الاقتصادي- أتذكرون قصة "علي بابا" الذي اضطر لمقاتلة أربعين صعلوكا كي يحصد ثروته الطائلة؟ أو ربما قصص القراصنة الذين جالوا بحار العالم السبع كي يحصلوا على كنزهم؟ فلننس هذه الأساطير، ففي العالم المعاصر، أمسى الكنز إلكترونيًا، فلا حاجة للتفوق على الصعاليك ولا للتضور جوعا وسط بحر شاسع، كي تصبح ثريًا... وديفيد ديفور هو خير مثال على ذلك.
عام 2009، كان "ديفيد" الأب متوجهًا إلى بيته مع ابنه "ديفيد" بعد أن اجرى الصغير عملية جراحية لأحد أضراسه... عملية بسيطة غيرت حياتهما.
كان الصغير "ديفيد" يهلوس بسبب الدواء المخدر، فقرر الأب توثيق اللحظة المضحكة على جواله، ثم حمّلها على موقع "يوتيوب".
جمع مقطع الفيديو، الذي لم يتجاوز دقائق، 3 ملايين مشاهدة بعد 3 أيام من تحميله، وهكذا فتحت للديفيدين أبواب الرزق.
يقول ديفيد الأب أنه جمع منذ أن حمّل المقطع ما يزيد عن 150 ألف دولار اميركي، لذا استغل الفرصة الذهبية التي حصل عليها وترك عمله كسمسار للعقارات عندما انهارت السوق بعد عام 2008.
وما زال الفيديو يدرّ أموالاً للعائلة، كيف ذلك؟
تضع "يوتيوب" مع كل فيديو ذو نسب مشاهدات عالية إعلانات مدفوعة، ومع كل مشاهدة يحصل الموقع على "سنت" واحد، يقسّم بينه والشخص الذي حمّل الفيديو.
قد لا يبدو هذا مبلغًا طائلاً، لكن إذا حسبنا رياضيًا عدد المشاهدات التي جمعها الفيديو منذ تحميله قبل 6 سنوات، يتبين أن هذا المبلغ يتفاقم بشكل دراماتيكي، هذا إلى جانب فرص العمل التي حصلت عليها عائلة ديفيد، كمستشارين لمواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركات في أعمال دعائية ضخمة وذات أسعار خيالية بمشاركة نجوم كبار.
وكما هو واضح، أمسى "يوتيوب" مهنة للكثير من الناس، برأس مال ضعيف جدًا وضربة حظ لا تصدق، لدرجة ان بعض الناس باتوا يعتاشون من هذه المهنة وصار مسمى "Youtuber" رسميًا.
ويبين ديفيد الأب أنه حتى تاريخ هذا اليوم ما زال غير قادر على التأكيد إن كان من الممكن ان يحصل على أموال أكثر من فيديو ابنه، متوقعًا انه لو كان يمتلك الخبرة التي يمتلكها اليوم في هذا المجال، لكان المبلغ تضخم بشكل ملحوظ.
ترجمة: وفاء الحج علي