غزة - وفا- تشهد أسواق قطاع غزة حركة شرائية استعدادا لشهر رمضان المبارك الذي يحل اليوم، في ظل أوضاع اقتصادية سيئة يمر بها سكان الشريط الساحلي المحاصر منذ أكثر من ثمانية أعوام.
ويقول باعة وتجار: "إن ازدحام الأسواق لا يعكس بالضرورة القوة الشرائية لدى المواطنين، بل معظمهم يبحث عن البضائع الاقل سعراً وآخرون يسألون فقط."
وما يعكس سوء الوضع الاقتصادي، اقبال المتسوقين الكبير على شراء المواد الغذائية المجمدة لانخفاض أسعارها قياسا بالطازجة.
وفي هذا الصدد يقول غسان أبو ياسين صاحب محل لبيع المواد الغذائية المجمدة: "طوال العام هناك اقبال على شراء المواد الغذائية المجمدة نظرا لانخفاض اسعارها وهي في متناول الفقراء واصحاب الدخل المتدني."
وتابع أبو ياسين الذي ازدحم محله في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بالمشترين:" في شهر رمضان تزداد القوة الشرائية عن باقي اشهر السنة لأنه يتطلب مصاريفا أكثر."
ورغم الحصار المفروض على سكان القطاع (1.8 مليون نسمة)، الا أن المستلزمات الرمضانية متوفرة.
وينتظر فقراء ومحتاجون شهر رمضان على أحر من الجمر، للحصول على مساعدات نقدية وعينية من جمعيات اغاثية وميسورين علها تساعدهم على توفير احتياجات أسرهم.
يقول "أبو محمد": "إنه عاطل عن العمل منذ سنوات وغير قادر على تلبية احتياجات أسرته المكونة من سبعة أشخاص"، لافتا الى أنه ينتظر شهر رمضان الكريم بفارغ الصبر للحصول على مساعدات الجمعيات الخيرية وأهل الخير لتلبية احتياجات أسرته التي تزداد خلال هذا الشهر.
بدوره يؤكد المحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، "يأتي شهر رمضان للعام التاسع على التوالي في ظل استمرار وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة."
وأضاف الطباع لـ"وفا"، "كما يأتي شهر رمضان في ظل استمرار الانقسام وعدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها القطاع لم يسبق لها مثيل خلال العقود الاخيرة."
وأشار الى استمرار تشديد الحصار الظالم ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع المختلفة وأهمها مواد البناء والتي تعتبر المشغل والمحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية والتي أدى منعها ودخولها فقط وفق الألية الدولية إلى تعثر عملية إعادة الإعمار.
ولفت الطبّاع الى ارتفاع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر رمضان، ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل معدومي الموارد, منوها الى ارتفاع معدلات البطالة بشكل جنوني وبلغت نسبتها 55% وارتفع عدد العاطلين عن العمل لأكثر من ربع مليون شخص, وأصبح ما يزيد عن مليون شخص دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالي السكان.
كما ارتفعت نسبة الفقر إلى 39% من إجمالي عدد السكان، وأيضا انتشار ظاهرة الفقر المدقع والتي بلغت نسبتها 21%.
وحذر الخبير الاقتصادي، من أن استمرار الوضع على ما هو علية سوف يكبد التجار والمستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة, ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية.
من جانبه، قال رئيس الغرفة التجارية في غزة وليد الحصري:" للعام التاسع على التوالي يستقبل الغزيون شهر رمضان الكريم في ظل الحصار والمعاناة وما تولده من فقر وبطالة ومن تداعيات الحروب الأخيرة والهجمات المتكررة على القطاع."
وطالب الحصري في تصريح لـ "وفا"، التجار بضرورة مراعاة الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين، وعدم رفع الأسعار والاحتكار خلال الشهر الفضيل.