رفح - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم يعتد الناس على استخدام أعواد الكبريت الا من اجل اشعال النار، بينما اختار لها حسن عدوان استخداما اخر حمل في طياته الإبداع والخروج عن المألوف.
عدوان البالغ من العمر ستين عاما كان يهوى صناعة المجسمات ويقوم بصناعة البيوت مستخدماً الأوراق الى أن تم اعتقاله أواخر الستينيات ليبدأ رحلة جديدة من الإبداع تغيرت فيها المكونات من الورق إلى كل ما هو متاح لصناعة تلك المجسمات.
ويضيف أنه بدأ بصناعة مجسمات لبراويز وبيوت خلال تواجده في السجن الأمر الذي دفع رفاقه الأسرى بتشجيعه لصناعة أعمال فنية من أجل تقديمها لعائلاتهم كهدايا أثناء الزيارات.
الإبداع يتحول للحرية
يقول عدوان أن ضباط السجن والمسؤولين في السجن لاحظوا ابداعه في صناعة المجسمات فطلبوا منه صناعة بعض المجسمات، إلا أنه رفض القيام بأي شيء قبل أن يتم تخفيف فترة اعتقاله وهذا ما تعهد به أحد الضباط الذين طلبوا منه صناعة مجسم لبرج إيفل والذي أوفى بتعهده وخفف عنه فترة الحكم.
ويقوم عدوان بتجميع أعواد الكبريت وبناء مجسمات منها والتي تظهر في شكلها النهائي بصورة ومظهر يوحي بوجود العديد من المواد الخام ذات الجودة العالية مشيرا إلى انه يستعين بالغراء ليتمكن من تجميع أعواد الكبريت ببعضها إلى جانب بعض المواد كالبلاستيك والزجاج والإضاءة الملونة.
ويسبق ذلك العمل قيام عدوان بالرسم على الورق البياني للمجسم الذي يريد صناعته ومن ثم يجلب المادة اللاصقة "الغراء" وأعواد الكبريت وبعض الأدوات المساعدة كالورق والبلاستيك والخشب, ثم يقوم بتشكيل قطع من أعواد الكبريت ويلصقها ويتركها لتجف وتتماسك, ثم يقوم بلصق وتركيب القطع ببعضها, وقبل أن يظهر المجسم للنور يركب له شبكة اضاءة داخلية بالإضافة لدهان المجسم بمادة عازلة للحفاظ عليه من الرطوبة والمياه.
رسائل موجهة
عدوان اتقن العمل وأبدع فيه وأصبح يملك القدرة على صناعة العديد من المجسمات والتي كان اخرها صناعة برج القاهرة والأهرامات الثلاثة، والتي سعى من خلالها إلى تأكيد العلاقة الوطيدة بين مصر وفلسطين, بالإضافة لصناعته لبرج إيفل ولمجسم منزل جنوب أفريقي .
وشدد على أن العلاقة القوية التي تربط الشعبين الفلسطيني والمصري لا يمكن أن تهتز مهما طال الحصار على غزة، مطالباً بضرورة وجود معبر دائم بين البلدين في ظل العلاقات الإنسانية والأسرية التي تربط أبناء غزة بالشعب المصري.
وولد عدوان في مدينة الشرقية إحدى مدن جمهورية مصر العربية عام 1949من أب فلسطيني وأم مصرية.
ويضيف عدوان:" أريد من خلال عملي الفني نقل رسالة شعب فلسطين إلى مصر ورئيسها أننا نرتبط بهم روحياً وانسانياً وأننا بعيدين كل البعد عن أي تدخلات أو خلافات سياسية مع الشعب المصري".
ويوضح ان سبب صناعة برج إيفل والذي يهدف من خلاله لتوجيه رسالة شكر لفرنسا على بعض المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية إلى جانب تأكيد نضال الشعب الجنوب أفريقي ضد التمييز العنصري من خلال بناء مجسم على شكل بيت جنوب أفريقي في ظل الدعم الدائم لقضية الشعب الفلسطيني وعدالة قضيتهم وخاصة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا مانديلا.