رام الله - الاقتصادي - ابتكرت الطالبتان آسية غطاشة ودعاء شحادة من فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل "نظام السرير الذكي للطفل" الذي يرصد تحركات الطفل وحالته عبر جهاز الهاتف المحمول، ويمكّن العائلة من متابعة طفلها وهو في سريره، وينهي قلقهم المتواصل عليه.
ونجحت الطالبتان بمشروعهما هذا في أن تتخرجا، وكان أشرف عليهما في البحث د. محمد قباجة عضو هيئة التدريس بتخصص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفرع الخليل.
والمشروع ذو نظام يحمل أفكارًا تقدم حلولاً ذكية للعناية بالأطفال خلال مكوثهم في أسرّتهم، فيراقب كل ما يتعلق بهم؛ فإذا بكى الطفل يتحرك هذا السرير تلقائيًا بسرعات عدة، ثم تتحرك لعبة خاصة تعزف الموسيقى لوقف البكاء، أما إذا مر وقت على هذا ولم يهدأ الطفل فإن النظام ينبّه الأم أو الشخص المسؤول عن الطفل مباشرة عبر الهاتف المحمول. ويقوم النظام أيضًا بمراقبة حرارة الطفل ونبضات القلب وحال حفاظته بغية المحافظة على وضعية صحية نظيفة للطفل، هذا بالإضافة إلى وجود آلة تصوير (كاميرا) تسمح للأم برؤية طفلها على وجه مباشر كلما أرادت ذلك، وثمة مستشعر حركة يكشف حركة الطفل أثناء وجوده في السرير؛ فإذا ما تحرك كثيرًا على غير عادة تُنبه بذلك الأم أو الشخص المسؤول.
وأخيرًا، من الممكن الحصول على تقارير دورية للعلامات الحيوية للطفل للاطمئنان على وضعه الصحي، فجميع أدوات المراقبة آنفة الذكر يتم مراقبتها والتحكم بها من خلال موقع (ويب) على الهاتف المحمول أو أي جهاز لوحي ذكي خاص بالأم أو الشخص المسؤول عن الطفل.
المشروع يفوز بجائزة وطنية
نجحت الطالبتان عبر مشروعهما هذا بالفوز بالمرتبة الأولى عن فئة (البوستر) من خلال الحصول على جائزة "أفضل بوستر" في مؤتمر البحث والابتكار في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات الذي نظمته جامعة فلسطين التقنية – خضوري في 3-4/ نيسان/ 2017م، وكان قد شارك فيه عدد كبير من المشاريع المنافسة من مختلف الجامعات الفلسطينية.
وعقد المؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء أ. د. رامي الحمد الله وبحضور معالي د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي، ود. علام موسى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والعديد من رؤساء الجامعات الفلسطينية، ونخبة من الباحثين من الجامعات الفلسطينية كافة. وعرض ما ينوف على (100) مشروع تخرج متميز من مختلف الجامعات الفلسطينية أمام جمهور عريض من الطلبة والخبراء والمهتمين من داخل فلسطين وخارجها تولت تقييمها لجنة تحكيم مختصة من مختلف الجامعات.
وعن فكرة المشروع قالت آسية وهي أم لطفلة: "مررت بمراحل صعبة خلال دراستي الجامعية وخاصة بعد أن وضعت مولودتي البكر، فكنت أسعى للحفاظ على تفوقي والموازنة بين أمور بيتي ودراستي، فرحت أفكر بمشروع تخرج أتميز به، فاقترحت على د. قباجة أكثر من فكرة، ثم جدت أن هذا المشروع سيشكل حلاً لكثير من العقبات التي تواجه الأمهات خاصة في ظل تطور الحياة ومتطلباتها، فتبلورت الفكرة بالشراكة مع زميلتي الطالبة دعاء، وحظينا معًا بدعم من مشرف هذا المشروع".
أما الطالبة دعاء التي دخلت حياتها الزوجية حديثًا، وكان أن تزامن التحضير لإنجاز المشروع مع تحضيرات زواجها، فتقول: "لقد شعرت بكل ما مرت به أختي بعد ولادة طفلها، خاصة أنني كنت واعية بكل التفاصيل وقريبة جدًا منها في الأشهر الأولى من ولادتها، فاجتهدنا بأن يكون المشروع مميزًا يسهّل على الأمهات، لا سيما الجدد، متابعة صغارهن والاطمئنان عليهم، بالإضافة إلى الأمور الأخرى المطلوبة من ربة البيت".
وعبّر مشرف المشروع د. محمد قباجة عن فخره بقدرات طلبة جامعة القدس المفتوحة، مؤكدًا أن المشروع يثبت مدى أهلية الطلبة لإخراج مثل هذه المشاريع الإبداعية. وأشار أيضًا إلى أن المشروع حظي بإعجاب الجميع وخاصة المشاركين في المؤتمر، ذلك أنه تطبيق تستفيد من الأم وأفراد العائلة جميعًا في ظل الانشغالات المنزلية والتزامات العمل المرهقة.
وأكد د. قباجة أن المشروع يحمل أفكارًا جديدة لم تكن متوافرة في المشاريع السابقة ما يجعله أكثر فاعلية، منها الاهتمام بالعلامات الحيوية للطفل وإمكانية التحكم بالنظام عن بعد.
أما ما يتعلق بتجربة هاتين الطالبتين في الجامعة وتميز مشروع تخرجهما، فتقولان: "حظينا بدعم كامل من جامعة القدس المفتوحة التي نعتز بها، ولا يفوتنا في هذا السياق أن نشكر الجامعة ممثلة برئيسها أ. د. يونس عمرو، ومدير فرعها في الخليل د. نعمان عمرو، ومشرف المشروع د. محمد قباجة، على ما قدموه لنا من مساندة ودعم وتحفيز خلال دراستنا عامة وعملنا في مشروع التخرج خاصة".
وعبّر مدير فرع الخليل د. نعمان عمرو عن فخره بفوز مشروع طلبة جامعة القدس المفتوحة، مشيرًا إلى أن هذه الجائزة جاءت استمرارًا لنجاحات سابقة، ولا سيما بعد فوز جامعة القدس المفتوحة بجائزة سقراط الدولية للعام 2017م عن أفضل جامعة رائدة في العلوم والتربية بالعاصمة البريطانية لندن، وبحصول رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو على جائزة أفضل مدير أدار جامعته في المنطقة، ومن ثم حصول الجامعة على ترخيص يتعلق بحقوق استخدام لقب "أفضل جامعة" ولقب "أفضل رئيس" طوال خمسة أعوام مقبلة ابتداء من العام 2017م، ما يؤكد أن هذا النجاح هو استمرار لنهج أكاديمي إداري سارت عليه الجامعة تنفيذًا لسياسة رئاستها.