أبو ريالة: شباك تصطاد النجاح
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 19 تشرين الثاني 2013

أبو ريالة: شباك تصطاد النجاح

غزة- القدس الاقتصادي – على شاطئ بحر غزة وتحت أشعة الشمس الحارقة كان يغزل شباكه بمهارة وخفة عالية، يتابع بعينيه ما يدور حوله لحركة أقرانه الصيادين فمنهم من عاد بصيد وفير يسد احتياجاته ومنهم من يتأفف من قلة الصيد وتدهور الحال.
 
 الصياد عثمان أبو ريالة (32 عاما) من مخيم الشاطئ في قطاع غزة ،المعيل لأسرة صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد( زوجته، إبنه إلياس، وإبنته رؤى) إلى جانب والديه وأخوته، قال :" بدأت قصتي عندما دمر الإحتلال قاربي في حرب 2008/2009 ومعه فقدت مصدر الرزق الوحيد لي ولعائلتي فنصحني أحد الأصدقاء بالتوجه إلى مؤسسة فاتن للإقراض وأخد قرض لتصليح ما تم تدميره".
وأضاف" ولأن الحياة لم تنته بتدمير قاربي الصغير، توجهت إلى فاتن واقترضت ما يكفي لإصلاح قاربي وعدت لعملي في الصيد لتوفير دخل يمكّن عائلتي من العيش بكرامة" .
ولفت إلى أن  صيد الأسماك مهنة ليست عادية وتقليدية بل يمكن تطويرها من خلال الأدوات المستخدمة. ويتابع "لعدم امتلاكي رأس المال لتطوير عملي وبالتالي زيادة دخلي لجأت إلى مؤسسة فاتن للاقتراض مرة أخرى ولكن هذه المرة لتوسيع عملي وتطويره"، مشيراً إلى أن بعض أدوات الصيد مكلفة كالشباك التي تمكنه من صيد أنواع عديدة من الأسماك غالية الثمن.
وذكر أبو ريالة أن تطوير عمله مكّنه من الإتفاق مع عدد من أصحاب المطاعم لتوريد الأسماك اللازمة لعملهم والذي عاد عليه بالربح الجيد.
ويكمل" من خلال عملي التحق أخي الأصغر بجامعة القدس المفتوحة وتمكنت من تشطيب بيتي"، موضحا أنه خريج اقتصاد وعلوم سياسية  ولكن قلة الفرص في غزة منعته من العمل بتخصصه. وشكر أبو ريالة مؤسسة فاتن لما قدمته له من فرص بالحصول على عدة قروض جعلته يتجاوز أزمات عديدة مر بها ، لافتاً إلى أن الفائدة ميسرة وواضحة إلى جانب مرونة الاجراءات وسرعة استلام القرض.
ونوه إلى أن القروض من مؤسسة فاتن هي وسيلة فعالة للتغلب على الوضع الخانق في قطاع غزة ولكن بشرط أن يختار المقترض مشروعا يستطيع من خلاله التسديد، ناصحاً كل من يمتلك مشروعاً الإكمال به وعدم التوقف لأي ظروف كانت.
وأردف أبو ريالة :" لدي النية لأخد قرض جديد من مؤسسة فاتن للتوسع في عملي مستقبلاً إلى حين استقرار الأوضاع من إغلاق المعابر وشح الوقود، متمنيًا أن يعود الحال لما كان عليه، لافتا إلى أن عدد الصيادين في الوقت الحالي يفوق أضعاف عددهم قبل عشر سنوات خاصة بعد منع العمل داخل الخط الأخضر مما جعل الكثيرين يقبلون على مهنة الصيد لتوفير قوت عائلاتهم.
وأضاف ونظرة حزن تعتلي وجهه :" للأسف البحر تحت سيطرة الإحتلال ونحن الفلسطينيون الذين لنا كل الحق فيه لا نستطيع أن نبحث عن رزقنا والمسافة التي نتحرك بها محدودة".
ودعا الجهات المعنية والحكومة في غزة إلى الالتفات لوضع الصيادين خاصة في ظل الانتهاكات المستمرة بحقهم من قبل الإحتلال ، منوها إلى  أن إغلاق الجانب المصري ومنع إدخال الأسماك المصرية سيتسبب في نقص بكمية الأسماك في غزة إلى جانب ارتفاع أسعارها.
