رام الله - خاص الاقتصادي - اعتبر طارق العقاد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك)، أن العام الجاري، سيشهد استقرار شركاته في السوق الفلسطينية.
وقال العقاد في مقابلة خاصة مع "الاقتصادي"، إن العام الماضي كان حافلا باستثمارات ضخمة، أهمها قيام شركة سنيورة للصناعات الغذائية بالاستحواذ على شركة الماسة لتصنيع اللحوم (DMP).
وبلغت قيمة الصفقة 17 مليون دولار أمريكي، تشكل منها حصة سنيورة 12 مليون دولار أي بنسبة 70%.
وأكد أن أية استثمارات جديدة خلال العام الجاري ستكون بالشراكة مع شركات أخرى كبيرة في فلسطين، في قطاع البنية التحتية في مجالات الطاقة مثل محطة توليد كهرباء في جنين، ومصنع الإسمنت في بيت لحم.
دور حيوي للقطاع الخاص
أشار العقاد إلى أن "القطاع الخاص الفلسطيني، يقوم بالدور الواجب عليه القيام به، في ظل الظروف الحالية، وهو نموذج يدعو إلى الفخر".
وقال إن وجود الاحتلال الإسرائيلي، أدى لأن يعمل القطاع الخاص بجهد مضاعف وتوحيد الجهود للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، في بيئة أقل ما يقال عنها ذات مخاطرة عالية.
وزاد: "إلى جانب الاستثمارات، فشركات القطاع الخاص الفلسطيني بما فيها أيبك، تضخ استثمارات كبيرة في مجال المسؤولية الاجتماعية وبنسب مرتفعة من أجل مساعدة مؤسسات المجتمع الفلسطيني على أداء رسالتها".
تقييم مجحف للاقتصاد المحلي
وسجلت فلسطين مرتبة متأخرة في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2017 الصادر في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، في المركز 140 عالمياً من أصل 190 اقتصاداً، مقارنة مع 138 في العام السابق عليه.
وأرجع العقاد سبب تراجع فلسطين، إلى وجود الاحتلال، "علماً أن دول عربية عديدة لديها معايير مشابهة رغم أنها مستقلة، لذا تقييم فلسطين مجحف بحق الاقتصاد".
السعودية...
وتعد السعودية، الدولة التي أطلقت منها عائلة العقاد أعمالها تحديداً في العام 1975، أي ما يزيد عن 40 عاماً.
وأشار رئيس مجلس إدارة أبيك، إلى أن استثمارت شركة العقاد في السعودية تتنوع في قطاعات الصناعة والخدمات الطبية واستيراد السيارات والقطاع الإنشائي.
ومضى قائلاً: "أسس الوالد نحو 45 شركة مختلفة.. علماً بأن استثماراتنا في فلسطين هي امتداد لطبيعة استثماراتنا في السعودية".
وأكد أن شركة العقاد للاستثمار، تأثرت كغيرها من آلاف الشركات العاملة في المملكة العربية السعودية، بسبب هبوط أسعار النفط الخام منذ منتصف 2014 من 120 دولارا إلى حدود 55 دولار في الوقت الحالي.
إلا أنه أكد أن البيئة في السعودية مواتية للاستثمارات، "حتى في ظل أزمة النفط الحالية .. وبرأيي هي مرحلة تباطؤ اقتصادي مؤقت".
سنيورة.. قصة نجاح
واعتبر العقاد أن تجربة شركة سنيورة في فلسطين، تعد قصة نجاح مختلفة ومميزة، "لذا فهي شركة تمثل استراتيجية أيبك للاستثمار".
وقال: "استحوذنا على شركة صغيرة في باب الجديد بالقدس، تنتج حوالي 30 طن شهرياً وتُشغل حوالي ثلاثين موظفاً، لتصبح سنيورة اليوم شركة اقليمية تعمل في فلسطين والأردن والسعودية والإمارات وتنتج شهرياً حوالي 3000 طن وتشغل أكثر من 700 موظف".
وتابع: "تجربة سنيورة قريبة إلى القلب، ونحب أن تتكرر كثيراً في أي وقت.. في الوقت الحالي الفرص محدودة لتكرار تجربة سنيورة، حيث أن الشركات العائلية مثل أي شركة عائلية في فلسطين وخارجها لديهم تخوف من مأسسة الشركة لأسباب كثيرة منها فقدان الحرية المطلقة والسيطرة الكلية على الشركة ومشاركة الاخرين في القرارت".
نبذة
وتأسست الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "أيبك"، بمبادرة مجموعة من رجال الأعمال العرب لتوجيه التمويل والاستثمارات إلى فلسطين.
وتتنوع استثمارات "أيبك" في قطاعات التصنيع والتجارة والتوزيع والخدمات في فلسطين، والأردن، والسعودية، والإمارات من خلال مجموعة مكونة من تسع شركات تابعة.
والشركات التابعة هي: الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات، شركة سنيورة للصناعات الغذائية، الشركة العربية الفلسطينية لمراكز التسوق، الشركة الفلسطينية للسيارات، شركة التوريدات والخدمات الطبية، شركة يونيبال للتجارة العامة، شركة سكاي للدعاية والإعلان والعلاقات العامة وإدارة الحدث، الشركة العربية للتأجير التمويلي والشركة العربية الفلسطينية للتخزين والتبريد.
وتشغل أبيك 1600 موظفاً في شركات المجموعة؛ وتقدم شركاتها التابعة مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات من خلال اتفاقيات توزيع حصرية مع العديد من الشركات العالمية.