسعار النفط كما أن احتمال تعزيز الدولار الأمريكي يعد عاملاً سلبياً تقليدياً لأسعار النفط. هو الآخر، وأضافت: "يبلغ الطلب الأوروبي من النفط نحو 400 ألف برميل يومياً في هذا العام، وأعتقد أن ذلك سيستمر في ظل حالة الغموض التي تكتنف مصير بقاء اليونان أو خروجها من منطقة اليورو، كما يمكنك إحداث بعض التأثير السلبي في أسعار النفط من خلال الدولار، ولكني آمل في أن الكثير من ذلك حدث فعلاً".(سي إن بي سي)
العالم يحتاج إلى خفض المخزون النفطي
تقول أمريتا سين، المحللة النفطية الرئيسية لدى "إينرجي آسبيكتس" "نحتاج لأن نرى بدء هبوط المخزونات وليس فقط في الولايات المتحدة وإنما على الصعيد العالمي لكي نشهد اختراقاً في الاتجاه الصعودي، وهذا يعني أن الإنتاج يحتاج لأن يعود إلى الانخفاض كما أن هناك حاجة لكي يبدأ الصينيون الشراء وهو ما يحدث الآن بالفعل ولكنه يحتاج إلى التسارع". وتضيف "هناك الكثير من المخاطر السلبية، ففي الفضاء الكلي هناك اليونان وهناك سوق الأسهم الصينية، ولا تزال المخزونات مرتفعة للغاية بلا شك، وما لم يجر تنظيف كل ذلك فأعتقد أن الأسعار هي على وشك أن تكون بلغت حدها الأعلى، ولا أعتقد أن الأسعار يمكن أن ترتد بشكل كبير في الاتجاه السلبي، ولكن كما تعلمون فلا يزال وقت وصولها إلى مكان قرب 70 دولاراً بعيداً بعض الشيء".
وكالات