نابلس -الاقتصادي- وفاء الحج علي- يبدو أنه ظهر منافسًا شرسًا للمشروبات الغازية وأخواتها مشروبات الطاقة، فالخروب والسوس والتمر الهندي باتت من المشروبات التي لا تفارق السفرة الرمضانية، بل استحوذت على اهتمام الفلسطينيين الذين يسعون إلى ري عطشهم بأقل ثمن وأضرار صحية ممكنة.
مشروبات رمضانية
لكن لماذا استبدل الناس المشروبات الغازية بهذا النوع من المشروبات في رمضان؟
يقول بائع الخروب إبراهيم الأشقر، في مدينة نابلس، إن الناس باتت أوعى عند اختيارها ما تستهلكه للأكل، فإلى جانب سعره المعقول والذي يعد في متناول الفئات كلها، فقد صار من المعروف أن هذه المشروبات طبيعية وخالية من الصودا، والمواد الكيماوية، والصبغات، وهي مفيدة جدًا للجسم، ذاكرًا أن هناك باعة يتعمدون وضع الصبغات الكيماوية للمشروب للتلاعب بلونه، وأنه كلما كانت ألوان هذه المشروبات أفتح كان هذا صحيًا وطبيعيًا أكثر.
ويشرح الأشقر: "لكل بائع منا لمسته السحرية الخاصة التي تميزنا عن غيرنا، لكن طريقة تحضير هذه المشروبات بسيطة وآمنة، فمثلاً عندما تعد الخروب فإنه يجب عليك نقع ثمر الخروب، ثم تحليته، وببساطة يصبح لديك شراب الخروب، إلا أن الباعة القدماء يحتفظون بوصفاتهم السرية التي يعدونها كسر لهذه المهنة".
الشارع اختار
ويبدو أن هذه المشروبات لم تطح بالمشروبات الغازية فحسب، بل أيضًا على تلك التي يفترض أن تزود الإنسان بالطاقة، فهناك من يعتقد أن للخروب والسوس قدرة على إمداد الجسم بالطاقة والقوة.
تقول الحاجة لينا المصري ام أحمد، أنها سعيدة جدًا بإقبال أبنائها على تناول الخروب والسوس والتمر الهندي، بدلا من المشروبات الغازية، وتضيف: "كنت أحاول إقناعهم منذ فترة طويلة على أن يجربوا هذه المشروبات، فهي مفيدة جدًا، كما أنني سمعت من أمي وجدّتي رحمهما الله، أن الخروب يقي من الحسد ويمدّ الجسم بقوة غير بشرية إذا تناوله الشخص لفترات متواصلة".
ويبيّن عبد السلام ذياب، أحد المواطنين القادمين من أراضي الداخل للتسوق في مدينة نابلس، أنه وعائلته "جعلوا من شراء وتناول السوس والخروب، إحدى الطقوس الرمضانية التي لا يتخلون عنها، قائلاً إنه لا يريد ان يعتاد أطفاله على شرب الغازيات أو مشروبات الطاقة، وأن الإقبال على هذا النوع من المشروبات يعد دعمًا للمنتج الوطني الأصيل".
ما فائدة الخروب والسوس للجسم؟
يبيّن أخصائي التغذية د. رافع أبو عمر أن مشروب الخروب مفيد في عدد من الأمور، فصمغ الخروب يحوي خميرة الأكسيداز وأنزيم السيراتونياز، لذا يساهم في علاج القولون العصبي، ويمتص السموم من الجسم، كما أنه مفيد لمرضى السكري، ويعالج المغص والإسهال والإمساك، والدوسنتاريا، وهو أيضًا مدر للبول وطارد للديدان.
أما السوس، يقول أبو عمر إنه يقتل البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة وتسوس الأسنان، كما أنه يساهم في الحد من أمراض الجهازين التنفسي والهضمي.