من جهتها، قالت السيدة منى العلمي المدير الاقليمي لمؤسسة فاتن في قطاع غزة إن فاتن مؤسسة غير ربحية تأسست في العام 1999 تقدم خدمات مالية متنوعة ومستدامة لأصحاب المشاريع الصغيرة ولذوي الدخل المحدود ولكافة شرائح المجتمع وبخاصة النساء وفئة الشباب منهم ، حيث تحاول المؤسسة التركيز عليهم من خلال إعطائهم قروض متنوعة تلبي احتياجاتهم.
وأوضحت أن برامج مؤسسة فاتن متنوعة ومتعددة ، فقرض العائلة لديها يستهدف أصحاب وصاحبات المشاريع الصغيرة بهدف تحسين وتطوير مشاريعهم القائمة، والقرض الشخصي الذي يهدف إلى تلبية احتياجات العائلات الفلسطينية والتي تندرج تحت الاستعمال الشخصي إلى جانب قرض السكن، قرض الطالب والحاسب الآلي، قرض ضمان المجموعة وقرض المستثمر الصغير.
وذكرت أن فاتن رفعت سقف مبالغها إلى 25 الف دولار أمريكي بفائدة سنوية 5% ومدة سداد تصل إلى 5 سنوات، وهي تهدف بذلك إلى التركيز على المشاريع الإنتاجية  لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، مؤكدة على تشجيع مؤسسة فاتن للمشاريع الطموحة مهما كانت الفكرة بسيطة.
وبينت العلمي أن لدى مؤسسة فاتن حالياً 23000 مقترض نشط  منهم 8000 في قطاع غزة ، وتبلغ محفظة القروض ما قيمته 42 مليون دولار أمريكي منهم 12 مليون في قطاع غزة.
وحول قصة نجاح المقترض عثمان أبو ريالة قالت العلمي إنه بدأ مشواره مع الصيد بالوراثة كما هو معروف أن مهنة الصيد متوارثة أبّاً عن جَدّ وبدأ تعامله مع مؤسسة فاتن في شهر أب 2008 بعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لقاربه الذي كان يعيل أسرة مكونة من والديه وثلاثة أخوة آخرين.
وأضافت: توجه إلينا عثمان بعد أن جمع مبلغا من المال لم يكن كافياً لإصلاح قاربه الذي دمره الاحتلال وتم حصوله على القرض من فاتن بعد استيفائه للإجراءات التي وصفها أبو ريالة بالمريحة والسلسة.
وتابعت :" في شهر آيار2009 عاد أبو ريالة إلى مؤسسة فاتن للاقتراض مرة أخرى بهدف التوسع في عمله وتطويره وخلال هذه الفترة تطور عمله وأصبح يتعامل مع تجار يورد لهم الأسماك وبسبب تطور ونجاح عمله أصبح يصيد أسماكا متنوعة عادت عليه بالربح الوفير.
واستكملت قائلة "في كانون الأول 2010 اقترض أبو ريالة للمرة الثالثة من فاتن بمبلغ يزيد عن المرات السابقة بكثير بهدف شراء أدوات صيد ومعدات جديدة تمكنه من التوسع بعمله وتطويره أكثر فأكثر.
ووصفت العلمي الصيادين في غزة  بالمظلومين بسبب معاناتهم من قصر المسافة التي يسمح بها الإحتلال إلى جانب الاستهدافات المتكررة والإنتهاكات المستمرة، لافتة إلى ضرورة الاهتمام بقطاع الصيد لما يشكله من أهمية كبيرة.
وأكدت استعداد مؤسسة فاتن لدعم كافة المشاريع بهدف تقديم مخرجات تخدم البيئة الفلسطينية إلى جانب تخفيف الأعباء عن كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، منوهة إلى أن القرض هو وسيلة لتطوير وبناء القدرات وفرصة للنجاح وإثبات الذات خاصة في ظل الأوضاع السيئة وقلة الفرص.
Loading...