لم يعد كافيا ان تعلن سلطة المياه الفلسطينية انها تتابع ازمة المياه لأن هذا دورها الاساسي حسب قانون المياه لسنة 2014 (( العمل على تحقيق التوزيع العادل والاستخدام الامثل لضمان ديمومة المصادر المائية الجوفية والسطحية ذات العلاقة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والعمل على وضع الحلول والبدائل المناسبة في حالات الطوارئ والازمات لضمان استمرار تقديم خدمة المياه للمواطن بالتنسيق مع مقدمي الخدمة والجهات الاخرى.))
المطلوب اليوم من سلطة المياه العمل بأقصى درجات الجاهزية لحل ازمة المياه القائمة بحجم واضح في رام الله والبيرة وممتدة الى بيت لحم وبعض مناطق محافظة الخليل، والخروج من دائرة الدعوة لترشيد الاستهلاك، المطلوب اليوم حهد مشترك بين الجهات كافة بقيادة سلطة المياه الجهة المختصة والمسؤولة والمساءلة، ومزودي المياه، وهيئات الحكم المحلي التي تدير قطاع المياه.
وتطلق دعوات لتأسيس المجلس الاستشاري لقطاع المياه وهي خطوة مهمة ولكنها ليست سحرية ولن تصنع فرقا في الازمة بالمطلق، وهذا يتطلب وضع علامة استفهام حول جدوى تفعيل اللجنة المشتركة للمياه الفلسطينية الإسرائيلية طالما اننا لم نتمكن من توفير كميات مياه اضافية بينما تنعم المستوطنات بكميات مياه وفيرة ويتم تطوير ابار في الاحواض المائية الفلسطينية من قبل الاحتلال دون الرجوع الى اللجنة المشتركة ودون اعتراضنا كفلسطينين.
لم تعد القضية شربة ماء، ولم تعد الحكاية المياه هي الحياة، ولم يعد يجدي نفعا ان نتحدث عن المياه، اليوم بات ملحا ان تتوفر كميات مياه مناسبة لاحتياجات الشعب الفلسطيني من حقوقنا المائية المسلوبة لدى الاحتلال، وضمان استمرار تقديم خدمات المياه، لا يعقل ان يتلقى المواطن كفرد أو مدينة كاملة، أو محافظة كاملة، جواب لا يوجد مياه وهذه ضغوطات احتلالية!!!!!
لم يعد مقبولا او مستوعبا أن يظل خط مياه ميكروت المغذي لرام الله والبيرة مكسور ولا افاق لتصليحه، ولا جدول توزيع المياه يتعامل مع ازمة صيف عادية وتعدي، ولا آلية تعاطي مع المواطن/ة بمنطق من عندك تبدأ المشكلة وبك تنتهي.
المطلوب اليوم فريق عمل مائي فلسطيني من جهات الاختصاص التي تتحم مسؤولياتها كاملة حسب القانون في قطاع المياه يعمل في هذه الازمة لحلها والخروج بتصور متكامل لانهائها بكل السبل، ويجب ان يكون هذا الفريق المائي بقيادة سلطة المياه ومكون من دائرة مياه الضفة الغربية ووزارة الحكم المحلي ومزودي المياه متواجد على الارض يتابع اول بأول، ويمارس الضغط على إدارة الاحتلال، ويمارس الضغط عبر تحويل الازمة المائية والقضية المائية الى الهيئات الدولية ولتكن البداية الرباعية الدولية، ولا يعقل ان يستمر الانتظار دون حراك واصدار البيانات الصحفية اننا نتابع الازمة المائية في رام الله والبيرة.