غزة - الاقتصادي - اسلام ابو الهوى - يخشى المزارعون أن يؤثر نقص الأمطار هذا العام على بعض منتوجاتهم الصيفية وسط حالة جفاف تضرب قطاع غزة.

يقول المزارع أكرم أبو خوصة، من سكان بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، الذي يملك (15) دونماً مزروعة بالفراولة، ان تأخر سقوط الأمطار وكمياته القليلة لهذا العام أثرت تأثيراً سلبياً على موسم الفراولة وتأخر انتاجه، وهو المنتج الشتوي الذي يحتاج كميات كبيرة من المياه التي لا يستطيع المزارع محدود الدخل توفيرها.

ولفت أبو خوصة إلى أن عدد الدونمات المزروعة بالفراولة تراجعت من 1500 دونما إلى 350 دونما هذا العام، منوها إلى أن الأمر لا يبشر بالخير هذا العام بالنسبة للمزروعات الحقلية كالذرة والبطاطا التي تعتمد بشكل رئيسي على مياه الامطار.

يقول المهندس يوسف أبو أسعد مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطيني لـ "الاقتصادي" ان كميات الأمطار الهاطلة على قطاع غزة أقل بنسبة 30% من المواسم السابقة

ويضيف ابو اسعد ان المعدل الإجمالي لهذا الموسم 253 ملم، أي شكل ما نسبته حوالي 71% من المعدل السنوي العام.

ومن جهته يقول المهندس نزار الوحيدي مدير عام الارشاد في وزارة الزراعة في قطاع غزة ان كمية الأمطار التي تهطل تنعكس ايجابا على المزروعات الصيفية خاصة البقولية، مؤكدا أن أهم العوامل المؤثرة على زيادة انتاج المزروعات الصيفية هو وفرة وجودة المياه، بالإضافة إلى هطول الأمطار شتاء وربيعا التي تؤسس للزراعات المطرية أو البعلية غير المروية وهي محاصيل قد تصل مساحتها إلى أكثر من 100 ألف دونم، أغلبها مساحات شجرية ومحاصيل خضار ونباتات أخرى مختلفة كالزينة والنباتات الطبية والعطرية.

وأشار إلى أن المزروعات الصيفية في قطاع غزة تعاني العديد من المشاكل على رأسها التملح وعدم صلاحية المياه للري الحر غير المقيد، بالإضافة إلى أنواع الأسمدة التي يتم استخدامها

وينصح الوحيدي المزارع بالتقيد بتعليمات المهندس المرشد حتى لا يخسر محصوله أو أن تتدهور جودة وصلاحية تربته.

ولفت إلى ان مستقبل الزراعات الصيفية المروية والامن الغذائي في غزة مهدد بالانهيار بنسبة لا تقل عن 12% من اجمالي الناتج المحلي ان لم تقدم الحلول غير التقليدية والتي تتناسب مع الواقع الزراعي في غزة.

ويقترح ان يتم التوجه بقوة نحو النشاطات الزراعية التي تؤدي لتقليل الاحتياجات المائية للمحصول من طرق الري وأجهزته، والبحث عن مصادر المياه البديلة كحصاد مياه الأمطار وتحلية مياه البحر والمياه المالحة ومعالجة المياه العادمة وزراعة محاصيل يمكن ريها بها في حال تطهيرها.

ونوه إلى ان معظم الإنتاج الزراعي يتركز في فترتي الربيع والصيف ما يلزم الاعتناء أكثر بالمحاصيل متحملة الملوحة وقليلة الاحتياج للمياه.