عمان - الاقتصادي - عقدت الهيئة العامة لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو القابضة)، يوم الاثنين، اجتماعها السنوي العادي الثاني والعشرين، في العاصمة الأردنية عمان، بحضور أعضاء مجلس الإدارة والمستشار القانوني للشركة، ومدقق الحسابات الخارجي، وحملة 70.08% تقريباً من أسهم الشركة، وممثلين عن هيئة سوق رأس المال الفلسطينية، وبورصة فلسطين.
وأقرت الهيئة العامة للشركة توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 5% من رأس المال، بواقع 12.5 مليون دولار.
وفي البداية، رحب رئيس مجلس الإدارة منيب رشيد المصري، بالحضور في كل من الأردن وفلسطين، وتوجه بتحية إكبار وإجلال إلى الأسرى والمناضلين المضربين عن الطعام القابعين في سجون الاحتلال، لا سيما أن الاجتماع يتزامن مع الذكرى السنوية لنكبة فلسطين، وشدد على دعم الشركة ممثلة بمساهميها، ومجلس إدارتها، وطاقمها التنفيذي، لمطالبهم العادلة والمشروعة، والمستندة إلى القوانين الدولية.
وفي كلمته قال المصري مخاطباً المساهمين: " كما بدأنا حلمنا المفعم بالأمل والعمل والكد قبل اثنين وعشرين عاماً؛ نواصل مسيرة شركتكم باديكو القابضة، متحدين ما يشهده الوطن من حالة اقتصادية غير مستقرة، وغياب لحل سياسي ينهي الاحتلال، ويضمن للمواطن الفلسطيني العيش الكريم الذي نبتغيه، في دولته المستقلة.
وأضاف: لم يكن حلمنا إلا جزءاً أصيلاً من الحلم الفلسطيني العظيم، يرتبط به ويدعم تحقيقه، بأن ينعم أهلنا باقتصاد مستقلّ زاهر يعزّز دعائم الدولة الفلسطينية، نحن اليوم نتطلّع إلى اقتصاد راسخ متين يؤسس البنيان لمستقبل مشرق كما يحلم أبناؤنا، وحيث أن الحلم والأمل لم يفارقا وجدان مؤسسي ومساهمي باديكو القابضة في الوطن والشتات، والإدارات والطواقم التنفيذية كذلك، فإن مسيرة البناء خرجت من رحم الأمنيات والتفكير والرغبات لتصبح واقعا ملموسا، يشار إليه بالبنان".
وأضاف: "إننا وإذ ندرك أن مسيرتنا الاستثمارية لم تكن يوماً مفروشة بالورود، بل تلقفتها طواحين التحديات والصعاب الداخلية والخارجية، فإلى جانب التحديات السياسية سواءً تلك التي نواجهها في معركة إنهاء الاحتلال أو ما تشهده منطقتنا العربية من حروب ودمار، فإننا لا زلنا نراوح مكاننا في قضية الانقسام والخلاف بين الأخوة، ولا شكّ أن هذه القضية هي الأكثر خطورة، فكيف لنا أن نحقّق آمال التحرّر دون أن نكون يداً واحدةً في وجه الصعاب!
وتابع: لذا فإننا وإلى جانب التزامنا بالاستثمار على أرض الوطن، سنواصل العمل مع أخوتنا لنحمل العبء معهم ونعيد روابط الأخوة ولم الشمل حتى نكمل معاً مسيرتنا نحو التحرّر والانعتاق من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وقال إن باديكو القابضة وإذ دخلت عالم الأعمال من أوسع أبوابه، فإنها قد دخلته بروح وطنية وهدف تنموي بالدرجة الأولى، لا رغبة اقتصادية محمومة في الربح المادي. واليوم، وبعد مضي أكثر من اثنين وعشرين عاماً على تأسيسها، فقد أوجدت الشركة كيانات استثمارية متينة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الاتصالات والعقارات والسياحة والزراعة والصناعة والخدمات المالية، وغيرها الكثير من الأنشطة الاستثمارية التي خاضتها الشركة من خلال مجموعة من الشركات التابعة والحليفة، والتي أصبحت اليوم تشكل نواة مهمة لعملية التنمية الاقتصادية الشاملة التي نصبو إلى أن تكون رافعة للدولة الفلسطينية العتيدة.
