رام الله- القدس الاقتصادي- كرست مجموعة الاتصالات الفلسطينية نفسها لاعبا أساسسيا ومحوريا في نقل التعليم الفلسطيني إلى العصر التكنولوجي الحديث من خلال اطلاقها ووزارة التربية والتعليم برنامج "أبجد نت" والذي يتضمن تزويد نحو 1000 مدرسة بخدمة الإنترنت المجاني ومدها بالمختبرات والمحتوى الالكتروني.
ويشمل البرنامج في مرحلته الأولى نحو 50% من مدارس الضفة وغزة بالإنترنت مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي 2013-2014، على أن يكون هناك مرحلة ثانية لشمل 1000 مدرسة أخرى ليصل العدد الى 2000 مدرسة تتمتع بخدمة الانترنت المجاني.
العكر: نساهم في تطوير
منهاج بمحتوى الكتروني
وحول أهمية هذه المبادرة يقول السيد عمار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية لـ"القدس الاقتصادي" إنها تسد ثغرة في قطاع التعليم، كونها تربط أكثر من 1000 مدرسة بالإنترنت المجاني وتمدها بالمختبرات وبالمحتوى الالكتروني لمساعدة المعلم والطالب على تطوير العملية التعليمية، مضيفا" المبادرة تمثل عملا نوعيا تحاول المجموعة أن تساهم به لتطوير المجتمع الفلسطيني".
وأوضح أن المجموعة اعتادت على تقديم مساهمات متميزة في قطاع التعليم، قائلا إن للمجموعة مساهمات متميزة سواء من حيث المنح الدراسية التي تقدمها من خلال شراكاتها مع الجامعات الفلسطينينة أو من خلال شراكتها مع وزارة التربية والتعليم وكذلك مع مؤسسات اقتصادية وأهلية أخرى بهدف الارتقاء بواقع العملية التعليمية.
وأضاف "أن برنامج أبجد نت من أهم البرامج التنموية في مجموعة الاتصالات، نسعى من خلاله إلى تطوير الثقافة الإلكترونية في المدارس الفلسطينية من خلال توفير البنية التحتية المناسبة والتي تشمل شبك المدارس بخدمة الانترنت بشكل مجاني وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للمساهمة في تنمية المجتمع الفلسطيني وتنشئة جيل واع منذ المراحل العمرية المبكرة ومرحلة الطفولة والتي يرسخ فيها جميع المدخلات والمعلومات التي يُحصلها طلاب المدارس، والذين سيشكلون مستقبل فلسطين بثقافتهم وعلمهم".
ونوه العكر إلى أن تكلفة شبك المدارس بالانترنت تصل إلى 600 الف دولار سنويا اما تعزيز المحتوى عبر الإنترنت فستساهم المجموعة بنحو 200 الف دولار سنويا.
وأشار العكر إلى أن التعليم أصبح مرتبطاً ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا، من حيث تحديث طرق التدريس وتطوير الأداء لدى الطلبة، واتجه العالم الحديث إلى استبدال المناهج التدريسية التقليدية بمناهج ذات محتوى الكتروني، منوهاً إلى سعي مجموعة الاتصالات لتطوير النظام التربوي والتعليمي من خلال تنفيذ مثل هذه البرامج والدعم الفني المقدم من قبلها، للمساهمة قدر المستطاع في كسر الفجوة الرقمية.
وبين العكر أن تركيز مجموعة الاتصالات في مبادراتها المجتمعية على نشر ثقافة الحاسوب يأتي كون الحاسوب يعد التقنية الأساسية في تطوير العملية التعليمية، قائلا" نحن في مجموعة الاتصالات نحاول أن نربط مساهمتنا الاجتماعية بتطوير حاجة المجتمع الفلسطيني في المجالات المهمة التي لا تلقى عناية كبيرة".
زيدان: المبادرة ستسهم في
إعادة هندسة أساليب التعليم
بدوره، أشار معالي وزير التربية والتعليم د. علي زيدان إلى أن المبادرة ستسهم في تكوين بيئة داعمة لتنمية مهارات الطلبة وقدراتهم ومتابعة التطور التكنولوجي المتسارع، منوها إلى أن التكنولوجيا تفرض حضورها لا على المؤسسة التربوية فحسب بل على المجتمع بأسره.