وتابع المصري: في الوقت الذي تسهم فيه باديكو القابضة في تعزيز البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني من جانب، فإنها تعدّ مشغّلاً مهماً للقوى العاملة في فلسطين من جانب آخر، فقد بلغ عدد الأيدي العاملة التي تشغلها باديكو القابضة سواء بشكل مباشر أو من خلال شركاتها التابعة والحليفة حوالي 7,000 موظفة وموظفاً.
وأضاف "لقد أثبتت الشركة لعالم الأعمال في كل مكان، على مدى اثنين وعشرين عاما جدوى الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، وقدمت لهم فرصا لا حصر لها للاستثمار في هذا الاقتصاد البكر، وما كان هذا الجهد لينجح لولا قرارها بالمخاطرة والاستثمار في مجالات لم يطرقها القطاع الخاص من قبل".
وأعرب المصري في نهاية كلمته عن تقديره لمجلس إدارة الشركة، وإدارتها التنفيذية، وكافة طواقمها العاملة، على جهودههم الكبيرة في قيادة وتنفيذ التوجه الاستثماري للشركة، والتي استطاعت تجاوز كافة العقبات التي اعترضت مسيرة الشركة خلال العام 2016.
أداء الشركة والظروف المؤثرة خلال العام 2016
من جهته، استعرض سمير حليلة، الرئيس التنفيذي، في تقرير الإدارة التنفيذية، الظروف التي أثرت على أداء الشركة خلال العام 2016، والبيئة المحيطة، والمشاريع قيد التنفيذ، وخطط الشركة للسنوات القادمة.
وأوضح أن العام 2016 شهد تواصل التعقيدات السياسية المحيطة سواء في فلسطين أو في المنطقة بأسرها، وكان لهذه التعقيدات والتطورات أثرها الجليّ على مجمل أداء الاقتصاد الفلسطيني بما في ذلك أداء باديكو القابضة، لا سيما وأنها تمتلك استثمارات مهمة في معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية، إلا أن خبرة الشركة القابضة الطويلة في البيئة الاستثمارية الاستثنائية في فلسطين، وقدرة الشركة على التعامل مع ظروف أكثر صعوبة في كثير من الأحيان خلال العقدين الماضيين؛ مكّنها من التعامل مع تقلّبات العام 2016 بدرجة كبيرة من المرونة والحكمة، فمع نهاية العام 2016 بلغ مجموع الإيرادات الموحّدة 132.65 مليون دولار مقارنة بـ 129.82 مليون دولار في العام 2015، وارتفع مجموع الموجودات الموحّدة من820.52 مليون دولار نهاية العام 2015 إلى 842.18 مليون دولار نهاية العام 2016 أي بنسبة ارتفاع بلغت 2.6 %، فيما ارتفع مجموع المطلوبات الموحّدة إلى 305.16 مليون دولار كما في نهاية العام 2016 مقارنة مع 276.70 مليون دولار نهاية العام 2015 أي بارتفاع نسبته 10.3 %.
أما بالنسبة للأرباح العائدة إلى مساهمي الشركة، فقد بلغت 19.01 مليون دولار أمريكي للعام 2016، مقارنة مع 22.30 مليون دولار أمريكي في العام 2015 أي بانخفاض نسبته 14.76 %، بالرغم من التحسن الملحوظ في أداء شركاتها العاملة في القطاع الصناعي، إلا أن نتائجها تأثرت لهذا العام، بنتائج شركة فلسطين للاستثمار العقاري، والتي كانت نتيجة لتغيير طريقة المعالجة المحاسبية، لمشاريع أنجزتها الشركة خلال العامين 2015 و 2016.
مرونة وديناميكية في مواجهة التعقيدات
وأضاف حليلة ان هذه النتائج التي حققتها الشركة خلال العام 2016 لم تكن قطافاً سهلاً، بل تُعدّ إنجازاً كبيراً بالنظر إلى التعقيدات السياسية وآثارها السلبية على الاقتصاد الفلسطيني خلال تلك الفترة، والتي تجاوزتها الشركة بجهد دؤوب وبمرونة عالية، ما أسهم في تخطّي الظروف السياسية والاقتصادية بالغة التعقيد، حيث شهد ذلك العام ازدياداً في وتيرة الانتهاكات والتضييقات على مختلف الصُعُد وفي كافة أرجاء الوطن، ولم تقف تداعياتها عند المستوى السياسي، بل أثّرت بشكل مباشر على أداء الاقتصاد الفلسطيني، حيث كان القطاع السياحي أحد أبرز القطاعات تراجعاً في الأداء، وقد أثّر هذا التراجع على أرباح الشركة المتأتية من هذا القطاع؛ نظراً لأن الشركة تمتلك استثمارات كبيرة في هذا القطاع. فعلى سبيل المثال، ما زالت الشركة تشغل فندق المشتل وشاليهات بلوبيتش في قطاع غزة على الرغم من الضعف المتواصل في الايرادات، وذلك التزاماً منها بالاستثمار في قطاع غزة وتقديم الخدمات الفندقية المتميزة هناك، وحرصاً على توفير فرص عمل لأهلنا في القطاع من جانب آخر.