وأضاف" المبادرة ستسهم في إعادة هندسة أساليب التدريس وفي منهاج التكنولوجيا تحديدا وهي استجابة لطموحات الطلبة وتطلعاتهم ".
وبين أن ربط 1000 مدرسة بشبكة الانترنت يمثل قيمة إضافية للجهود النوعية نحو إعادة بناء هيكلية واضحة لتكنولوجيا المعلومات وبيئة مناسبة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم، حيث أشارت تقارير المتابعة والتقييم لخطة الوزارة الخمسية إلى أن تحسين البيئة التكنولوجية الداعمة ضرورة لتطبيق التعلم الالكتروني".
وأضاف"حينما نبادر لهذه الخطوة، نحن مطالبون بالارتقاء بواقع الكفاءات الفنية وقدرات معلمينا وبتوفير الأجهزة والمعدات ومواصلة جهودنا لتوفير الحلول والبدائل الملائمة لواقع مجتمعنا والتحديات التي يواجهها وهنا لا بد من مواصلة الشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص".
وقال زيدان، ان برنامج "أبجد نت" يتضمن ربط 1000 مدرسة بالانترنت، حيث دلالة الرقم وحدها كفيلة بالتعبير عن روعة المضمون، وهذا يعني أنه ومن خلال هذا البرنامج ستتمكن 50% من مدارسنا من توظيف ربطها بالإنترنت لتحسين نوعية التعليم والتعلم فيها.
وتابع: "إن شبك 1000 مدرسة بالانترنت يمثّل قيمة إضافية للجهود النوعيّة نحو إعادة بناء هيكلية واضحة لتكنولوجيا المعلومات لتلبية الحاجة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم".
وأشاد د. زيدان بمجموعة الاتصالات وقال: " نلمس في كل مرة نتعامل فيها مسؤوليتكم الوطنية قبل مسؤوليتكم الاجتماعية، إن إطلاق هذا البرنامج يعتبر انجازا يتقاطع وطموح وزارة التربية في أن تكون البيئة المدرسيّة داعمة لتنمية مهارات الطلبة وقدراتهم، ومتابعة التطوّر التكنولوجي المتسارع خاصة في ظل الوضع الذي تفرض التكنولوجيا حضورها ".
وأوضح د.زيدان أن هذه الخطوة تندرج في إطار إستراتيجيات محددة تتبناها وزارة التربية والتعليم العالي في خطتها التي تستهدف تطوير النظام التربوي من خلال تطوير المناهج والارتقاء بواقع أداء المعلمين ومؤهلاتهم، وتطوير البنية التحتية.
وأكد زيدان التزام الوزارة بتوفير بيئة تعليمية مواتية لاستثمار هذا الواقع الجديد من أجل تعزيز مدارسنا كحاضنة للإبداع، وبما يمكن الطلبة من تحقيق نجاحات تكنولوجية على المستوى الدولي بجهود فرديّة لهم ولمعلميهم ولمديري مدارسهم، وهذا ليس غريبا على الشخصيّة الفلسطينية التي عرفناها مبادرة طامحة.
أبوعون حمد: مبادرة تعليمية
الكترونية تنموية متكاملة
من جهتها، اعتبرت السيدة سماح أبوعون حمد مدير عام جمعية مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية أن هذه المبادرة ستعمل على ربط قطاع التعليم وقطاع التكنولوجيا بما يخدم المسيرة التعليمية في مدارسنا الفلسطينية، قائلة "التعليم قطاع جدا مهم بالنسبة لنا، وعادة نستثمر به بكثرة وكذلك الأمر في قطاع التكنولوجيا".
ولفتت أبوعون حمد إلى أن هذا البرنامج يعد ثاني أكبر مشروع ضمن مشاريع مجموعة الاتصالات الفلسطينينة في مجال المسؤولية المجتمعية بعد مشروع المنح الدراسية.
ونوهت إلى أن المجموعة وفي إطار مسؤوليتها المجتمعية تبنت عدة برامج في قطاع التعليم منها برنامج المنح الدراسية في قطاع التعليم العالي، لافتة إلى أنه عند الحديث عن قطاع التربية والمدارس والتي تضم طلبة يمثلون نحو 40% من سكان الشعب الفلسطيني فهذا يعني أن المشروع جوهري كونه يوفر خدمة الانترنت المجاني في المدارس لتمكين الطلبة والمعلمين من تحسين البيئة التعليمية وتطويرها بحيث تتوافق مع احتياجات القرن الحادي والعشرين وخلق جيل قادر على البناء والمنافسة.