وتابع: في ذات السياق، أقدمت باديكو القابضة خلال العام 2016 على بيع حصتها في الشركة العربية للفنادق، المالكة لفندق موفنبيك في مدينة رام الله، وذلك في إطار سعيها للخروج من الاستثمارات الضعيفة، وتقليل انكشافها الاستثماري في القطاع السياحي، الذي يتميز بالحساسية الشديدة للأوضاع السياسية غير المستقرة في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وقد ساهمت هذه الخطوة وغيرها من الخطوات في تقليل الخسائر السنوية العائدة لباديكو القابضة من هذا القطاع، وتسعى الشركة إلى التركيز على الاستثمارات الواعدة في القطاعات الأخرى، بما يضمن تحقيق نسبة عائد استثماري جيّد لمساهميها.
إنجازات نوعية وجهود حثيثة لتطوير المشاريع الحالية،
وشدد على أنه على الرغم من الظروف والتعقيدات آنفة الذكر، فقد حقّقت باديكو القابضة والشركات التابعة لها العديد من الإنجازات المهمة والقفزات المميّزة خلال العام 2016، حيث أقدمت الشركة على خطوة تُعدُّ تاريخية في مسار الاقتصاد الفلسطيني وذلك بإصدارها سندات قرض تجارية، للمرة الثانية بعد العام 2011، وهذه المرة بقيمة مئة وعشرين مليون دولار، وقد تمت تغطية كامل قيمة الإصدار، بمشاركة اثني عشر بنكاً ومؤسسة مالية من فلسطين وخارجها، وذلك في أكبر عملية اكتتاب خاص لسندات قرض شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد عمدت الشركة إلى الإقدام على هذه الخطوة انطلاقاً من حقيقة كون السندات من أفضل أدوات الدين التي تتناسب وطبيعة استثمارت الشركة، والتي تتّسم بكونها مشاريع تنموية متوسطة إلى طويلة المدى، وتستغرق فترة ليست بالقصيرة إلى حين البدء في تحقيق عوائد نقدية.
واضاف: قد أظهر الإصدار الأخير للسندات الثقة الكبيرة التي تتمتع بها باديكو القابضة في السوق الفلسطينية، حيث شهدت عملية الاكتتاب إقبالاً كبيراً، منذ بدايتها، من قبل معظم البنوك العاملة في فلسطين، وتمت تغطية كامل القيمة الاسمية للسندات؛ والبالغة 120 مليون دولار أمريكي.
واكد ان باديكو القابضة وظفت جزءاً من حصيلة الإصدار الثاني (120 مليون دولار أمريكي) في تمويل سداد السندات التي تمّ إصدارها في العام 2011، كما تم استخدام جزء إضافي من حصيلة الإصدار في تمويل دفعات القروض البنكية قصيرة الأجل؛ والتي تمّ ضخ مبالغها خلال السنوات السابقة في المشاريع التنموية، فيما سيتمّ تخصيص مبلغ 21 مليون دولار في أنشطة استثمارية في الفترة القادمة ومن ضمنها استكمال تمويل المشاريع الحالية قيد التطوير، وتوفير الدعم اللازم لها لتتمكن من الوصول إلى مرحلة الاستقرار والنضوج وبدء تحقيق دخل نقدي في المدى المتوسط.
وبين: إلى جانب تركيزها على توسعة وتعزيز المشاريع الحالية وتطوير المشاريع المستقبلية؛ عكفت باديكو القابضة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مساهميها، فوزعت خلال العام المنصرم أرباح العام 2015 على مساهميها، حيث شكلت الأرباح الموزعة ما نسبته 5% من رأسمال الشركة بقيمة 12.5 مليون دولار أمريكي، وجاءت هذه الخطوة استناداً إلى قرار الهيئة العامة العادية لباديكو القابضة في اجتماعها الذي عُقد بتاريخ 17/5/2016.
وتحدث حليلة عن الشركات التابعة لباديكو القابضة والتي واصلت أيضاً جهودها التطويرية والتوسعية خلال العام الماضي.