وأضافت "من خلال هذا البرنامج لم نوفر فقط خدمة الإنترنت، بل وفرنا كذلك كافة الأجهزة التي لها علاقة بشبك الخدمة".
وحول آلية اختيار المدارس التي سيشملها المدارس، أوضحت أبوعون حمد أن مجموعة الاتصالات ليست هي الجهة التي اختارت المدارس بل وزارة التربية والتعليم هي التي قامت بعملية الاختيار وفق معايير خاصة، مشيرة إلى أن شرط مجموعة الاتصالات الوحيد في هذا الموضوع هو أن تكون المدارس مزودة بخدمة "بالتل" كون أن هناك مدارس تقع في منطقة "سي" ولم تصل لها خدماتنا.
وأوضحت أبوعون حمد أن مشروع " أبجد نت" يعمل على توفير خدمة الإنترنت للمدارس، مشيرة إلى دراسة أجرتها المؤسسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في عام 2012 لبحث أفضل السبل لربط المدارس بالإنترنت، مؤكدة أنه سيتم ربط 1000 مدرسة في الضفة وغزة بالإنترنت مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي 2013-2014، وسيكون هناك مرحلة أخرى لشمل 1000 مدرسة إضافية ليصل العدد الى 2000 مدرسة تتمتع بخدمة الانترنت المجانية.
ونوهت أبوعون حمد إلى الشراكة مع وزارة التربية والتعليم لتعزيز المحتوى الرقمي للمنهاج الفلسطيني، قائلة" العمل جار حاليا لتطوير المحتوى الالكتروني من خلال مشروع (نت كتابي) والذي نعمل مع بعض الشركاء على تطويره، وحتى الآن تم اصدار 14 كتابا الكترونيا في مادة الرياضيات من الصف الأول للسادس والجزء الأول من مادة العلوم من الصف للاول للثامن".
وأضافت "لقد عملنا أيضا على تطوير المناهج الفلسطينية لتتلاءم واستخدامات التكنولوجيا بحيث يصبح المنهاج أكثر حيوية ويتم تحقيق التواصل الفعال بين الطالب والمشرف والمنهاج، من خلال مشروع (نت كتابي) الذي قمنا بتنفيذه مع مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي".
صيدم: مبادرة محورية
وقال د. صبري صيدم لـ"القدس الاقتصادي" إن برنامج "أبجد نت" يعد مبادرة محورية ورئيسية وهي تأكيد على ضرورة ادخال التكنولوجيا إلى المدارس الفلسطينية، مضيفا "أراها خطوة بالاتجاه الصحيح وهي تهدف ليس فقط لتزويد المدارس بخدمة الانترنت ولكن ايضا تفعيل المحتوى الالكتروني ومن هنا تكمن أهميتها".
ولفت د. صيدم إلى أن هذه المبادرة ستؤسس لثقافة الحاسوب في المدارس واستخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية واستخدام عالم الانترنت للاستفادة والفائدة، قائلا" هذه رسالة طالما حملتها المؤسسة الفلسطينية وآن الأوان كي تقلع بها".
وفي رسالة إشادة لتبني مجموعة الاتصالات لهذه المبادرة، قال صيدم"التمويل الذي توفره مجموعة الاتصالات لهذه المبادرة سيشكل انطلاقة جديدة لقطاع التعليم ويؤسس لثقافة فلسطينية أصيلة".
ويرى صيدم أنه رغم أن نحو ثلث الشعب الفلسطيني يستخدمون الحاسوب وهذه نسبة جيدة، غير أنه على صعيد المدارس ما زلنا نعطي حصة واحدة في الحاسوب وهذه قضية تجاوزها الدهر، قائلا" الحاسوب مازال في المدارس الفلسطينية حبيسا في غرف حديدية دون أن يتمكن الطالب من الوصول اليه واستخدامه بصورة مستدامة، ودون أن يتاح للمعلم الفلسطيني الفرصة ليكتشف الخبرة في هذا المجال".
وأشار إلى أن الجيل الجديد اليوم لديه قدرة الوصول للتكنولوجيا أكثر مما هو عليه الحال لدى المعلم الفلسطيني. وأضاف"آن الأوان ليكون انتشار التكنولوجيا شاملا وعاما في مجتمعنا الفلسطيني وأن نحدّث مناهج التعليم حتى نضمن التفاعلية وقدرة الطلبة على التحليل وليس فقط صم المواد والتوجه نحو الامتحانات وكأن مسيرة التعليم تنتهي بانتهاء الامتحان".
ووجه شكره لمجموعة الاتصالات الفلسطينية التي عودت الشارع الفلسطيني على أن تقدم مبادرات لصالح خدمة التكنولوجيا وتأصيلها وتجذيرها في مجتمعنا.
عمر: تحضير الأجيال القادمة
للعصر التكنولوجي
ووصف مدير عام الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات السيد حسن عمر المبادرة بأنها
رائعة جدا كونها تتطرق الى موضوع المدارس والتعليم والاستثمار فيه والذي يعد في نظره الاستثمار الأمثل، مؤكدا أن تطوير المحتوى الرقمي العربي على الانترنت موضوع ساخن جدا.
وأضاف "نحن في الحاضنة الفلسطينية (بيكتي) لدينا مشاريع متخصصة في هذا المجال، وبالتأكيد الانترنت يعد عنصرا أساسيا لانجاح هذه المبادرات، ومدارسنا بأمس الحاجة للتكنولوجيا لتحضير الأجيال الناشئة للعصر التكنولوجي القادم".
واكد عمر أن هذه المبادرة تخدم "بيكتي" كونها معنية بالعمل في مشاريع تخدم المحتوى الرقمي العربي، وكونها تخرج أجيالا من المدارس قادرة على التعامل مع التكنولوجيا، وبالتالي سيكون لدى هذه الأجيال أفكار ريادية وابداعية ما من شأنه أن يسهل من مهمة الحاضنة في تحفيز الريادية وإنشاء شركات ناشئة.
صالح: جهود كبيرة للنهوض بواقع التكنولوجيا
وأكد وكيل وزارة التربية المساعد د. بصري صالح أن الوزارة تبذل جهودا مع المؤسسات الشريكة
للنهوض بواقع التكنولوجيا واستخدامها في العملية التعليمية والتعلمية والتحديات التي يفرضها الواقع الجديد من تحقيق انجازات تربوية في تفعيل استخدام تلك التكنولوجيا على المستوى التربوي والتعليمي داخل الغرف الصفية وخارجها.
وفي سؤال لـ "القدس الاقتصادي" حول ما إذا كان تطبيق المبادرة على 1000 مدرسة سيخلق فجوة رقمية بينها وبين المدارس الأخرى التي لن تطبق عليها المبادرة في مرحلتها الأولى، قال د. صالح" الوزراة تستهدف الطلبة ليس فقط من خلال المدارس بل هناك برامج أخرى توجه الطلبة اليها، ونحن واعون لمحدودية الوصول لكل الطلبة في الوقت نفسه"، مؤكدا وجود نسبة كبيرة جدا من الطلبة والمعلمين الذين لديهم الامكانية للدخول الى البوابة التعليمية التي ستقدمها الوزارة والاستفادة من خدمات تعليمية أخرى خارج إطار هذا النطاق، وبالتالي يمكن أن تستفيد مدارس أكثر من العدد الذي تشمله المبادرة في مرحلتها الاولى.
وأضاف "نحن معنيون بالأساس من خلال هذه المبادرة أن يغير المعلم الحراك داخل غرفة الصف، وبالتالي بكل الوسائل ننقل ذلك للمعلم سواء كان عندنا انترت ام لم يكن"، مشيرا إلى وجود آلية يمكن اتباعها لمتابعة المواد التي تنشر على الإنترنت من خلال عمل تخزين لها على اقراص ثم عرضها على الطلبة إلى حين أن يتم تزويد تلك المدارس بخدمة الإنترنت في مراحل لاحقة، مؤكدا أن الوزارة تطمح في النهاية إلى أن تكون كل المدارس الفلسطينية موجودة على الشبكة الاكترونية ضمن نظام محكم محدد في إطار ضبط المعايير في هذا الاتجاه.
أما الوزير أبو زهري، فأكد أنه رغم أهمية التمويل لتنفيذ المبادرة، غير أن العنصر البشري سيبقى الأهم، مشيرا إلى أن المدرسة التي لا تستخدم الشبكة بكثافة عالية يمكن أن تتعرض لفصل الخدمة ومن ثم تزويدها لمدرسة أخرى لتمكينها من الاستفادة.